خبر الخزينة الإسرائيلية تستفيد من بيع « فايبر » .. حلمي موسى

الساعة 07:25 ص|17 فبراير 2014

احتفلت إسرائيل قبل يومين بنجاح المفاوضات لبيع شركة "فايبر" لاتصالات الانترنت إلى شركة "ركوتين" اليابانية، "Rakuten"، بمبلغ 900 مليون دولار. ويعتبر مستخدمو الـ"فايبر"، البالغ عددهم حوالي 300 مليون شخص حول العالم، الرصيد الفعلي الذي باعته الشركة إلى اليابان. وبرغم احتفال إسرائيل بالصفقة، فإنّ هناك من يشيع بأن شركة "فايبر" ليست إسرائيلية أصلا وأن بيع الشركة جاء لتجنب الانهيار الذي سيحدث لها جراء دخول العالم مرحلة الجيل الرابع من الاتصالات.
ومعروف أنّ شركة "فايبر" تأسست بأيدي مجموعة من الشبان، بينهم أربعة إسرائيليين يحمل أحدهم الجنسية الأميركية، على خلفية تطوير برنامج واسع الانتشار للاتصالات يحمل هذا الاسم. وتقدر التكلفة الإجمالية لإنشاء شركة "فايبر" وتطوير برمجياتها بحوالي 30 مليون دولار، ما يعني أن نسبة الربح تعتبر هائلة. ولهذا السبب فإن إسرائيل تنتظر أن يعود عليها بيع الشركة إلى شركة يابانية بمبلغ وفير جراء الضرائب التي ستجبيها عن الصفقة.
غير أنّ خبراء أشاروا إلى أن فرحة إسرائيل قد تكون سابقة لأوانها أو مضخمة لأن شركة "فايبر" ليست أصلا إسرائيلية، وإنما هي مسجلة في قبرص كما أن معظم العاملين فيها لا يقيمون في إسرائيل. ومع ذلك فإن 40 من بين مستخدميها البالغ عددهم 120 يعملون في مركز التطوير التابع للشركة في بني براك في الأراضي المحتلة.
كما أن المبادِر إلى إنشاء الشركة هو تلمون ماركو، وهو إسرائيلي أميركي وقد سبق له مرارا أن أكد أن الشركة ليست إسرائيلية. وماركو يبلغ من العمر 41 عاما من مواليد هرتسليا ويحمل الجنسية الأميركية وهو يقيم في تل أبيب. وخدم في الجيش الإسرائيلي في إحدى الوحدات التكنولوجية.
أما الشركة التي اشترت "فايبر" فهي "ركوتين" اليابانية التي تقدر قيمتها السوقية في بورصة طوكيو بحوالي ملياري دولار وهي متخصصة في خدمات الانترنت ولديها 225 مليون مستخدم ويعمل فيها 3500 موظف. ويقول صاحب الشركة هيروشي ميكتاني إنه أحب البرنامج وهو يعتقد أن "برامج الرسائل ستسيطر على العالم. ومن أجل أن تبقى الشركة، ينبغي أن يكون لديها برنامج تراسل لأن الزبائن هناك".
ويُعتبر برنامج "فايبر" بين أكثر عشرة برامج يتم تحميلها في دول مثل لبنان والأردن واليمن ومصر والجزائر والسعودية. وهناك العديد من الدول العربية والإسلامية التي عمدت إلى منع استخدام هذا البرنامج في أراضيها، لكن خبراء يعتبرون أنّ ليس الأصول الإسرائيلية للشركة ما وقف وراء ذلك لأن هذه الدول حظرت أيضا برامج اتصال مثل "واتس أب" و"سكايب". وقد تنادى كثيرون إلى مقاطعة "فايبر" بوصفها شركة إسرائيلية كما أنّ عددا من قراصنة الانترنت العرب قاموا باقتحام خوادم الشركة في العام الفائت وحملوا رسائل معادية على صفحة الشركة. وكما سلف، سعى مؤسس الشركة تلمون ماركو إلى التأكيد إعلاميا بأنه لم يتلق أي دولار من دولة إسرائيل لتطوير هذا البرنامج وأنّ الصلة بإسرائيل هي فقط وجود مركز التطوير في بني براك.
ومع ذلك، فإنّ تقديرات مختلفة تشير إلى أن "فايبر" اتخذت من قبرص مقرا لها ليس فقط لاعتبارات ضريبية وإنما أيضا لاعتبارات سياسية. فـ"فايبر" انتشرت في 193 دولة حول العالم، بما في ذلك الدول العربية وحققت فيها نجاحات ولذلك كانت هناك مصلحة للشركة بإخفاء هويتها الإسرائيلية قدر الإمكان.
وأيا يكن الحال، فإنّ تضارب مصالح وقع بين قبرص وإسرائيل حيث تطالب قبرص بأن تدفع الشركة ضريبة أرباح لها لأنها شركة قبرصية، في حين تطالب إسرائيل بدفع الضريبة لها لأن أصحاب الشركة مواطنون إسرائيليون. وفي كل حال، فإن القانون الإسرائيلي يفرض على المساهمين في الشركة من الإسرائيليين دفع ما بين 25 إلى 30 في المئة من أرباحهم من الصفقة. وهذا يعني باختصار مئات الملايين من الدولارات.
عموما، وبحسب الملكية في الشركة، فإنّ تلمون ماركو يملك نسبة 11,4 في المئة من أسهم الشركة، في حين تملك عائلة جلعاد شبتاي الإسرائيلية نسبة 55 في المئة. ويملك النسبة الباقية مستثمرون آخرون والعاملون في الشركة.
من جهتها، لاحظت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنّ مداخيل الدولة العبرية من صفقة "فايبر" تضاف إلى مداخيل أخرى بمليارات الدولارات دخلت خزينة إسرائيل جراء صفقات لشركات إسرائيلية أخرى بيعت في السنوات الأخيرة.
وتشير المعطيات الاقتصادية إلى أن الخزينة الإسرائيلية استفادت بأكثر من مليار ونصف مليار دولار مثلا من بيع شركة "يسكار" المتخصصة في آلات تطويع المعادن، فضلا عن حوالي 700 مليون دولار من بيع حصة من حقل لفيتان البحري إلى شركة "وودسايد" الأسترالية. وقد نالت الخزينة الإسرائيلية أكثر من 200 مليون دولار من بيع شركة "ويز" للتوجيه عبر الأقمار الصناعية ويتوقع أن تنال حوالي 300 مليون دولار من بيع "فايبر".
تجدر الإشارة إلى أنّ "فايبر" انتشر للمرة الأولى كبرنامج اتصال على هواتف "آيفون" في أواخر العام 2010، لكنه سرعان ما انتشر ليغزو الهواتف التي تعمل بنظام "اندرويد" وانتقل بعدها ليعمل حتى على الحواسيب. وبحساب بسيط فإن "فايبر" باعت إلى اليابانيين زبائنها بسعر ثلاثة دولارات تقريبا للزبون الواحد.