خبر أصبحوا يرتبون امورهم من غير السلام- هآرتس

الساعة 09:34 ص|05 فبراير 2014

أصبحوا يرتبون امورهم من غير السلام- هآرتس

بقلم: تسفي برئيل

(المضمون: عدد من رجال الاعمال الاسرائيليين يدعون رئيس الوزراء نتنياهو الى التوقيع على الاتفاق والى تحسين العلاقات باوروبا، لكن هل يستطيعون أن يقودوا احتجاجا عاما على سياسة الحكومة؟ - المصدر).

 

ليس من الواضح تماما متى اشترينا تذاكر لهذا العرض. ربما كان ذلك مبادرة من لجنة العمال وربما كان افضالا منحته لنا شركة بطاقات الاعتماد، لكن من الواضح أن شخصا ما وفر علينا. إن العرض الذي دفعنا اليه يسمى "مسيرة السلام" أو "التفاوض السياسي". واعتقدنا أنه سيعرض على المسرح الوطني فلبسنا لباسا يلائم ذلك لكن تبين أن ذلك عرض فرنج آخر واسوأ من ذلك أنه مسرح وحيد بلغة انجليزية امريكية.

 

إن الممثل على المسرح وهو جون فلان، يضع على رأسه جُمة رمادية ملصقة بصورة جيدة لم تعرق فيها أية شعرة وهو يسمعنا حوارات ذاتية عن الاخطار والتهديدات وعن المقاطعة والحروب وعن وضع راهن لا يقبله العقل، أو باختصار نصوصا قديمة. ولا يؤثرون على هذا النحو في جمهور جرت عليه المحرقة أو رأى على الاقل افلاما عنها، ولا يخيفون على هذا النحو من مر بمتساده أو بالانتفاضة الثانية فهذا شعب من لا يقتله يُقويه. شعب يقوى فقط في مواجهة التهديدات ويقوى مثل الفولاذ في مواجهة المقاطعات، أو بلغة الفيلسوف العسكري بوغي (ولا يحتاج الى اسم العائلة

 

لأن سقراط وافلاطون وفرجيل اشتهروا باسمائهم الخاصة)، شعب سيعرف كيف سيرتب اموره ايضا حتى من غير وجود السلام.

 

من الذي قصده بوغي بالضبط حينما قال "سندبر امورنا"؟ هل قصد فرقة الصراخ تلك التي تكرر مرة بعد اخرى السطر الذي منحها المخرج إياه: "لن يجعلنا أي ضغط نتخلى عن مصالح دولة اسرائيل الحيوية وفي مقدمتها أمن مواطني اسرائيل"، كما قال بنيامين نتنياهو، أو ربما "لا يمكن اجراء تفاوض مع مسدس موجه الى الصدغ"، كما قال يوفال شتاينيتس شعرا؟ من المؤكد أنه يقصد مواطني اسرائيل البكم الذين يحدقون فقط الى هذه المسرحية المموهة وكأنها لا تتعلق بهم. إنهم لم يخرجوا للتظاهر على الاضرار بمستقبلهم، ولم يحتجوا على افساد العلاقات بالدول الاوروبية، بل إنهم لم يهزوا رؤوسهم حتى حينما دفنا الغام في المناطق بأفضل ما يدفعون من اموالهم. "سندبر امورنا"، يجيب الجمهور بعد المردد الفرد بوغي لأنه هل يوجد شيء اكثر اسرائيلية من هذه العبارة؟.

 

اجل يوجد. إن عند هذا الشعب القديم الذي كانت ارض اسرائيله "قبل أن يأتي الفلسطينيون بآلاف السنين"، كما قال مؤرخ الجنس اليهودي نفتالي بينيت، جوابا اسرائيليا جديدا. إن المعجزة الاقتصادية التي حولت المستنقعات العفنة الى روضة ناضرة انشأت طبقة منتخبة جديدة من العاملين في الهاي تيك، ثرية بعيدة عن الجمع المستسلم، وهي التي تضع الحقيقة الجديدة في مقدمة الشعب، فقد اجتمع عشرات من رجال الاعمال على اعلان واحد تحت صورة نتنياهو وهم يطلبون اليه أن يدفع بمسيرة السلام قدما كي يصد حملة المقاطعة مع اسرائيل. وهم اناس أعزاء نواياهم خيرة، ومن مثلهم يعلم أن الاقتصاد والاستقرار الامني والسياسي توأمان لا ينفصلان.

 

لكن اليكم المشكلة. فقد "دبروا امورهم" من غير السلام ويستطيع اكثرهم الاستمرار على "تدبر امورهم". واذا جاءت المقاطعة فانهم يستطيعون أن ينقلوا مصانعهم أو دور برمجتهم الى خارج الدولة وقد فعل عدد منهم ذلك. ويحصد كثير منهم ارباحا طيبة من استمرار الاحتلال والاشتغال بالسياسة عندهم هواية فقط، وهم الآن الذين يمثلون أكثر من الجميع الفرق في داخل الشعب ويتحدثون باسم "الشعب"، أو أصح أن نقول باسم "جيب الشعب". وهم مشاهير السلام الجدد. لكن لنراهم يعطلون مصانعهم يوما واحدا كي يجرب "الشعب" – أو الحكومة – فقط معنى المقاطعة الاقتصادية. أو ليكتبوا فقط في مغلفات منتوجاتهم شعار "بيبي وقع على الاتفاق" كما ورد في اعلانهم، وليقودوا احتجاجا سياسيا وليقاطعوا الحكومة التي ترى السلام كارثة وهي في نفس الوقت تدللهم بالانعام. سيكون ذلك عرضا مناسبا للمسرح الوطني.