خبر ايجاد التاريخ من جديد .. اسرائيل اليوم

الساعة 06:14 م|07 فبراير 2014

 

بقلم: نداف شرغاي

(المضمون: إن الفلسطينيين يكذبون على انفسهم ويكذبون على غيرهم بادعائهم أنهم من نسل الكنعانيين الذين سكنوا هذه البلاد قبل أن يسكنها اسباط بني اسرائيل، لكن الحقائق التاريخية والبحوث تبين أن الامر ليس كذلك وأن اكثر العائلات الفلسطينية جاءت من الدول المحيطة بهذه البلاد كالسعودية والاردن وسوريا ومصر - المصدر).

فرّق الباحث في القومية المشهور أنطوني سميث ذات مرة بين نوعين من بناء الهوية القومية: النوع الاول – أمم ذات جوهر حضارة وتاريخ، والثاني – أمم بلا نواة كهذه، يجب أن توجد كل شيء من جديد. والتاريخ كما بين البروفيسور اسحق رايتر ذات مرة في كتابه "من القدس الى مكة والعودة من هناك" ليس دقيقا دائما بل هو اختلاق في حالات متطرفة. وإن حالة رئيس فريق التفاوض الفلسطيني صائب عريقات كما يبدو حالة تطرف من هذا القبيل.

إن عريقات الذي قذف الوزيرة تسيبي لفني هذا الاسبوع في ميونيخ بقوله إنه هو وأبناء عائلته الكنعانيين سكنوا أريحا قبل أن يأتي بنو اسرائيل الى المدينة بقيادة يوشع بن نون بثلاثة آلاف سنة، ليس هو الفلسطيني الاول الذي أوجد نفسه من جديد ومد خطا مستقيما بين الكنعانيين الذين وجدوا ذات مرة وفلسطينيي اليوم. فقد سبقه الى ذلك كثيرون في الواقع الفلسطيني. ورأى عدد منهم أنفسهم من نسل اليبوسيين ورأى آخرون أنفسهم من نسل الفلسطينيين واختار آخرون الكنعانيين كما ذكرنا آنفا.

يقوم في مركز الدعاية العربية منذ سنوات زعم أن الشعب الفلسطيني كان يسكن هذه الارض منذ آلاف السنين وسبق الشعب اليهودي الذي جاء الى هنا "محتلا"؛ وأن الفلسطينيين الذين هم نسل الكنعانيين القدماء أو اليبوسيين القدماء أو الفلسطينيين القدماء هم أبناء هذه الارض الأصليون التي احتلت آنذاك كما احتلت اليوم على أيدي اليهود. ويُختلق تاريخ فلسطيني جديد الى جانب محو التاريخ اليهودي وتزويره – الى حد التناقض المنطقي احيانا – ويصبح الكنعانيون الذين ذكروا في الكتاب المقدس عربا فجأة، ويصبح يسوع هو الفلسطيني الذي دعا الى الاسلام لا الى المسيحية، وماذا عن موسى؟ لقد كان مسلما أصلا.

إن تصفحا تاريخيا قصيرا غير استغراقي بالضرورة لما يقول الخبراء والكتب القديمة والجديدة، واقتباسات مختارة من أنحاء شبكة العرب الاسرائيليين والفلسطينيين تشهد بأن جذور عائلاتهم مغروسة بعيدا عن هنا وتدل على أن الرواية الفلسطينية التي يناضل عريقات عن كرامتها هي رواية خيالية.

خذوا على سبيل المثال السيدة سلمى فيومي من سكان كفر قاسم التي أظهرت قدرات طبخها في برنامج "الطاهي الاكبر". من المؤكد أن فيومي لم تكن تقصد ادخال رأسها في الجدل في أصل الفلسطينيين، لكنها عرضت بفخر كبير طعام "الكُشري" وهو "طعام مصري من الأرز والعدس" وبينت الطاهية من كفر قاسم قائلة: "جاءت عائلتي من مصر من الفيوم، وأنا سلمى الفيومي جئت من الفيوم".

