خبر اتفاق معروف -معاريف

الساعة 11:14 ص|10 فبراير 2014

بقلم: تشيلو روزنبرغ

(المضمون: لا يوجد اتفاق أكثر واقعية مما عرض حتى الان. ما سيقرر هو الجرأة السياسية لزعيمي الطرفين وحساب المنفعة والخسارة - المصدر).

 

التسريب المقصود لتصريحات مارتين اينديك، المبعوث الامريكي لمحادثات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين بتكليف من وزير الخارجية الامريكي جون كيري، والتي جاء فيها انه ستتحقق تسوية يتمكن فيها 80 في المئة من المستوطنين اليهود البقاء في اماكنهم في اطار اتفاق لتبادل الاراضي بين اسرائيل والفلسطينيين، يقوم على اساس خطوط الرابع من حزيران 1967، يرمي الى ان يكون بالون اختبار قبيل الحسم المقترب في المحادثات الجارية بين اسرائيل والفلسطينيين برعاية امريكية.

 

ينبغي التشديد منذ البداية بانه لا يوجد يقين في أن الطرفين سيتوصلان الى اتفاق لان المسائل موضع الخلاف معقدة. اضافة الى ذلك، حتى لو جاءت تصريحات اينديك لفحص رد فعل الطرفين، فليس فيها اي جديد. فمنذ البداية وحتى اليوم، واغلب الظن منذ اليوم ايضا وحتى زمن بعيد، يعرف الجميع مقاييس الحل الموفور، وان لم يكن الكامل. فالمحادثات السرية تستهدف القضاء على الاحابيل والتدخلات من الجهات المعادية لكل تسوية، ولكن من حيث الجوهر يمكن القول انه لا تغيير حقيقي في الخطط وفي الفهم بشأن طبيعة التسوية، التي نبتعد نحن عنها مسافة بعيدة جدا.

 

دنيس روس، المبعوث الامريكي للمحادثات بين اسرائيل والفلسطينيين، والذي كان سلف اينديك، يقول في كتابه "عن السياسة" الامور التالية: "المسيرة (المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين، تش. ر) انتهت في ختام عهد ادارة كلينتون بفشل المفاوضات على المسائل الجوهرية للنزاع: القدس، الحدود، الامن واللاجئين. كواحد من

 

مهندسي المفاوضات وكمن شارك فيها أعرب بان الفوارق في نهاية المحادثات كانت قابلة للجسر. كما اني اعرف بانه رغم خيبات الامل والجدوى الخائبة على مدى المسيرة، كان الاتفاق ممكنا وكذا أيضا آمنت الشعوب والوفود الى المفاوضات" (صفحة 249). ويمكن الاشارة الى أن روس يلقي بالذنب على عرفات الذي كان رافضا للسلام لم يكن مستعدا لان يتغير ويصبح زعيما بل بقي ثوريا خالدا. في حينه وجدنا المذنب وشنقناه في ميدان المدينة غير أنه منذئذ يوجد زعيم آخر، أبو مازن، وانتقلت غزة الى ايدي رجال حماس، وجولات الضربات المتبادلة بين الطرفين لا تتوقف وما كان – الان هو حاضر. كيف نشرح هذا إذ ان عرفات لم يعد موجودا منذ زمن بعيد والاتفاق مع الفلسطينيين ليس موجودا؟

 

المبادرات الامريكية والمحادثات بين الفلسطينيين والاسرائيليين كانت كثيرة. رئيس الوزراء السابق، اولمرت، يصر على الادعاء بانه لو كان أنهى مهام منصبه كرئيس للوزراء فأغلب الاحتمال ان يكون الطرفان قريبين جدا من الاتفاق. في نظرة الى الوراء يمكن ادعاء كل انواع الادعاءات "ماذا كان سيحصل لو ان"، ليس في هذا أي اهمية حقيقية. بالعكس. لنفترض أن اولمرت كان محقا في قوله، فلا يزال يبقى دون جواب السؤال المركزي: هل في وضع اتفاق يحصل فيه الفلسطينيون على أكثر من 90 في المئة من اجمالي اراضي يهودا والسامرة، وتبقى الكتل الاستيطانية الكبرى في يد اسرائيل ويجري تبادل للاراضي، فهل ستجد مسألة القدس ومشكلة اللاجئين حلا لهما؟ بالنسبة لنا، لا أمل في أن في الوضعية السياسية في اسرائيل تكون أغلبية لتقسيم القدس. وبالتأكيد تنطبق الامور على حق العودة للاجئين. معقول اكثر بكثير الا يكون الفلسطينيون مستعدين للتخلي عن حق العودة وشرقي القدس. والدليل حتى في الجولة الحالية من المحادثات، كما تسرب عنهم، فان النية هي أن تكون شرقي القدس عاصمة فلسطين. ليس في اسرائيل ولا بين الفلسطينيين أغلبية سياسية لاتفاق من هذا النوع. وبالضبط هنا المفارقة: فالجميع يعرف ما هو الحد الادنى الذي يرغب كل طرف في

 

تحقيقه في المفاوضات، من ناحية على جثتي. غير أن الجميع يعرف بانه لا توجد امكانية للوصول الى توافق على ذلك الان. ومع ذلك فان الطرفين يواصلان ذات المسار.

 

لا يوجد اتفاق أكثر واقعية مما عرض حتى الان. ما سيقرر هو الجرأة السياسية لزعيمي الطرفين وحساب المنفعة والخسارة. الادعاءات تجاه الفلسطينيين معروفة جيدا وخسارة تكرارها. اسرائيل برئاسة نتنياهو وائتلافه غير ناضجة لمثل هذه الخطوة الدراماتيكية. نحن لا نزال بعيدين جدا عن هذا الوضع. من غير المستبعد ان يكون الحل الفوري اتفاق مرحلي وتوافق على استمرار المفاوضات. عندها ايضا الواقع السياسي في اسرائيل لن يكون بوسعه احتواء الواقع.