حوار القيادي قعدان: الاعتقال السياسي خارج عن المبادئ الوطنية ويخدم العدو

الساعة 04:29 م|05 فبراير 2014

غزة - خاص

حذر الشيخ طارق قعدان القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي بالضفة المحتلة المفاوض الفلسطيني من مغبة الانصياع للإملاءات والتحركات الصهيوأمريكية، والقبول بمقترحات كيري التفاوضية التي لا تنصف الثوابت الفلسطينية، وتميل كل الميل إلى الجانب الصهيوني.

وأكد قعدان في حديث لـ"فلسطين اليوم" أن حركة الجهاد الإسلامي ومعها فصائل المقاومة إلى جانب أبناء الشعب الفلسطيني بكافة أطيافه وشرائحه لن تسمح بتمرير اتفاقيات من شانها الانتقاص من الثوابت الفلسطينية، "مهما كان الثمن وستحاول قلب الطاولة على أية التفافات من شانها المساس بالثوابت".

وأوضح القيادي قعدان أن الشعب الفلسطيني وعلى مدار تاريخه لم يجن من المفاوضات مع العدو الصهيوني إلا مزيداً من التنازل لصالح الصهاينة، وتمكيناً لأمنهم، وتقوية لاقتصادهم، مؤكداً أن خيار التفاوض أثبت فشله في استرداد الحقوق وأثبت إضراره بالقضية الفلسطينية بكل محاورها خاصة على صعيد العلاقات الوطنية، مشيرا أن التنسيق الأمني العبثي والانقسام الحاصل ثمرة مسيرة التفاوض.

 

الاعتقال السياسي

وفيما يتعلق بالاعتقالات السياسية التي تمارسها أمن السلطة بالضفة المحتلة.. قال قعدان :"مفهوم الاعتقال السياسي خارج عن المفاهيم الوطنية، وهو دور مقزز وقذر تمارسه الأجهزة الأمنية بالضفة المحتلة، والاستمرار فيه يضر بالعلاقات الوطنية ويمثل خدمة مجانية للعدو الصهيوني المستفيد الوحيد من تلك السياسة".

وأضاف:"الاعتقال السياسي كان ثمرة اتفاقيات التفاوض العقيمة التي وقعتها السلطة الفلسطينية، ونتج عنها ضعف المقاومة بالضفة المحتلة وتعزيز التواجد الاستيطاني فيها، ونخشى أن تكون الاعتقالات الأخيرة تهيئة لبرتوكولات أمنية تفاوضية مع "إسرائيل" لتهيئة الأجواء لمرحلة تفاوضية جديدة".

وأشار قعدان أن السلطة تريد من الاعتقال السياسي لعناصر وأنصار حركتي الجهاد وحماس تصفية الفكر المقاومة، وزعزعة العناصر عن المبادئ التي يؤمنون فيها، لافتا أن حركة الجهاد ستواجه تلك الاعتقالات بالصبر والحكمة ولن تنجر إلى صراعات داخلية، أن بندقيتها ستظل مشرعة في وجه العدو الصهيوني.

واعتبر القيادي قعدان أن وصف المجاهدين الذين تعتقلهم السلطة الفلسطينية بالخارجين عن القانون مدعاة للسخرية.. قائلاً :"الذين تعتقلهم السلطة معروفون بانتمائهم للحركات الإسلامية وبأخلاقهم الندية في مناطقهم، وتاريخهم حافل بالجهاد لأجل القضية الفلسطينية، والأصل تكريم هؤلاء العناصر لا اعتقالهم واقتيادهم إلى السجون (..) للأسف الاحتلال أنصفنا أكثر من السلطة حيث وصفنا بالمقاومين والمقاتلين والسلطة وصفتنا بالخارجين عن القانون".

وأضاف :"السلطة الفلسطينية جربت الاعتقال السياسي منذ نشأتها وبفضل الله وبثبات المجاهدين لم تفت تلك الاعتقالات في عضد الحركات الإسلامية وأنصارها".