ولم يكن فتحي حماد ايضا وزير الداخلية في حكومة حماس الذي طلب مساعدة مصرية في اثناء عملية "صدى مكرر" للجيش الاسرائيلي في قطاع غزة (آذار 2012) لم يكن يقصد أن يُفسد على عريقات وأشباهه نظريتهم الكنعانية، لكن كلامه لم يترك مكانا كبيرا للتفسير فقد بين حماد قائلا: "حينما ندعو الى مساعدتكم فان ذلك لمواصلة الجهاد. والحمد لله أن لنا جميعا جذورا عربية وكل فلسطيني في غزة وفي أنحاء فلسطيني قادر على أن يبرهن على جذوره العربية إما في العربية السعودية وإما في اليمن أو في أي مكان آخر. إن بيننا روابط دم.

"إن نصف عائلتي من جهة شخصية من مصر. فأين رحمتكم؟ وإن أكثر من ثلاثين عائلة في قطاع غزة تسمى المصري. أيها الاخوة إن نصف الفلسطينيين مصريون والنصف الآخر سعوديون. من هم الفلسطينيون؟ إن عندنا عائلات مصري كثيرة اصولها مصرية جاءت من الاسكندرية والقاهرة وأسوان. نحن مصريون. ونحن عرب ونحن مسلمون".

إن الذي أراد على الخصوص أن يثبت الجدل في كنعانية الفلسطينيين هو عضو الكنيست السابق عزمي بشارة وهو عربي اسرائيلي مسيحي ومؤسس حزب التجمع الديمقراطي. وقد غادر اسرائيل كما تذكرون بعد أن اتهم بالتجسس وبمساعدة حزب الله. وقد كتب بشارة في مقدمة النسخة العبرية من كتاب "مجموعات متخيلة" وهو كتاب بنديكت آندرسون يقول إن "القومية العربية الحديثة تتصرف وكأن حقيقة أنها نشأت في القرن التاسع عشر كسائر القوميات تغض شيئا ما من قيمتها أو من عدالتها". ولهذا، كما بين، "تشعر بانها ملزمة أن تحول تاريخ الناطقين بالعربية الى القومية وأن تجعله تاريخا قوميا ممتدا الى ما قبل عصر الاسلام حتى ايامنا... إن الحركة القومية الفلسطينية..." قال بشارة مستطرقا: "وعن منافسة في الماضي مع الصهيونية، ثبتت ايام بدئها عند الكنعانيين وبذلك أحرزت مصدر تميز في الماضي أقدم من الاسباط العبرية التي تزعم الصهيونية أنها استمراريتها الطبيعية...".

إن كلاما أوضح من هذا بنفس الروح قاله وليد شعيبات الذي كان في الماضي مسلما ونشيطا في فتح ثم تنصر وأصبح متحدثا بارزا عن فضل اسرائيل والمسيحية. يزعم شعيبات الذي هاجر من الاردن الى الولايات المتحدة أن كل من عرفه في فلسطين "استطاع أن يتتبع جذوره الى الدولة التي جاء منها جده القديم. وقد عرفنا جيدا أن أصلنا ليس كنعانيا برغم أنهم حاولوا أن يعلمونا ذلك... وقد اعتاد جدي أن يُحدثنا عن أن قريتنا بيت ساحور في محافظة بيت لحم كانت فارغة حينما جاء أبوه الى هناك مع ست عائلات اخرى. ويوجد اليوم في القرية أكثر من 30 ألف ساكن".

إبحثوا في القرآن

إن البروفيسور رافي يسرائيلي وهو مستشرق ومختص بالاسلام من الجامعة العبرية ومؤلف أكثر من عشرين كتابا عن العرب والاسلام يُعرف الصلة التي يصطنعها الفلسطينيون بالكنعانيين المذكورين في الكتاب المقدس بأنها "متناقضة منطقيا": "إن أصل العرب القديم الذين جاءوا الى البلاد شبه الجزيرة العربية، فمن هناك جاء أوائلهم. وهم الآن يقفون على رؤوسهم فبدل أن يقولوا إنهم عرب هاجروا الى ارض كنعان وحولوها الى ارض مسلمة، يجعلون أنفسهم أبناء كنعان".

ويذكر البروفيسور يسرائيلي أنه "توجد حتى في اسماء العائلات العربية آثار سافرة تُبين هجرتهم الى هنا. ففي أم الفحم اربع عائلات كبيرة أصلها من مصر. وكان في البلدة القديمة في القدس حي المغاربة للمسلمين الذين جاءوا من شمال افريقيا من المغرب واستوطنوا ارض اسرائيل. هذا الى أن الدولة العثمانية نقلت مجموعات من السكان من مكان الى مكان كي تحسن سيطرتها عليها. فقد جاءت الى هنا بالشركس وهم مسلمون من القوقاز وأُسكنوا في هذه البلاد.

