خبر خلافة عباس ليست فتحاوية.. عادل عبد الرحمن

الساعة 06:01 م|07 فبراير 2014

بين الفينة والاخرى يظهر على السطح سؤال تتداوله المنابر الاسرائيلية والغربية عموما وامتداداتها الفلسطينية والعربية، من سيخلف الرئيس محمود عباس؟ يتركز الحديث عن حصر الموضوع بين اعضاء اللجنة المركزية الحاليين، ولا يخرج العقل الاستخباراتي / الاعلامي عن تلك الدائرة الضيقة من الاسماء: مروان البرغوثي، جبريل الرجوب، محمد دحلان، وبعضها يطال اسم توفيق الطيراوي والبعض الاخر عزام الاحمد وعباس زكي ,,, ويستثنى من القائمة باق اعضاء اللجنة المركزية. وتأخذ تلك المنابر مؤشرا لها استطلاعات الرأي، التي تجريها المراكز المختلفة ذات الاختصاص.

بداية يتمنى المرء للرئيس ابو مازن بالعمر المديد، رغم انه يؤكد بين الفينة والاخرى، انه في حال تمت المصالحة، فانه لن يرشح نفسه للرئاسة ثانية. مع انه يعلم ان هناك إجماع داخل اللجنة المركزية لحركة فتح، انه مرشحها الاول والاهم، ليس لان اعضاء اللجنة يحبونه او لا يحبونه، ولكن لان كل منهم يخشى على دوره إن غاب الرئيس ابو مازن؛ ولخشية غالبيتهم من عدم تمكنهم من الفوز بالانتخابات، ولاعتقادهم ان الامر لن يبقى محصورا بين من يجري تداول اسماؤهم، لا سيما وان هناك اعضاء في المركزية لا يقل اهمية ومكانة عن كل الاسماء المتداولة، ولا يعني ان عدم إثارة إسم هذا العضو او ذاك، ان طموحه دون الاخرين. اضف الى ان هناك اسماء بغض النظر ان قبلها اعضاء اللجنة المركزية ام لا، مثل ابو ماهر غنيم والطيب عبد الرحيم ومحمود العلول وصائب عريقات والدكتور محمد اشتية  وجمال محيسن ومحمد المدني  وسلطان ابو العينين وصخر بسيسو والدكتورنبيل شعث والدكتور ناصر القدوة والدكتور زكريا الاغا ويجوز كل من ابو الاديب وآمال حمد يطمح بذلك ايضا, المحصلة ان لا احد من اعضاء المركزية يعتبر نفسه درجة ثانية بين اقرانه بغض النظر إن جاء بالانتخاب او بالتعيين، لانهم امام المؤتمر اعضاء متساوون، كما ان الطموح الشخصي يلازمهم جميعا، حتى اولئك الصامتون كابي الهول، ليسوا اقل طموحا، لا بل قد يكونوا اكثر طموحا من اولئك الباحثون على موقع خلافة الرئيس ابو مازن.

مع ذلك يخطىء المراقبون جميعا في قراءة هذه المسألة عندما يحصروا الخلافة في نطاق اللجنة المركزية لحركة فتح. وان كان هذا التركيز على المركزية مشروع ومنطقي،  لان معطيات الواقع المعطي، تعطيه الاولوية. غير ان القراءة الموضوعية لتطور العملية السياسية في الساحة الوطنية، يفترض باي مراقب توسيع دائرة الاستشراف في هذا الجانب، خاصة وان الشارع الفلسطيني، لديه عتب شديد على حركة فتح تحديدا، لجهة أنها تقاعست عن القيام بدورها الوطني، ولم تتمكن من إستعادة دور التاريخي كحاملة للمشروع الوطني، اضف إلى انها تعيش وضعا تنظيميا مأزوما، يعكس حالة من التبعثر والوهن الشديد. وكون عملية التجييش ستكون صعبة، إنطلاقا من إحتدام المنافسة بين مرشحي حركة فتح من المركزية وغيرها، لانه لا يجوز لاحد ان يتجاهل دور ابو علاء قريع، الذي مازالت عينيه مشدودة صوب ذلك الهدف، وقد يبرز مرشحون آخرين ممن لم يحالفهم الحظ في المؤتمر السادس بعضوية اللجنة المركزية، او حتى في المؤتمر السابع في حال قدر له الانعقاد كما هو مقرر. وبالتالي الضرورة الوطنية ستطرح مرشحين من قوى سياسية ومستقلين وطنيين مدعومين من جهات داخلية او خارجية، الامر الذي سيعطي المعركة الانتخابية مذاقا آخر مختلف عن كل

الانتخابات السابقة، حيث سيكون الاستقطاب عالي جدا.

النتيجة المنطقية لما تقدم، ان كل الاسماء المطروحة، ومحصورة بالاستطلاعات، قد تكون ثانوية جدا في معادلة الانتخابات القادمة، وحتى لو نجح احد قادة فتح كخليفة للرئيس ابو مازن، قد يكون مصيره الغياب القسري بعد عام بحد اقصى نتاج اعتبارت تنظيمية داخلية او سياسية عديدة. والمستقبل وحده ، هو الكفيل بالرد على كل التساؤلات والسيناريوهات,