خبر ينبغي الحديث الى كيري بصوت واحد- اسرائيل اليوم

الساعة 10:32 ص|12 فبراير 2014

ينبغي الحديث الى كيري بصوت واحد- اسرائيل اليوم

بقلم: إيزي لبلار

(المضمون: يجب على نتنياهو أن يصر على دعم وزرائه للمواقف الاسرائيلية المتفق عليها أو أن يسكتوا وأن يفرض عليهم الانضباط وعدم الاكثار من الكلام المستقل المندفع الذي يضر باسرائيل فقط - المصدر).

 

كف وزير الخارجية الامريكي جون كيري عن التظاهر بعدم الانحياز في اشرافه على التفاوض بين اسرائيل والفلسطينيين. هناك اسرائيليون ذوو تأثير يشجعون سلوكه كالرئيس بيرس مثلا، الذي قال للامريكيين إن الفلسطينيين لا يجب أن يقبلوا طلب

 

اسرائيل الاعتراف بأنها دولة يهودية وهو طلب حيوي للحكومة تبنته ادارة اوباما من قبل. إن هذا السلوك تعدٍ كبير لحدود الرئيس الدستورية ويمكن اعتباره في هذه الظروف غير اخلاقي.

 

إن رئيس الوزراء نتنياهو والوزير بينيت هيآ احتفالا للكيانات العالمية المعادية لاسرائيل التي تريد أن تصف اسرائيل بأنها عائق أمام السلام، وذلك بشجارهما الذي غطاه الاعلام فيما يتعلق بمسألة هل يستطيع الاسرائيليون أن يعيشوا في الدولة الفلسطينية، وهذا سيناريو خيالي تماما الآن.

 

لكن وزير الخارجية (المتطرف في الماضي) افيغدور ليبرمان أراح الامريكيين حينما تجاهل تصريحات كيري المعادية ووصفه بأنه "صديق حقيقي لاسرائيل". وقد أبطل انتقاد بينيت وتبنى اتفاق الاطار عند كيري الذي لم ينشر بعد. وصدر عن وزير المالية لبيد والوزيرة لفني ملاحظات هستيرية تتعلق بالتأثير المحتمل لمقاطعة اوروبية اذا فشلت المحادثات وصبا الزيت على موقد دعاية حركة المقاطعة الدولية.

 

وشاركت مجموعة من رجال الاعمال الاسرائيليين يدّعون الدفع قدما بسياسة الدولتين مع شركائهم الفلسطينيين بواسطة حركة "نكسر الصمت" في الانشطة لاضعاف موقف اسرائيل ووزعوا عريضة تعرض على نتنياهو مطالب من طرف واحد، لاظهار المرونة والتكيف.

 

إن للمنتقدين الحق في الاعتراض على مواقف رئيس الوزراء، لكن ما الذي يقصدونه حينما يدعون الى "مرونة"؟ هل يجب على اسرائيل أن توافق على تجميد البناء في الكتل الاستيطانية ويشمل ذلك القدس الى ذلك الوقت (غير المعقول) الذي يوقع فيه على اتفاق؟ وهل يقصدون بالمرونة أنه يجب علينا أن نوافق على حق العودة أساسا للمحادثات؟.

 

وهل يريد منتقدو رئيس الوزراء أن تُظهر اسرائيل مرونة فيما يتعلق بالأمن وهم يعلمون أن حماس التي عادت الى اطلاق الصواريخ علينا، تستطيع الاتحاد مع السلطة أو السيطرة عليها؟ وهل سيشجع رجال الاعمال الذين يضغطون على نتنياهو لاظهار تلطف أكبر، هل سيشجعونه على أن يترك أمن أبنائنا وأحفادنا لجدران الكترونية أو لقوات من حلف شمال الاطلسي بدل أن يكون في يد الجيش الاسرائيلي؟.

 

وكيف يجب أن نفسر تحريض الفلسطينيين الاهوج وتقديس القتلة والمنبر الحقير الذي تحظى به قصص القتلة المفرج عنهم في الاسابيع الاخيرة؟ هل علينا أن ننتظر هذا من شريك في السلام؟.

 

من حسن الحظ أن نتنياهو عالم بالاخطار الكامنة في هذه المرونة ولهذا يوجه التفاوض الى انشاء دولة فلسطينية تتساوق مع أمن اسرائيل. وهو يقوم بالعاب بهلوانية في هذه اللعبة المجنونة بغرض التوصل الى تقدم مرحلي مع العمل الدائم للحفاظ على الدعم الامريكي واظهار التزامنا بالسلام.

 

لا يتوقع أن تقربنا النتائج من السلام. إن حكومة نتنياهو مستعدة لقبول اتفاق الاطار غير الملزم من الولايات المتحدة مع تحفظات كافية تجعله يفقد من معناه لكنها تُمكن كيري من اظهار "عملية دبلوماسية ناجحة". ويتوقع أن يسلك الفلسطينيون سلوكا مشابها وأن يستمر الطرفان على التفاوض مع أمل أن يكون كل واحد هو الفائز آخر الامر في لعبة الاتهامات.

 

إن قدرتنا على مواجهة فشل المحادثات يجب ألا تكون على حساب عرض مواقفنا بقوة ووحدة وكرامة في خلالها. وكما صرح الوزير يعلون، "لست مستعدا للحديث عن إنش واحد إلا اذا حصلنا على برهنة من الفلسطينيين على وجود اعتراف بحقنا في الوجود دولة للشعب اليهودي والتخلي عن حق العودة وتلبية حاجاتنا الامنية... واذا لم يوجد اتفاق فسنعرف كيف نرتب امورنا".

 

لكن يجب على نتنياهو في اثناء المحادثات الامتناع عن اصدار تصريحات مستقلة لا تحظى بدعم من المجلس الوزاري المصغر، وأن يصر على أن يدعم الوزراء المواقف المصوغة أو أن يسكتوا. فالانضباط ضروري للافضاء الى نهاية اندفاع الوزراء بالكلام المضر والمستقل الذي ما زال يضعضع مكانتنا العالمية.