"ليس للفلسطينيين في الحقيقة جذور هنا وهم يعلمون ذلك جيدا ولهذا يحاولون أن يوجدوا لأنفسهم جذورا اخرى. وحينما تنتقض من جهة تاريخية أو أثرية هذه الحماقة، يدعو الدارسون في العالم من الفور الى "احترام الرواية" ولا يهمهم ما هي الحقيقة التاريخية. فاذا لم ندحض ذلك فسيُقبل على أنه حقيقة لأنه اذا كُرر الكذب آلاف المرات أصبح يُرى حقيقة آخر الامر ولهذا لا يجوز السكوت".

صدر هذا الاسبوع الكتاب التاسع للبروفيسور نسيم دانه الذي يتناول الصراع الديني بيننا وبين الفلسطينيين: "لمن هذه البلاد – نظر في القرآن من جديد" (اصدار

مؤسسة بيالك وجامعة اريئيل). وكان دانه يرأس لسنوات طويلة قسم الطوائف الدينية غير اليهودية في وزارة الاديان وهو يعمل اليوم رئيسا للقسم المتعدد المجالات في علوم الاجتماع والآداب في جامعة اريئيل.

إن استنتاجاته قد تفاجيء غير المطلعين على الكتاب المقدس للدين الاسلامي. "في القرآن الذي يرى الاسلام أنه كلام الله الذي لا يوجد أقدس منه"، يقول البروفيسور دانه "توجد عشرة مواضع تقول إن الله أورث شعب اسرائيل هذه البلاد. وقد أُكد فيها جميعا تقريبا ذلك الحق بل الواجب المفروض على بني اسرائيل أن يرثوها. وفي مقابل ذلك لا يوجد أي ذكر في القرآن يورث المسلمين أو العرب أو الفلسطينيين البلاد أو أية أمة اخرى ليست شعب اسرائيل.

"والى ذلك فان الزعم الحالي وهو أن الشعوب التي احتل شعب اسرائيل الارض منها – وهم الكنعانيون واليبوسيون والعمالقة – كانوا شعوبا عربية - لا يتساوق مع حقيقة أن بني اسرائيل بحسب الاسلام نفسه قد أمرهم الله باحتلال هذه الارض من تلك الشعوب بعد أن دنسوها بعبادة الأوثان مثلا".

ويستشهد دانه في كتابه بالاصل باللغة العربية ويأتي بالترجمة وبالتفسير. وهو يستعرض ايضا كتب عشرات مفسري القرآن ويقول إن اكثرهم يؤيدون الاستنتاج الذي يقوي صلة شعب اسرائيل بارض اسرائيل. "بل إن محمد الطبري (محمد بن جرير الطبري المفسر المشهور – المترجم) الذي يعتبر بحسب المصطلحات اليهودية راشي المسلمين وأكبر مفسري القرآن"، يبين دانه، "يلتزم بهذا الاتجاه بل إنه يحدد حدود ارض اسرائيل "من الفرات الى ضفة النيل الشرقية" ".

 

ويقول دانه محددا "فيما يتعلق بالقدس جاء في القرآن في السورة الثانية من الآية 142 فما بعدها أنها كانت قبلة الصلاة من اجل استهواء اليهود وجذبهم الى الاسلام، لكن القبلة الصحيحة هي الكعبة في مكة. بل فيما يتعلق بالقصة التأسيسية وهي عروج نبي الاسلام محمد الى السماء بعد الاسراء به من مكة الى القدس وهو يركب

البراق – يوجد عند القرآن ما يقوله، فالقرآن يأتي بشهادة عائشة، زوجة محمد المحبوبة، التي قالت إنه مكث معها طول الليلة تلك كلها التي زُعم أنه عُرج به الى السماء فيها ولذلك فليس الحديث بحسب عائشة سوى عن حلم ورؤيا فقط لا عن رحلة حقيقية" (لم يُذكر هذا في القرآن بل ذُكر في احاديث صحيحة من كتب السنة – المترجم).

ويضيف دانه ايضا أن "المفسر ابن تيمية الذي توفي في 1328 يرى أن الدعوى الرائجة اليوم التي تتحدث عن علامات بقيت من زيارة محمد لجبل الهيكل، يراها كاذبة. وإن اصطبل سليمان الذي حوله المسلمون في عصرنا الى مسجد يراه واحد من عظماء الاسلام هو ابن خلدون، بصراحة جزءً من الهيكل".

