خبر المصالحه والمصارحة.. قلم رصاص ..بقلم الصحفي/ شمس شناعة

الساعة 12:35 م|05 فبراير 2014

"طمّني في حرب .. في مصالحة .. كيف الوضع ؟؟"، أجيب "إن شاء الله خير"، وهي إجابة لا ترضى المواطن الغلبان المتعطش لأية أخبار يطمئن بها قلبه، وهو يعتقد بطبيعة الحال أن الإعلاميين على علم بكل شيء، وأنهم مطّلعون على كل ما يدور في الغرف المغلقة.

قناعتي أن لهم الحق في أن يسألونا، لأننا بوابتهم لمعرفة كل ما هو جديد على الساحة، سياسياً واقتصادياً وأمنياً واجتماعياً وثقافياً وفنياً وحتى رياضياً، ونحن كذلك لنا مطلق الحق على أصحاب القرار وصنّاعه بأن يطلعونا على آخر المستجدات فيما يتعلق بكل نواحي حياتنا، التي هم مسؤولون عنها.

أليس من حقنا أن نعرف إلى أين وصلت الأمور فيما يتعلق بملف المصالحة؟، أليس من حق المواطن أن يعرف ما هو الجديد وهل هناك أي أمل في حصول هذه المصالحة المزعومة من عدمه؟، أليس ارباك المواطن وخلط أوراقه كل مرة بحجة أن المصالحة اقتربت ثم التراجع عنها لمصلحة الصراخ الإعلامي والردح المتبادل بين طرفي الانقسام هو جريمة أخرى تضاف إلى سلسلة الجرائم التي ارتكبها الساسة بحق مواطنينا على مدى السنوات السبع العجاف الماضية؟.

الكل يسألنا عن آخر المستجدات، في السوق، عند الحلاق، في المقاهي، وحتى فى بيوتنا، معتقدين بأننا على علم بكل شيء, يسألوننا بجرأة لأنهم يعرفون أننا منهم وإليهم، لكنهم يتهيبون من طرح ذات التساؤل على المسؤولين، لأنهم يعرفون أن هؤلاء ليسوا من ذات الطينة وأنهم ارتقوا سلماً حال بينهم وبين هموم المواطن البسيط، يا ساسة بلادي أين أنتم من الشارع الفلسطينى وحالة الغليان التي وصل إليها، والمعاناة اليومية التي يعيشها؟ أم أن السلطات أصبحت في وادٍ والمواطن في وادٍ آخر.

يا ساسة بلادي .. مصارحتكم مهمة لنا وللمواطن الذي يدفع اليوم هو وأولاده ثمن أخطائكم بحقه وبحق الوطن، وكل ما يريده هذا المواطن مجرد شعور بالأمان الذي يفتقده والأفق الذي كان يعبر به المحن والشدائد، لتستحيل حياته بفعل رغباتكم وإراداتكم الحزبية إلى ظلام لا ينيره بصيص أمل ولا يلوح له في نهاية النفق ولو ضوء شمعة.

أتساءل .. لماذا يبدو الإعلاميون الغربيون على علم بأدق تفاصيل المشهد السياسي في بلدانهم، ويدركون أدق التفاصيل المتعلقة بسياسات حكوماتهم؟ لماذا يجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي أسبوعياً مع الإعلاميين ليطلعهم على آخر المستجدات؟ لماذا يكون الصحفي الإسرائيلي شبه حاضر لاجتماعات المجلس الأمني والسياسي المصغّر؟ هل لديه وطنية أكثر من وطنيتنا؟ هل إدراكه للأمور أكبر من إدراك عقولنا الصغيرة؟ وهل يؤتمن على مصالح شعبه أكثر مما يأتمنّا ساستنا على أمن الوطن ومعلومات المواطن؟.

متى كان آخر لقاء جمع الإعلاميين الفلسطينيين بالرئيس أبو مازن في رام الله، وبرئيس الحكومة في غزة إسماعيل هنية؟ ومتى جمعت طاولة إفطار كبير المفاوضين صائب عريقات بصحفي فلسطيني؟ لماذا يمكن إعداد هذه المأدبة في دقائق معدودة لو كان الوافد صحفي فرنسي أو ألماني أو أمريكي أو حتى إسرائيلي؟ ومتى انتهز أحد وزراء حكومة غزة لقاء يجمعه بالصدفة مع أحد الصحفيين ليُسر إليه بخبر يمكن أن يكون عنواناً رئيسياً في نشرات الأخبار أو مانشيت على صدر الصفحة الأولى في الجرائد؟، هل من إجابة على هكذا تساؤلات؟.

قادة الغرب وإسرائيل يفعلون كل ذلك حتى يتمكن الصحفي من ايصال رسالتهم للجمهور، ثم يتركوا الحق للمواطن أن يفكر ويتمعن ثم يحكم على أدائهم، والنتيجة تكون في الجولة القادمة من الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية، أما في وطننا، فعملية النصب والاحتيال ما تزال قائمة، ننتخب جولة ثم يسطو الساسة على المجلس لجولتين أخريين، فعلوها مرة من عام 1996 حتى عام 2006، ثم عادوا وفعلوها عام 2006 وها نحن في عام 2014 دون أن يتاح لنا فرصة أن نقول رأينا كمواطنين وكإعلاميين في تجارب الحكومات والأحزاب والقوائم الانتخابية.

أخيراً نقول .. لماذا هذا التغييب والاستخفاف بالإعلاميين؟ أليسوا هم السلطة الرابعة أم أن هذا أيضاً مجرد شعار تتغنى به الأحزاب والحكومات في إطار عملية النصب الجماع على فكر المواطن وقناعاته؟.