بالصور غزة:منزل أشبه بالخرابة ومعيلها لا يستطيع الحراك

الساعة 09:46 ص|13 فبراير 2014

غزة

للوهلة الأولى لدخولي لما يعرف بالمنزل ...أصابني الذهول من حجم الكارثة ان يكون هناك منزل في قطاع غزة , بحجم هذه المأساة ...حائط ..لا حائط بل جدران آيلة للسقوط ..شراشف..تغطي سقفها بالتوازي مع بعض قطع "الزينقوا" المقطع ...بلا سقف !!!

يمنع منعاً باتاً الاقتراب من تلك الجدران الآلية للسقوط , كونها هي التي تفصل عن الجيران , ملابس ملاقاة على الارض في كل مكان ...أواني المطبخ موزعة ...تعتقد ان حفلة في المكان

ولكن المأساة تجدها عندما تعرف ان المنزل ذو مساحة 56 متر لايوجد به مطبخ انما هو عبارة عن غرف واحدة وكل شئ فيها وحمام صغير ....

أبو محمد (46 عاماً )  بدأ حديث لــ" فلسطين اليوم"" أسرتي المكونة من ثمانية أفرد التي حرموا من أبسط حقوقِهم في الحياة بكرامة وحرية في بيت لا يتجاوز مساحته 56م تقريباً الكائن في شارع جمال عبد الناصر.., منزلنا لا يصلح لحياة الآدمي "

ويتابع أبو محمد بالقول:" الذي يعاني من ألم في المفصلين ولا يستطيع التحرك منذ ان كانت طفلاً صغيرا ومرض المفاصل يلازمني فهو مرض وراثي ويحتاج لإجراء عملية جراحية لأجل تركيب مفصلين، فيقول: "أنه لا يمضي يوم واحد على ويزداد الوجع"،

 ويضيف:" في فصل الصيف أخرج من المنزل ولكنني ابتعد عن حرارة الشمس فالشمس تؤثر على جسدي فتصبح البلاتين الموجودة داخل قدمي ساخنة مما يؤدي الى ذوبان الجلد من قدمي، وفي فصل الشتاء لا استطيع أن أخرج بتاتا من المنزل الا في حالة كانت الشمس مشرقة لأن البرد يؤثر على جسدي من الخاصرة إلى آخر قدمي بالإضافة أنني أعاني من مرض القلب والسكر والضغط وهكذا هي حياتي منذ الطفولة"

ويكمل حديثه:" أعيش مع زوجتي وأمي وأبنائي التسعة داخل منزل ضيق لا يصلح أن يكون بيت يأوي عائلتنا بكرامة"، وأضاف بألم: "إن كل ما يملكه الإنسان هو الدعاء الى لله أن يفرج الكرب أو أن نجد من يساعدنا في محنتنا من خلال عمل يتناسب مع وضعي الصحي حتى أستطيع أن أعيل أبنائي التسعة واحميهم من الضياع "، ويتابع أصعب شيء قد يعاني منه الكانسان عندما يرى أبنائه يطلبون من والدهم شيء ولا يستطيع أن يوفره له "

معاناة لا توصف

ومع استمرار الألم والوجع داخل منزلهم الصغير الذي لا يوجد فيه أدنى متطلبات الحياة..وجدنا تلك السيدة الصابرة زوجة أبو محمد وجدناها وهي تضع يديها على وجهها تحاول إخفاء دموع الحزن على ما آل إليه حال عائلتها من الفقر والحرمان، فتقول:" أحاول دائماً التفكير في حال أطفالي الذين حرمُوا من أبسط حقوقهم في حياة كريمة كباقي الأطفال...

 وتتابع والدموع تتسقط على وجهها الحزين:" لا أستطيع أن أعطيهم مصروفهم اليومي لعدم توفر الاموال مع زوجي فهو عاطل عن العمل فمن أين سوف أعطيهم فلساً واحداً".

وتمضي في حديثها وعلامة الحيرة مسيطرة على حالها منزلنا مكون من غرفتين وحمام ومطبخ من الزينكو المتهالك المهدد بالسقوط في أي لحظة فلا يحمينا من حرارة الشمس في فصل الصيف وفي الشتاء يصبح المنزل بركة من المياه وهو لا تتجاوز مساحته 56متراً وتكمل قائلة:" ولكنني أدعوا الله ان يفرج كربنا الى الأحسن فهو الذي يفرج الكربات وحده ومن يكون مع الله سبحانه وتعالى فلن يضيعه ابداً".

وتوضح أم محمد أن الفاجعة لم تتوقف عند هذا الحد فالوضع الاقتصادي سيئ للغاية فالأولاد لا يجدون ما يأكلونه، ولا يوجد أي شيء متوفر في المنزل فكل ما يأتي الى البيت هو عبارة عن تبرعات من بعض أهل الخير الذين يعرفون وضعنا وفي أحيان أخرى تمر علينا الأيام ولا يوجد داخل البيت أي شيء نأكله .

الموت البطيء

محمد ذو التسعة عشر ربيعاً الذي يعاني من إعاقة في المفصلين ويرقد على سريره في البيت فيقول لـ "فلسطين اليوم" لقد أصبحت الحياة التي نعيشها كالجحيم، فأنا أجلس على السرير كالميت وهو ما يشبه الموت البطيء، ويضيف والحزن مخيب عليه أنا لست حزين على أنني أُعاني من اعاقة بل وضعنا يميل الى الاسوأ يوماً بعد يوم وللأسف الحكومة والمسؤولين لا يسألون عنا أبدا ولا حتى في زيارتنا من اجل الرفع من معنوياتنا على الاقل وختم كلامه لكن لا ينسانا الله سبحانه وتعالى فهو يقف دائماً مع المظلومين من عباده.

أما حنان ذو السابعة ربيعاً فتقول أتمنى أن يكون لي بيت جميل وغرفة أنا واخواتي من الباطون حتى نستطيع ان ننام مرتاحين بدلا من ان تكون الغرفة التي ننام بها جميعا فهي حارة في الصيف وفي الشتاء المطر يتساقط علينا ونحن نائمون، وتضيف وهي تمسك بيدي ..."بدي اعيش بس" ...انا بستحي من صحباتي....!!!

قصة لا يحس بماساتها الا من رأى المنزل ووضع ساكنها بأم أعينهم ليلوم نفسه الف مرة على انه لم يساعدهم في ظل الظروف الاقتصادية التي يمر بها .


منزل


منزل


منزل


منزل


منزل


منزل


منزل


منزل


منزل