تحليل خبير فلسطيني: « إسرائيل » لا تود تسخين الأوضاع مع غزة

الساعة 02:41 م|09 فبراير 2014

غزة

 استبعد الخبير والكاتب الفلسطيني حلمي موسى أن يقوم الجيش "الإسرائيلي" بشن عدوان جديد على قطاع غزة في الفترة القريبة المقبلة كعدوانٍ على شاكلة حرب عام 2008م (الرصاص المصبوب) وعام 2012م (عمود السحاب) وإنما سيكتفي بشن ضربات موجعة بحق العناصر التي تطلق الصواريخ الفردية على المستوطنات المحاذية لقطاع غزة.

وعزى الخبير في تحليلاته لـ"فلسطين اليوم" استبعاده لشن "اسرائيل" عدوان واسع على قطاع غزة لأسباب عدة أبرزها الخلافات الإسرائيلية الداخلية التي بدأت تظهر بقوة على الساحة الإسرائيلية، وخشية "إسرائيل" من الوضع الثوري العربي الغير مستقر ورغبتها في عدم لفت أنظار العرب وهم في حالة الهيجان الثوري.

وأوضح موسى أن "اسرائيل" لا ترى أن قوة ردعها بحاجة إلى إثبات في ظل الأوضاع العربية والإقليمية المحيطة بها، لافتا أن "إسرائيل" ستشن عدوان جديد على قطاع غزة عندما تشعر بان ردعها تضرر.

وأشار موسى أن التصريحات الإسرائيلية التي تُنذر غزة والمقاومة بشن عدوان جديد ما هي إلا "فقعات إعلامية" ورسائل موجهة لطرفين أولهما حماس وثانيهما الجبهة الداخلية الإسرائيلية.

وقال إن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين الموجهة لحماس تحمل في طياتها تهديد باستهداف مصالحها وتحثها على ضرورة ضبط الوضع الميداني في قطاع غزة ولجم الفصائل وعمليات إطلاق الصواريخ الفردية التي تطلق صوب المدن الإسرائيلية المحاذية له.

وأضاف أن الرسائل من التصريحات الإسرائيلية بشن عدوان جديد موجهة أيضا إلى الجبهة الداخلية الإسرائيلية مفادها أن قيادة الجيش الإسرائيلي جادة في التصدي لتسلح المقاومة في غزة، وأنها تنفذ غارات وتستهدف ناشطين في أذرع المقاومة لحماية المستوطنين وهي بمثابة رسائل "طمأنة للجمهور الداخلي".

ورأى الكاتب موسى أن الجيش الإسرائيلي سيتبع -الشهور المقبلة على الأقل- سياسة رد الفعل المحسوب، والاستهداف الفردي للمقاومين، واستهداف الأراضي التي يشك أنها تجري فيها حراك عسكري، واستهداف مواقع عسكرية تتبع المقاومة، مع الحفاظ على حالة الهدوء وعدم تسحين الأوضاع في القطاع.

كما رأى أن المقاومة لا تريد حرباً في ظل الانشغال العربي عن الأوضاع الميدانية في قطاع غزة، خشية استفراد العدو الإسرائيلي بالمقاومة والفتك بها.

 

خطة كيري محكوم عليها بالفشل

وفيما يتعلق بشان التسوية وخطة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يرى الخبير موسى أن الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي لن يقبلا بخطة كيري لبعدها عن التطبيق العملي الميداني.

وقال موسى :"خطة كيري لا تتماشى مع النظرية الاستعمارية الاحتلالية في اسرائيل ودليل ذلك وجود خلافات داخلية كبيرة في اسرائيل ترفض الخطة بمجملها أو فكرة حتى التفاوض مع الفلسطينيين، وكذلك لا تتماشى الخطة مع الفلسطينيين الذين يرفضون التنازل عن ثوابتهم، وهناك فريق كبير في الشارع الفلسطيني يرفض مبدأ المفاوضات مع الإسرائيليين".

وأضاف:"الإسرائيليون وأحزابهم أصبحوا أكثر تطرفاً تجاه التفاوض مع الفلسطينيين وأصبح في اسرائيل لا وجود للوسط وإنما يمين ويمين متطرف، لذلك من الصعب قبول خطة كيري إسرائيلياً وفلسطينيا".

وتابع :"مع الضغط الأوربي والأمريكي على السلطة الفلسطينية والإسرائيليين قد يلجأ الطرفان إلى التوقيع على اتفاقية نظرية يستحيل تطبيقها فعلياً، ولكن قد يلجان لذلك خشية أن تطالهم العقوبات التي هددت بها الأسرة الدولية".

وتوقع انه وفي حال فشلت المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي أن تطال العقوبات الاقتصادية السلطة الفلسطينية، وأن تدخل في محنة اقتصادية كبرى، كعقاب لها على فشل المفاوضات "في حال فشلت المفاوضات لن تكون الأسرة الدولية والإتحاد الأوربي بمثابة الجمعية الخيرية للسلطة الفلسطينية".

وأوضح أن "إسرائيل" في حال فشلت المفاوضات لن تطالها العقوبات الأوربية والأمريكية بقسوة ولن يكون بالقطيعة، وذلك لأنها تمثل امتداد لها في منقطة "الشرق الأوسط".

وأكد الكاتب السياسي أن أحزاب اليمين المتطرف الإسرائيلي كحزب البيت اليهودي، يحاولون بكل قوة إفشال خطة كيري، ويديرون حملة إعلامية تحريضية ضد الفلسطينيين ووزير الخارجية الأمريكية إلى جانب المسؤولين الإسرائيليين في السلك الحكومي وخاصة حزب الليكود.