خبر مشاكل مخربين -معاريف

الساعة 10:38 ص|11 فبراير 2014

بقلم: يورم شفايتسر واليئور البحري

شفايتسر: رئيس برنامج بحوث الارهاب في معهد الامن القومي

البحري: متدرب في البرنامج

(المضمون: المواجهة الداخلية بين محافل الجهاد العالمي تخدم الاسد، ولكنها تخدم اسرائيل ايضا التي يمكنها أن تستغل الشروخ الداخلية لاحباط الارهاب - المصدر).

 

الحرب المضرجة بالدماء بين الرئيس الاسد وبين المعارضة في بلاده اصبحت في السنتين والنصف الاخيرة أمرا عاديا. في المقابل، فان المواجهة العنيفة بمثل هذا الشكل والتي تجري في الاشهر الاخيرة بين عناصر المعارضة الاسلامية ليست أمرا عاديا. فبيان منظمة القاعدة عن تنكرها من أفعال "منظمة الاسلام في العراق والشام" (داعش) يدل على مشاكل في أسرة الجهاد العالمي.

 

لقد بدأت المواجهة الحالية بين ايمن الظواهري، زعيم القاعدة المركزي، وبين ابو بكر البغدادي، زعيم داعش عندما أعلنت المنظمة الاخيرة في نيسان 2013 عن تشكيل داعش كمنظمة موحدة بين "الدولة الاسلامية في العراق" و "جبهة النصرة في سوريا" دون تنسيق هذه الخطوة مع الظواهري أو او الجولاني قائد المنظمة السورية. ورفض قائد جبهة النصرة اعلان الوحدة وبالتوازي اعلن عن ولائه للظواهري كقائده الاعلى.

 

الظواهري، الذي سعى الى تثبيت مكانته العليا في الجهاد العالمي، حاول التوسط بين الرجلين والابقاء على وحدة الصفوف. وقرر بان كل منظمة يجب أن تعمل في بلاد مستقرها – البغدادي في العراق والجولاني في سوريا. وردا على ذلك اتخذ البغدادي خطوات عملية لتنفيذ اعلانه العمل في الدولتين، وشددت المنظمة نشاطها في العراق وسيطرت على بلدات في الشمال وفي الشمال الشرقي من سوريا.

 

أساس الانتقاد ضد رجال داعش يتعلق بسلوكهم الوحشي تجاه السكان المحليين ومحاولتهم الفرض بالقوة لقوانين الشريعة المتصلبة على السكان.

 

المستفيد الاساس من المواجهة الداخلية – الجهادية هو الرئيس السوري، الذي يستغل عدم الوحدة في أوساط محافل المعارضة في صالح جمع الانجازات في ميدان القتال. والى جانب ذلك فان هذه المواجهة كفيلة ايضا بان تخدم الدول الغربية، بما فيها اسرائيل، التي تنظر الى التيار المتعاظم من نشطاء الجهاد العالمي الذين يتدفقون الى سوريا ويترسخون فيها. والشرخ الذي انفتح بين قادة منظمات الجهاد العالمي ممن يظهرون كاناس تواقين الى القوة، متزمتين ومتنازعين فيما بينهم وبين أنفسهم في صراعات

 

اعتبارية شخصية، كفيل بان يساعد المحافل الاستخبارية في محاولة التجنيد من صفوفهم لنشطاء خائبي الامل بهدف احباط اعمال الارهاب المتوقع ان تنتقل في المستقبل من سوريا الى دول العالم.