إن نظر دانه في القرآن من جديد يجعله يستنتج أنه "لا يوجد أساس لتعريف الفلسطينيين أنفسهم اليوم بأنهم كنعانيون. لأن أصل المسلمين الذين يعيشون هنا اليوم والذين تحول آباء آبائهم في 622 ليصبحوا مسلمين، في شبه الجزيرة العربية. وإن زعم أنهم من نسل الكنعانيين هو من جهات كثيرة "هدف ذاتي" لأن الله كما ورد في القرآن أمر بطرد الكنعانيين من البلاد بعد أن دنسوها".

هجرة جماعية

إن الرواية الفلسطينية بحسب عريقات التي تتحدث عن اتصال الوجود الفلسطيني هنا منذ العصر الكنعاني لا تثبت لامتحان الشهادات التاريخية. يقول الدكتور شاؤول بارتال من قسم دراسات الشرق الاوسط في جامعة بار ايلان إنه في كثير من كتب التاريخ الفلسطينية كان التأكيد الرئيس لـ "الاحتلال العربي لفلسطين" في القرن السابع في سنة 638 للميلاد، "وهو احتلال جعل فلسطين ارضا اسلامية مدة نحو من 1300 سنة".

ويُبين الدكتور بارتال أن موجات الهجرة التي جاءت من شبه الجزيرة العربية وبعد ذلك من شرقي الاردن وسوريا ايضا هي التي أفضت الى استيطان العرب في هذه

البلاد. "حتى في رام الله التي هي العاصمة الادارية للسلطة الفلسطينية يرجعون جذور سكانها العرب الى عائلات هاجرت الى هناك من الاردن في نهاية القرن الخامس عشر".

يدل بحث قام به الدكتور بارتال مع الدكتورة رفكا شفاك ليسك على أن العائلات الاربع المركزية التي يتألف منها سكان أم الفحم وهي محاجنة وجبارين ومحاميد واغبارية أصلها عائلات هاجرت الى فلسطين منذ القرن السابع عشر فما بعد من السعودية واليمن وسوريا. وبعد ذلك فقط في القرن التاسع عشر انضمت اليهم عائلات كثيرة هي في الاصل من مصر وشرق الاردن.

وتشهد سلسلة من المصادر التاريخية على أن مساحات شاسعة من ارض اسرائيل كانت في القرون الماضية متروكة وشبه خالية من السكان. وقد استعرض د. بارتال ذلك إن تشارلز اليوت رئيس جامعة هارفارد وصف منطقة الجليل في سنة 1867 بأنها "مكان قفر وبؤس".

وتحدث مارك توين في كتابه الشهير "رحلة لذات الى الارض المقدسة" عن أنه لم ير نفسا حية طول الرحلة كلها، أما الراهب صموئيل منينغ فتساءل في 1874: "أين السكان؟"، وذكر جيمس بين القنصل البريطاني في 1857 أن "الارض خالية من السكان بصورة ملحوظة"، ووصفت دائرة معارف المانية صدرت في 1827 هذه البلاد بأنها "قفر تتجول فيه عصابات نهب عربية في كل ركن منه".

ويقول د. بارتال بناءا على ذلك بصورة قاطعة: "إن الفلسطينيين ليسوا هم الفلاحين الذين كانوا يسكنون فلسطين حقبا متطاولة، بل هم في الاساس مهاجرون جاءوا الى هنا من قريب. قُبيل نهاية القرن التاسع عشر فقط بدأت هذه البلاد تزهر على إثر دخول عامل جديد هو الصهيونية، وكانت النتائج مدهشة. في 1878 كان عدد سكان البلاد 141 ألف مسلم من السكان المستقرين عُرف 25 بالمئة منهم على الاقل بأنهم جدد جاءوا من وقت قريب، وجاءوا من مصر في الاساس".

ويذكر بارتال أن "ابحاثا مختلفة قام بها على مر السنين موشيه براور وجدعون كارسل وآخرون تبين بوضوح أن اصل اكثر العائلات العربية التي سكنت قرى في السهل الساحلي والمنطقة التي اصبحت دولة اسرائيل بعد ذلك كان من السودان وليبيا ومصر والاردن. وتشهد ابحاث اخرى على موجات هجرة كبيرة من دول عربية في فترة الانتداب".