 

السلطة تشرعن اعتداءات المستوطنين

وفيما يتعلق بالنداءات الصهيونية الأخيرة التي تنادي باقتحام المسجد الأقصى عبر قعدان عن خشيته من محاولة الإحتلال لتصعيد الموقف في المسجد الأقصى وفرض واقع اليم على المسجد الأقصى عبر تقسميه زمانيا ومكانياً، مشيراً أن غياب الفعل الرادع بالضفة المحتلة جراء سياسة أجهزة الأمن الفلسطينية مكَنَ المستوطنين من اقتحامه بشكل يومي.

وطالب قعدان المرابطين في المسجد الأقصى بضرورة تكثيف رباطهم والتصدي لقطعان المستوطنين والاشتباك ومعهم، لإيصال رسالة لهم أن المسجد الأقصى "خط أحمر"، داعياً الفلسطينيين الى عدم التعويل في حماية الأقصى على الحكومات العربية المنشغلة في صراعاتها الداخلية، والانتفاض في وجه العدو الصهيوني لحماية الأقصى والثوابت.

وحول استشراء الوحدات الاستيطانية بالضفة المحتلة واستمرار السلطة بالعملية التفاوضية قال القيادي بالجهاد إن السلطة رفضت في بادئ الأمر أن تعود إلى المفاوضات في ظل استمرار الاستيطان بالضفة المحتلة، إلا أنها سرعان ما عادت للمفاوضات بضغط أمريكي، فيما ارتفعت وتيرة الاستيطان بمعدلات عالية والسلطة مصرة على ذلك الخيار".

وأكد أن استمرار السلطة بالمفاوضات مع العدو الصهيوني يشرعن الخطوات والوحدات الاستيطانية بالضفة المحتلة، وأنها تعمل على تعزيز التواجد الصهيوني بالضفة، علاوة على تخفيفها من العزلة الدولية التي تعاني منها إسرائيل.

وطالب السلطة بالعدول عن خيار التفاوض ووقف ما وصفه بالمهزلة الوطنية.

 

الانقسام

وحول دور حركة الجهاد الإسلامي في تحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام.. أكد قعدان أن حركة الجهاد منذ بداية الانقسام كانت ولا زالت تمارس دورها وواجبها الديني والوطني تجاه حركتي حماس وفتح وتسعى بقوة إلى تقريب وجهات النظر والرؤى بين الفيصلين.

وأوضح أن الحركة استطاعت عبر سياسية تقريب وجهات النظر الحد من آثار الانقسام، وعملت على التخفيف من حدة الاحتقان بين أنصار الفيصلين.

وقال :"جميع مرافق الحركة بدءا من الرابطة الإسلامية الطلابية وجهاز العمل الجماهيري والدعوي والإعلامي مرورا بالعمل السياسي والعسكري كانت ولازلت بمثابة الحامي للعلاقات الوطنية بين الفصائل إيماناً منها بقوة الوحدة الوطنية وتأثيرها بالإيجاب على القضية الفلسطينية".

وأضاف :"مناخ تحقيق الوحدة الفلسطينية بشكله الكامل لم يتحقق بعد، لان هناك للأسف إرادات تصر على هذا الانقسام"، معرباً عن أمله في إنهاء الانقسام  في أسرع وقت ممكن وتفويت الفرصة على العدو الصهيوني المستفيد الوحيد من الانقسام الحاصل.

 

استرداد جثامين الشهداء

في سياق منفصل، قال قعدان فيما يتعلق باسترداد جثامين الشهداء التي تحتجزهم اسرائيل :"هؤلاء الميامين الكرام، أكبر كرامة لهم من الله أن منَ عليهم بالشهادة في سبيل الله، وان ماتوا وهم يدافعون عن الثوابت".

وأضاف :"الاحتفاء بجثامين الشهداء تأكيداً لهم منا على السير في طريق الجهاد الذي قتلوا من اجله، ورسالة لهم أننا لا زلنا على العهد باقون، حرارة الاستقبال تؤكد التفاف الكل الفلسطيني حول المشوار الجهادي الذي قتل من أجله هؤلاء الشهداء".

وتابع :"ومع ذلك يجب أن لا يكون مقابل استرداد تلك الجثامين ثمن سياسي يدفعه المفاوض".