خبر المصالحة مع تركيا -هآرتس

الساعة 10:09 ص|05 فبراير 2014

المصالحة مع تركيا -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

اتفاق التعويضات مع تركيا يوشك كما ينبغي الامل على التوقيع. وهكذا من المتوقع ان يصل الى نهايته النزاع الزائد بين الدولتين، والذي استمر لثلاث سنوات ونصف، وستنشأ فرصة لفتح صفحة جديدة في العلاقات. في نظرة الى الوراء لا يمكن

الا ننتقد سلوك حكومة اسرائيل على طول القضية: ابتداء من القرار بمهاجمة الاسطول الى غزة، والذي رأت فيه مسا بسيادتها، عبر شكل تنفيذ الاقتحام لسفينة مرمرة والذي ادى الى مقتل تسعة مواطنين اتراك، وحتى التنكر المتعالي من جانبها لمسؤوليتها عن الحدث ورفض كل طلب للاعتذار والتعويض.

قضية مرمرة، التي انتقد تقرير لجنة تيركل اخفاقاتها بشدة، ولدت على خلفية سياسة الاغلاق الوحشي الذي فرضته اسرائيل على غزة في السنوات الاربعة قبل ذلك، واثار هذا الاغلاق انتقادات دوليا، وليس فقط من جانب تركيا. وقد غطت هذه القضية بين ليلة وضحاها على شبكة العلاقات الممتازة التي سادت بين الدولتين على مدى عشرات السنين بما في ذلك في السنوات الاولى من حكم حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب اردوغان. وفضلا عن التعاون العسكري والامني الوثيق الذي تضرر بشدة، احدثت القضية شرخا عميقا في العلاقات بين الشعين. فتركيا، رغم انتقادها اللاذع لسياسة اسرائيل في المناطق، حتى قبل حكم اردوغان، عرفت كيف تفصل بين الخلاف السياسي وبين البنية التحتية الصلبة التي اقيمت عليها علاقاتها مع اسرائيل. ولكن، على قتل مواطنيها ما كان يمكنها أن تتجلد – ولا سيما في ضوء النهج الاستخفافي لاسرائيل الذي لم يجد من الصواب حتى الاعتذار، خشية ان تتضرر بذلك شرعية الهجوم على مرمرة. مشكوك أن تكون اي دولة، بما فيها اسرائيل كانت ستتصرف خلاف ذلك.

رغم ذلك، فقد مرت اكثر من سنتين الى ان وافقت اسرائيل على الاعتراف بـ "الاخطاء التي كان يمكنها ان تؤدي الى فقدان حياة الناس". وحتى هذا تحت الضغط الشديد الذي مارسه الرئيس اوباما. سنة اخرى كانت لازمة للمساومة على حجم التعويض الذي ستدفعه اسرائيل فيما وافقت في هذه الاثناء على التخفيف ايضا من

الاغلاق الذي فرض على غزة. وفي السنوات الثلاثة والنصف اياها انشغلت اسرائيل بتشويه صورة تركيا.

تركيا هي الدولة الاسلامية الوحيدة التي تقيم علاقات وثيقة مع اسرائيل وهي ذات مكانة استراتيجية اقليمية هامة. ولا يمكن لاسرائيل أن تسمح لنفسها بالتخلي عن العلاقات الطيبة معها. اتفاق المصالحة، تعيين سفيرين وفتح محور الاتصالات الرسمي سيشكل كله نهاية المحاسبة المتبادلة. وبالتوازي يتعين على دولة اسرائيل أن تعمل ايضا على اعادة ترميم العلاقات مع الشعب التركي.