إن الكتاب الاشهر هو "منذ الأزل"، لجون بيترز الذي وجد "أن الوضع ليس على الخصوص وضعا دُفع فيه أو أُبعد عن ارضه شعب عربي كثيف كان موجودا منذ الأزل بل الوضع عكس ذلك تماما تقريبا: وهو وضع شعب – اليهودي – اجتذب وجوده اليه مهاجرين عربا، وأن ارض اليهود التي كانت مخصصة لتكون وطنا لهم سلبت منهم مع وصول مهاجرين عرب".

اجتذب المهاجرون العرب الى هذه البلاد لان الاستيطان اليهودي طور الامكانات الاقتصادية فيها ومستوى الصحة والطب فيها. وهكذا نشأ وضع اصبح معه عدد عرب فلسطين الانتدابية في 1948 نحوا من 1.3 مليون انسان، في حين كان عدد افراد الاستيطان اليهودي 600 ألف انسان فقط برغم امواج هجرة كثيرة جاءت الى هذه البلاد.

قال فرنكلين روزفلت رئيس الولايات المتحدة في 1939 إن هجرة العرب الى فلسطين منذ 1921 فاقت بقدر كبير هجرة اليهود في تلك الفترة. وتطرق ونستون تشرتشل ايضا الذي اصبح رئيس حكومة بريطانيا بعد ذلك الى الهجرة العربية الجماعية الى ارض اسرائيل في تلك الفترة. وذكر انه "برغم أن العرب لم يضطهدوا تدفقوا جموعا الى البلاد وتكاثروا فيها، حتى إن السكان العرب فاقوا كل ما كان يهود العالم يستطيعون أن يزيدوا السكان اليهود به".

وتقول بيترز في كتاب "منذ الأزل" اعتمادا على البحث الشامل الذي قامت به إنه وجد مع الشعوب التي عُدت عربية فلسطينية من ابناء هذا المكان شعوب اخرى

كاليونانيين والسوريين واللاتين والمصريين والاتراك والارمن والايطاليين والفرس والاكراد والالمان والافغان والشركس والبوسنيين والسودانيين والجزائريين والتتر ايضا.

تربية كاذبة

لكن كل ذلك لا يؤثر في الفلسطينيين فالربط المتوهم بين الكنعانية والفلسطينية دليلا في ظاهر الامر على حق الفلسطينيين الذي له الاسبقية في هذه البلاد قد أُدخل حتى في المادة الدراسية في مدارس السلطة الفلسطينية. إن عيدو مزراحي مُركز مجال "ثقافة السلام والتحريض في السلطة الفلسطينية" (وزارة الشؤون الاستراتيجية)، فحص فوجد أن رسالة أن الكنعانيين عرب تُدرس من الصف الثاني حتى الصف الحادي عشر.

واليكم مثالين فقط: "كان العرب الكنعانيون أول من سكنوا فلسطين"، جاء في كتاب تربية وطنية للصف الثاني، فقد حدد هدف الدرس وهو "أن يربط الطالب بين ارض فلسطين والشعب الكنعاني الذي سكنها". وفي كتاب تربية وطنية للصف السابع جاء أن "الفلسطينيين الكنعانيين هم الذين أوجدوا الحروف الهجائية في العالم القديم". ووجد مزراحي أن الكنعانية لا تحتل مكانا واسعا في مواد التدريس الفلسطينية لكن الرسائل القصيرة تتكرر والاستنتاج هناك واحد وهو أن هذه البلاد كان يسكنها العرب قبل أن يأتي اليها اليهود.

وربما يكون الفحص عن الوان العلم الفلسطيني يروي الحكاية الحقيقية. يلاحظ شاؤول بارتال أن "العلم ليس له تميز: فاللون الابيض يرمز الى حكم بني أمية (650 – 750للميلاد)، واللون الاسود يمثل حكم بني العباس ، واللون الاخضر هو لون الاسلام ولون الفاطميين الشيعة، في حين أن اللون الاحمر هو لون الهاشميين عائلة النبي محمد.

"إن لكثير من الدول العربية اعلاما متماثلة تكاد تكون متشابهة: الاردن والعراق حتى 1958، والصحراء الغربية والكويت والسودان. وينبع التشابه من أن هذا

العلم يمثل القومية العربية وليس فيه شيء يربط الفلسطينيين بالكنعانية التي وردت في الكتاب المقدس"، يُبين بارتال.