خبر سياسة التصفيات تعود من الباب الخلفي- هآرتس

الساعة 11:13 ص|10 فبراير 2014

سياسة التصفيات تعود من الباب الخلفي- هآرتس

بقلم: عاموس هرئيل

(المضمون: يستمر قطر القذائف الصاروخية من غزة على النقب وتبحث اسرائيل عن رد مناسب على ذلك ولهذا تعاود سياسة التصفيات التي لم تعلن أنها تخلت عنها رسميا - المصدر).

 

إن محاولة الاغتيال الاسرائيلية في يوم الاحد لعبد الله الحرطي، وهو نشيط ارهاب من قطاع غزة، تعبر عن عودة سياسة التصفيات من الباب الخلفي. لم تعلن

 

اسرائيل قط أنها ستكف عن اغتيال نشطاء عمليات في المنظمات الارهابية، لكنها منذ كانت عملية "عمود السحاب" في تشرين الثاني 2012 ضاءلت بقدر كبير عدد محاولات التعرض لهم بسبب الهدوء النسبي الذي ساد الحدود.

 

إن اصابة الحرطي الذي أصيب اصابة بالغة بصاروخ اطلقته وسيلة طيران لسلاح الجو الاسرائيلي، هي الثالثة في نوعها خلال اسبوعين، ففي عمليتين سبقتا قتل نشيط آخر وجرح مخرب ثالث. والمشترك بين الثلاثة أنهم عملوا في خلايا مستقلة نسبيا، في اطار منظمات صغيرة لا تخضع لسلطة حماس في القطاع، أو شظايا فصائل انفصلت عن شبكات أكبر. فهؤلاء نشطاء تصفهم الاستخبارات الاسرائيلية بأنهم "عُصاة". ولعدد منهم صلات ايضا بما يسمى منظمات "الجهاد العالمي"، وهي ذاك الحلف الواهي للفصائل الذي يستمد من الافكار المتطرفة لاسامة بن لادن والقاعدة. إن المخربين الذين أصيبوا ليسوا جزءً حيا من حماس، ولذلك كان رد قيادة المنظمة التي تحكم القطاع منضبطا والاغتيال لا يفضي في الاكثر على إثره الى موجة عمليات انتقام والى رد عسكري اسرائيلي آخر بعدها.

 

ليس الحديث على كل حال عن ضرب خلية اعتُرضت في طريقها الى اطلاق قذائف صاروخية على اسرائيل – وهي عملية كادت تدخل "قوانين اللعب" المقبولة بين الجيش الاسرائيلي وحماس – بل الحديث عن تصفية متعمدة لشخص محدد كان مشاركا في اطلاق قذائف صاروخية وفي محاولات تنفيذ عمليات اخرى. وكان للاجراء هدف مضاعف وهو تصفية الحساب عن جرائم الماضي واحباط نشاط ارهابي في المستقبل.

 

تعمل اسرائيل على هذا النحو لأن قطر (جمع قطرة) القذائف الصاروخية من غزة على النقب مستمر. فبعد الهدوء الذي ساد حدود القطاع في أكثر ايام الاسبوع

 

الماضي، سجلت زيادة في اطلاق القذائف الصاروخية في نهاية الاسبوع الاخير، فقد أحصي بين يوم الخميس والسبت اربع قذائف صاروخية أطلقت على اسرائيل، وتبحث اسرائيل في الرد على ذلك عن صورة عمل مناسبة. فهي تزيد الضغط على حماس وتقلله بحسب تطور الاحداث آملة الحصول على هدوء على الحدود مع الضغط الذي تستعمله مصر عليها. وتضرب اسرائيل احيانا بصورة معلنة اهدافا عسكرية لحماس وتحصر العناية في حالات اخرى في ضرب نشطاء الفصائل المسلحة المسؤولة عن اطلاق القذائف الصاروخية.

 

وتغير حماس ايضا ردودها، فهي تنشر مرة القوات بالقرب من الحدود لمنع المنظمات الصغيرة من اطلاق قذائف صاروخية، وهي تبعد مرة اخرى قواتها من هناك، وهذا تانغو غريب من الرسائل والاشارات المتغيرة التي لا يتبين دائما الى أين تؤدي. لكن اذا نظرنا نظرة أشمل وجدنا أن الواقع على طول حدود القطاع في الاسابيع الاخيرة أصبح أكثر توترا مما كان في الماضي وزاد معه احتمال اشتعال أكبر. وحينما يعود اطلاق القذائف الصاروخية ليصبح أمرا شبه يومي يقل الشعور بالأمن عند سكان البلدات في "غلاف غزة" ويزيد الضغط على حكومة نتنياهو لتعمل بصورة أكثر صرامة على المنظمات التي تطلق القذائف الصاروخية، وسيزيد خطر التصعيد فورا اذا وقع مصابون في الجانب الاسرائيلي نتاج اطلاق القذائف الصاروخية.

 

كان الحرطي الجريح بحسب اعلان "الشباك" ذا صلة بـ "أنصار بيت المقدس"، وهي الفصيلة الجهادية المركزية في سيناء التي تجري نضالا قاسيا للسلطات المصرية ولها صلة وثيقة نسبيا بمصر. وكان الحرطي مشاركا كما يقول "الشباك" في مساعدة نشطاء المنظمة الذين أطلقوا صواريخ كاتيوشا مرتين على ايلات في نهاية كانون الثاني. وهذه معلومة تنشر تُقصد بها القاهرة ليُبين لمصر أن الدولتين تجريان نضالا مشتركا لمواجهة نفس الخطر وأنه يوجد في غزة تحت حكم حماس من يساعد المنظمات التي تعمل في غير

 

المصلحة المصرية. ولا يعني ذلك أن القاهرة محتاجة الى الكثير جدا من مثل هذا التذكير لأن نظام الجنرالات ينقض على حماس بصورة سافرة في كل فرصة تتاح له تقريبا. وإن توجه الاعلام المصري بالنسبة لقطاع غزة في الاشهر الاخيرة معادٍ جدا.

 

وفي خلفية كل ذلك سجل في المدة الاخيرة تقارب مفاجيء بين حماس والسلطة الفلسطينية، فقد أخذت وفود من رام الله تصل الى قطاع غزة على التوالي. وفشل في الماضي ما لا يحصى من جهود المصالحة بين الطرفين الخصمين لكن ضعف حماس يلاحظ الآن ويبدو أن قدرة السلطة الفلسطينية على تجنيد اموال منح من الخارج تفوق قدرتها وربما تأمل المنظمة أن تستعين بالسلطة المنافسة في رام الله كي تحظى بمساعدة اقتصادية اخرى. إن مصير محادثات المصالحة متعلق في الأساس بمسألة ما الذي ستثيره مبادرة كيري لتدفع قدما بالتفاوض السياسي بين اسرائيل والسلطة. قد يكون رئيس السلطة محمود عباس يعد لنفسه خطة بديلة لتحسين التنسيق بين المعسكرين الفلسطينيين اذا ما انتكست الاتصالات باسرائيل بصورة نهائية.