خبر BBC: قطر فشلت فى السيطرة على منطقة الشرق الأوسط

الساعة 09:02 م|14 فبراير 2014

وكالات

أكدت هيئة الإذاعة البريطانية BBC أن دولة قطر تعانى من مشكلات داخلية وأزمات خارجية عرقلت طموحها لتصبح قوة كبرى وفاعلة فى منطقة الشرق الوسط، كما كان يحلم حكامها.

وأوضح بيل لو، محلل شئون الخليج لدى BBC، أن أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة، البالغ من العمر 33 عاما، يواجه حاليا مشكلات كبيرة، خاصة بعد أن تبدد حلمه هو وأبيه فى أن يصبحوا قوة إقليمية وعالمية مؤثرة".

وتابع بيل "جاء دعم قطر للإسلاميين فى بلاد الثورات العربية، تونس، وليبيا، ومصر، وسوريا، بنتائج عكسية، كما أدى إلى توتر العلاقات بينها وبين حلفائها فى الغرب والخليج على حد سواء".

وداخليا تزايدت مؤخرا حدة الأزمة بين النظام الحاكم وبعض التيارات المحافظة فى البلاد، التى تعانى من غياب الحريات والديمقراطية، وبدأ المعارضين المحافظين فى قطر يجاهرون بالمعارضة لما يرونه إهدارا لقيم البلاد، واستيرادا كاملا للثقافة والمؤسسات التعليمية الغربية.

ومن حسن حظ قطر أنه على الرغم من إهدار مليارات الدولارات لشراء النفوذ وتحقيق طموح السيطرة، وكذلك من أجل استضافة كأس العالم أيضا، إلا أن خزائن الأموال فى الدولة الصغيرة مازالت مليئة.

وهناك غضب أيضا من زيادة تدخل الشيخة موزة زوجة الأمير السابق ووالدة الأمير الحالى فى شئون البلاد وإنفاق مليارات الدولارات على مؤسسة قطر، وهى بمثابة إمبراطورية ذات قوة ناعمة تهدف لتعزيز صورة قطر الدولية.

كما أشرفت الشيخة موزة وابنتها أيضًا على إنشاء متحف الفن الإسلامى الذى افتتح فى 2008، والذى يضم أحد أكثر المجموعات الأثرية الفريدة على مستوى العالم.

ونظرًا لهذا الغضب فقد قلصت قطر فى سبتمبر الماضى من خدمات إذاعتها الطموحة التى تُبث باللغتين الإنجليزية والعربية، وبعدها بأربعة أشهر، سرّحت مؤسسة الدوحة للأفلام عشرات العمال وأرجأت افتتاح مهرجان "قمرة" السينمائى، الذى كان مقرر عقده فى مارس من العام الجارى.

كما فشلت مشروعات قطر الزراعية التى كانت تهدف من ورائها لتحقيق الاكتفاء الذاتى من الغذاء، وضاعت مليارات الدولارات على برنامج الأمن الغذائى، وهو ما اضطر الحكومة لإلغائه.

من جابنه قال الدكتور كريستيان كوتس أولريخسن، الباحث فى الشأن الخليجى، إن قطر بحاجة إلى الابتعاد على نحوٍ حاسم عن سياسات عدم الادخار التى تنتهجها خلال السنوات الماضية.

وأضاف "المشكلة التى يواجهها أمير قطر، الشيخ تميم، هى التزام بلاده باستضافة كأس العالم 2022 وإنفاق عشرات المليارات على البنى التحتية التى يتطلبها إقامة المونديال".

يأتى ذلك فى الوقت الذى لم يعد يتكلم فيه القطريون عن بناء 12 ملعبًا، بل تقول: "اللجنة المحلية لقطر 2022" الآن إنها تعطى الأولوية حاليا لبناء ثمانى ملاعب.

وعلى الرغم من تقليص عدد الملاعب فى مثل هذه الدولة الصغيرة، فإن دعم الشيخ تميم للمونديال لا يزال قويا، وسيعتبر أى حديث عن الانسحاب منه ضربة قوية لصورة قطر الدولية.

واعتبر جيم كرين، الخبير فى شئون الطاقة بالخليج، برنامج الأمن الغذائى "قرارًا خاطئًا"، وقال إن "استثمار البرنامج فى مجال الزراعة لم يكن له أى معنى".

وأضاف كرين أن احتراق الغاز الطبيعى المستخدم فى تشغيل محطات تحلية المياه، التى يمكنها توفير المياه اللازمة لرى المحاصيل الزراعية فى الصحراء، يزيد من انبعاثات الكربون الهائلة والموجودة بالفعل فى قطر.

وتابع: "سيزيد الأمر من ارتباك قطر، خاصة أنها تحتل المركز الأول من حيث نصيب الفرد من الكربون فى العالم".