بخطأ طبي

خبر الفتاة شمس دخلت المستشفى على قدميها وخرجت محمولة على الأكتاف

الساعة 11:17 ص|08 فبراير 2014

غزة -خاص

"لم يتوقع والد الطفلة شمس أن الابتسامة التي شاهدها على شفتي طفلته لن يراها أبداً .. وأن يديه لن تحتضن طفلته من جديد .. والمنزل سيكون فارغاً من جسد طفلته ومليئاً بذكرياتها ورائحتها العطرة، فلم يكن يتوقع أن خروج طفلته من المستشفى سيكون بشكل مغاير لما جرى عندما دخلت بقدميها فهي خرجت محمولة على الأكتاف".

الطفلة شمس أبو ضباع البالغة من العمر 14 عاماً من سكان مدينة رفح، توفيت مساء الخميس 6-2-2014 بعد عملية جراحية في مستشفى أبو يوسف النجار كونها تعاني من لحمية في الأنف لتضع علامات استفهام كبيرة على أداء الأطباء.

أبو أحمد أبو ضباع عم الطفلة شمس سرد لفلسطين اليوم الإخبارية، تفاصيل وفاة الطفلة محملاً الطبيب الجراح مسؤولية الحادثة.

أبو أحمد أكد أن الطفلة دخلت إلى المستشفى الأربعاء الماضي بتاريخ 29-1-2014 بصحة جيدة ولم تعاني من أي أمراض تذكر سوى من لحمية زائدة في الأنف وبعد دخولها لغرفة العمليات لمدة تقل عن ساعة خرج المشرفون يقولون: "لماذا لم تُجرَ العملية وهي صغيرة؟" لماذا لم تجلبوها مبكراً؟ هنا بدأ الخوف على الطفلة يدب في قلب والدها وعائلتها.

وبدموع شديدة الحزن يضيف أبو أحمد: بعد ساعة من إجراء العملية خرجت الطفلة إلى غرفة الاستقبال وغادر الطبيب المشرف على العملية المستشفي وبعد مكوثها في الغرفة لدقائق حصل نزيف كبير في أنف الطفلة وبدأت تُخرج صوت الشخير مما دفع والدتها للاستغاثة من الأطباء ثم أعادوها لغرفة العمليات لتمكث ساعتين لإجراء عملية أخرى وتم إدخال فتايل القطن واللفاف لإنهاء النزيف دون فائدة".

ويقول والعين تدمع :" مكثت شمس في مستشفى أبو يوسف النجار ثلاث ساعات من الساعة 10:30 وحتى الساعة الـ1:30 من ظهر يوم الأربعاء الماضي وكان الطبيب المشرف على العملية يقول: "ستكون بخير وغادر المستشفى"، وبعد إجراء العملية الثانية تم تحويل الحالة إلى المستشفى الأوروبي لإخلاء المسؤولية.

ويتابع أبو أحمد بامتعاض شديد: "وصلت شمس إلى المستشفى الأوروبي في الساعة الـ2:00 من ظهر الأربعاء وحين شاهدها الدكتور "هـ م"- قال: "لقد جئتم متأخرين لن نستطيع أن نفعل شيئا، فالقطن أو اللفاف الموضوع على الفم وجدناه عالقاً داخل "الزور" يمنع الأكسجين من الوصول إلى المخ، وبعد ذلك وضعوها على الأجهزة الطبية مغمى عليها بشكل كامل، ويقول أبو أحمد: "حاولنا تحويلها إلى المستشفيات في الضفة الغربية و"إسرائيل" ولكن المستشفيات عند إطلاعها على التقرير الطبي رفضت استقبال الحالة كونها تعيش موت سريري وفقاً لأقوالهم".

توقف أبو أحمد للحظة ثم يعود ويكمل بصوت يكاد ينقطع: "بعد أن رفضت المستشفيات استقبال الطفلة فقدنا الأمل ليعلن عن وفاتها بعد أسبوع من إجراء العملية (اللعينة).

أبو أحمد وعائلة أبو ضباع حملت الطبيب المشرف على العملية المسؤولية الكاملة عن حياة طفلتهم مطالبة وزارة الصحة بغزة ومراكز حقوق الإنسان باتخاذ الإجراءات اللازمة بحق الأخطاء الطبية القاتلة خشية من تكرارها من جديد ويكون ضحاياها أطفالٌ جدد.