خبر ماذا ستفعل حماس مع تقارب فتح من حلفائها؟.. عدنان أبو عامر

الساعة 07:13 ص|10 فبراير 2014

لم تكد حماس تستيقظ من أزمة علاقاتها مع إيران، إثر افتراقهما في الموقف من سوريا، وخروجها منها في ديسمبر 2011، حتى عادت الحرارة في العلاقات الباردة بينهما، وأسفرت عن تجدد لقاءاتهما على أعلى مستوى شهدها ديسمبر 2013.

وبعد أن ظنت حماس أن العلاقات في إطار عودتها مع الإيرانيين، جاءت زيارة اللواء جبريل الرجوب، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، إلى طهران، في زيارة هي الأولى من نوعها لمسئول فتحاوي منذ عشرات السنين، لتطرح علامات استفهام عديدة حول مدى قدرة حماس على إبقاء التحالف الذي ربطها بإيران مدة عقد من الزمن، لأن الزيارة تركت أصداءها بصورة غير علنية لدى حماس، ومدى خشيتها أن تحل فتح، منافسها الأكبر على الساحة الفلسطينية، لدى حلفاء الأمس.

تصريحات الرجوب الترحيبية بالعلاقة مع إيران، تدفع كاتب السطور للقول إنها تتعارض مع اتهامات فتح السابقة بتدخل إيران السافر في الشؤون الداخلية الفلسطينية، ورغبتها العميقة بمصادرة القضية، ووضعها بتصرف أطماعها الإقليمية، ونزعتها التوسعية على حساب مصالح الأمة العربية، رغم أن العودة السريعة إلى بيان أصدرته حركة فتح أواخر 2010 رفضت فيه محاولات إيران المتواصلة باستخدام القضية الفلسطينية كورقة مساومة مع الغرب، لتنفيذ أجندتها الإقليمية، ووسيلة للتدخل في الشؤون الداخلية، وضرب مصالحنا القومية الحيوية، بل إن عضو اللجنة المركزية لفتح عزام الأحمد، اتهم إيران بلعب دور تخريبي في الساحة الفلسطينية.

كاتب السطور في هذه العجالة وضع عدة أسئلة حول هذا التطور، ومنها: هل غيّرت إيران سياستها تجاه الفلسطينيين؟، وهل يفسر تقاربها مع فتح على أنه إدارة ظهرها لحماس؟ وهل وصل حماس شيء عما دار في زيارة الرجوب باستثناء ما نشر في وسائل الإعلام؟ وهل أن فتح تسعى لاستغلال فتور علاقة إيران مع حماس لتوسيع خياراتها؟

في محاولة للإجابة عن هذه التساؤلات، يمكن القول إننا كفلسطينيين نحتاج الدعم والمساندة من جميع الأطراف لخدمة قضيتنا، وتحرير أرضنا، وعودة شعبنا، على أن يكون بناء العلاقات مبدأ استراتيجياً، وليس تكتيكاً للمناكفة السياسية الداخلية، وألا تكون العلاقة مستفزّة لأحد مكونات تلك الدولة، لأنها ستصبح شكلاً من أشكال التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ملمحاً بذلك لحركة فتح، رغم أنه يمكن وضع الزيارة في إطار محاولة محمود عباس جس نبض الإيرانيين حول مدى استعدادهم لإعادة المياه لمجاريها، وإعادة وصل ما انقطع معها.

كما أن مصلحة طهران تفوق مصلحة الفلسطينيين، كجزء من سياستها لإذابة الجليد في العلاقات مع جيرانها العرب، ولذلك جاءت استضافتها لـ"أردوغان"، لإحراج منافستها العربية الأكبر السعودية، التي تحاول تطويق إيران عن التمدد الإقليمي، ولذلك لا يوجد سبب لدى حماس للهلع، فالطريق نحو تقارب فعلي بين رام الله وطهران ما زال طويلا، لأن السلطة الفلسطينية تجد صعوبة في انتهاج سياسة منفردة عن التوافق العربي بقيادة السعودية ومصر، غير الداعمة لتقوية العلاقات مع طهران، ولذلك فإن زيارات رمزية وتصريحات دبلوماسية للمجاملات، لا تثير مخاوف حماس.

في حين أن هناك رغبة لدى فتح بتعزيز تحالفاتها الإقليمية في المنطقة، مما يساعدها على توسيع خياراتها السياسية، بعد سنوات من القطيعة مع طهران، وتوجه فتح لملء الفراغ الناجم عن تراجع علاقات حماس وإيران، في محاولة لتراكم خياراتها السياسية، وتعدد أصدقائها الإقليميين، حتى لو بدت أنها تتقلب في تحالفاتها بعيداً عن المبادئ والأخلاق، واعتمادها الجانب المصلحي فقط، بعكس حماس.

فيما تناول بعض رواد شبكات التواصل الاجتماعي، موضوع الزيارة، وطرحوا القضية متسائلين: بعد هذه الزيارة، هل سنسمع هتافات جماهيرية ضد فتح تصفهم بالتشيع، كما اتهمت حماس بذلك زمن التحالف مع إيران؟" لأن فتح إلى عهد قريب كانت تسمي إيران دولة شيعية، وتريد الاستيلاء على المنطقة العربية!.

أخيراً، فإن أيّ تقارب بين فصيل فلسطيني مع الدول العربية والإسلامية يعدُّ عملاً إيجابياً ومرحباً به، إذا كان يصبّ في خدمة القضية ودعم المقاومة وصمود شعبنا الفلسطيني، مستبعداً أيَّ تأثير سلبي على حماس لما قد ينشأ من تقارب بين فتح وإيران، لكن السؤال الأهم يتعلق بجدوى تقارب فتح وإيران في ظل تبني الأولى للمفاوضات مع إسرائيل، واستبعاد برنامج المقاومة، بل ومواجهته عبر التنسيق الأمني مع الاحتلال، ولذلك فإن اتصالات فتح الأخيرة مع إيران وسوريا يمكن اعتبارها خطوات محدودة وتكتيكية فقط!