أطباء مستشفى العيون يجرونها

بالصور الاول من نوعه.. متوفي من غزة ينذر قرنيتيه لمرضى القطاع

الساعة 02:54 م|05 فبراير 2014

غزة

 “العين مرآة النفس ” هذه الحقيقة أقرها الأطباء واعتبروها قاعدة طبية لتشخيص الألم فهي قد تفصح عما يفكر فيه الإنسان مهما حاول إخفاءه ..والاهم من هذا وذاك كله أن تنبعث الحياة من أحبائنا الراحلين لتزرع الأمل وتعيد مرآة النفس تلك إلى صفائها.

المرحوم بإذن الله  “جواد قنيطه” 58 من سكان دير البلح عاما آثر الرحيل وأن يترك ذكرى طيبة خلفه، ويزرع بداية أمل في نفوس الآخرين” وهو كما روى ابنه ” ان الوالد راقت له فكرة د. عمر ابو عمارة قبل 3 سنوات بفكرة مشروع تبرع بالقرنيات، فانذر والدنا من حينها التبرع بأعضائه في حال وفاته”.

 الطفل “عبد الرحمن أبو القرع”  15 عاما من سكان بيت لاهيا، والذي يرقد على سرير الشفاء في م. العيون والذي بعد ان أجريت له بنجاح زراعة القرنية المأخوذة من “المتوفي قنيطة” ..  يقول “منذ 4 سنوات وأنا  أعاني من الم في العين وعدم وضوح في  الرؤية ، مما كان يسبب لي الكثير من المعاناة في دراستي ، وكنت أتعرض لمواقف محرجة مع زملائي  بسبب ذلك”.

 والد الطفل “ابو القرع ” يتدخل ومعالم الرضا على وجهه ” نحن ندعو للمتوفي بالرحمة والمغفرة فهو أعطى أملا وحياة لابننا ، وكأنه بعمله الخير هذا كأنه حي وموجد بين أهله وذويه، وبالطبع نشكر الأطباء في المستشفى الذين تابعوا حالة ابننا “.

أما الشاب أحمد شاهين 18 عاما من سكان البريج والذي يرقد بدوره على  سرير الشفاء المقابل يقول ”  في الفترة الأخيرة لم تعد النظارة تجدي نفعا معي، وقد فرحت كثيرا أنه يوجد في غزة من يتبرع لي بقرنية دون انتظارها من الخارج ، ودون معاناة السفر للخارج”.

بدوره زف مدير مستشفى العيون استشاري طب وجراحة العيون د. عبد السلام صباح بشرى اجراء عملية زراعة قرنية لاثنين من الشباب بقرنيتي المرحوم ” جواد قنيطة ” من غزة وهي تعتبر الحالة الاولى التي يتبرع فيها أهالي القطاع بالقرنية ، حيث قام ذوي المريض بالتواصل معنا من خلال د. عمر أبو عمارة ، وقمنا بالتأكد من صحة القرنية وصحته من أمراض معدية”.

 

معايير زراعة القرنية

وأضاف د. صباح هناك معايير خاصة للقرنية يجب التعاطي معها قبل اجراء العملية وتتلخص في سلامة القرنية نفسها أي لا يوجد بها اعتلالات ، بالإضافة الى التأكد من صحة المعطي للقرنية العامة ، يتجاوز عمره 5 سنوات ، ولا يتعدى  عمره 70 عاما ، لان القرنية يجب ان تكون قوية تتحمل عملية النقل والزراعة.

وأشار د. صباح لـ"اعلام الصحة" إلى الإجراءات الطبية المتبعة للمتوفي  قبيل التعاطي مع القرنية المأخوذة منه بحفظ جثمانه في درجة 4َ درجة مئوية، وتؤخذ القرنية خلال 24 ساعة من لحظة الوفاة، آملا من المجتمع الفلسطيني تنشيط العطاء الفلسطيني اللامحدود بالتبرع المحلي للأنسجة والأعضاء ضمن إقرار القانون الفلسطيني منذ سنتين ، حيث أباح التبرع بالأعضاء ، في ظل وجود طواقم طبية تجري عمليات جراحية لا تقل جودة عن مستشفيات العالم .مشيدا بدور الطاقم الطبي المساعد في إجراء العملية حيث أجريت العمليتان بالتعاون بين د. عبد السلام صباح ، ود. حسام داوود، في حين قام فريق من الأطباء بنقل القرنيات من المتوفي في م. شهداء الأقصى وهم د.أيمن صيدم ، ود. اياد الهليس، ود. عبد القادر عودة.

بدوره وجه استشاري طب وجراحة العيون وجراحة القرنية د. حسام داوود ندائه إلى وزارة الأوقاف والمعنيين   بنشر ثقافة التبرع بالقرنيات في ظل الإجازة الشرعية لها ، مطالبا بتفعيل بنك القرنيات في م. العيون لانجاز مثل هذه العمليات.

وأوضح د. داوود أن إجراء هذه العمليات محليا تقلص من نسبة  التحويلات لاجراء العمليات الجراحية، والتي كانت تكلف الوزارة أموال طائلة بالإضافة إلى صعوبة السفر وتبعاته على المرضى وذويهم، بالاضافة الى الممنوعين من السفر وحرمانهم من خدمة تلقي العلاج .

بدوره نقل د. مدير عام التعاون الدولي د. محمد الكاشف شكر معالي وزير الصحة للطاقم الطبي الذي قام بإجراء مثل هذه العملية والتي تخفف من معاناة أبناء شعبنا وتحويلهم للخارج.

وأضاف د. الكاشف إن مستشفى العيون  أصبحت تغطي 70% من عمليات زراعة الشبكية والسائل الزجاجي وها هي سطر انجازات ونجاحات جديدة ، حيث لم تبخل الوزارة في إمداد المستشفى بالأجهزة اللازمة من اجل تنمية وإغلاق ملف العلاج بالخارج.  




مشفى العيوم
مشفى العيوم
مشفى العيوم
مشفى العيوم
مشفى العيوم