ملخص مقررات مؤتمر الأمن القومي السنوي السابع الذي عقد في اسرائيل 29-30 يناير 2014

خبر لحظة الحسم - عشية الاتفاقيات والخطط البديلة

الساعة 10:39 ص|04 فبراير 2014

مركز دراسات الأمن القومي – اسرائيل

ترجمة / أطلس للدراسات

تميز الأمن القومي الاسرائيلي عام 2013 بتوازن ايجابي ولكن على ما يبدو ان النصف الثاني من عام 2014 يتوقع له مجموعة من الاشكاليات – التعامل مع النووي الايراني, محاولة انهاء الصراع الفلسطيني  الاسرائيلي و الاضطراب في العالم العربي – حيث ان هذه المسائل ستضع امام الامن القومي الاسرائيلي تحديات حقيقية و لكن هناك مركبات ايجابية ستخفف من عبء التوازن الامني و تشكل اجابة للتحديات عن طريق اتفاقيات وفي حال عدم القدرة على التوصل لاتفاقيات يجب تأمين خطط بديلة مناسبة و في كل الاحوال الحديث الان عن لحظة حسم والقيام بمبادرات سياسية وامنية على اسرائيل ان تتخذها لفرملة التوجهات السلبية ومنع المركبات السلبية من ان تتطور في التوازن الى خطورة و تهديد واضحة وفورية.

 

المركبات الاساسية في الجانب الإيجابي لتوازن الأمن القومي

1. تتمتع دولة إسرائيل بالهدوء المطلق على حدودها، الردع الإسرائيلي قوي جداً، فعالية الردع واضحة ضد دول مجاورة، وضد منظمات إرهابية موجودة في البؤر اللبنانية وقطاع غزة.

2. على الرغم من الاضطراب في العالم العربي؛ فإن اتفاقيات السلام تم الحفاظ عليها مع مصر والأردن.

3. زيارة الرئيس باراك أوباما لإسرائيل في مارس 2013، والتأييد الأمريكي غير المتحفظ في المجال الأمني وقوة الجيش الإسرائيلي واستمراره في مواجهة الصواريخ ليكون عنصراً مهماً في الردع الإسرائيلي.

4. الجيش السوري المشغول بالحرب الأهلية ضعف بشدة، وخسر معدات كثيرة، وخاصة من خلال تفكيك سلاحه الكيماوي.

5. حزب الله غارق في الحرب في سوريا، وهكذا فهو مستمر بفقدان شرعيته في العالم العربي وفي لبنان بشكل خاص، الهجوم ضد نقل سلاح نوعي لحزب الله من سوريا والذي يعزى إسرائيل بقي بدون ردود.

6. مواقف فتح والسلطة الفلسطينية الموجودة في رام الله قوية جداً، في مقابل إضعاف كبير في مواقف وقوة حماس المسيطرة على قطاع غزة. هذا التوازن في الحلبة الفلسطينية مكن من تجديد المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية على اتفاق سلام دائم، الأمر الذي قلل تنامي الضغط الدولي على إسرائيل والتباطؤ في حملة اللاشرعية التي مورست ضدها في السنوات الأخيرة.

7. اقتصاد إيران تضرر بشكل ملموس من العقوبات الدولية التي فرضت عليه، وعقب الإدارة الاقتصادية الفاشلة خلال حكم الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، وللمرة الأولى منذ عقد؛ وصلت إيران الى المفاوضات من موقف ضعف في مقابل القوى العظمى التي تقود جهود إحباط البرنامج النووي، المباحثات المتفق عليها تمخضت على اتفاق مبدئي لإعلان إيران عن إبطاء تقدمها في برنامجها النووي.

8. نظام الاخوان المسلمين أطيح به من خلال التدخل العسكري (الجيش المصري) – وهو العنصر الأكثر ايجابية لصالح إسرائيل من بين العناصر الفاعلة في الحلبة السياسية المصرية – الجيش المصري يتصارع مع المنظمات الإرهابية الموجودة في سيناء، ويظهر عداوة حقيقية ضد حماس.

9. خلق تقاطع مصالح واسعة بين إسرائيل ودول عربية مجاورة للعالم السني، وخاصة بينها وبين دول الخليج؛ فيما يتعلق بالموقف من البرنامج النووي الايراني وسوريا ومصر وعلى أساس تطورات اخرى في العالم العربي.

10. التهديدات التي كانت متوقعة من تطور الارهاب بشكل مكثف من الجهاد الاسلامي العالمي في مناطق غير مسيطر عليها من قبل قوة مركزية في الجولان وشمال سيناء لم يتحقق في السنة الماضية.

11. تم الاتفاق لأول مرة بين إسرائيل وتركيا على انهاء الازمة بينهم ومن وجهة نظر اسرائيل تزعزعت مكانة رئيس الحكومة التركي رجب طيب أردوغان وهذا تطور ايجابي.

12. عاد ليتدفق الغاز من البحر المتوسط الى اسرائيل وهذه المرة من حقول أكثر غنى في الجزء الشمالي للمياه الاقتصادية الاسرائيلية، هذا التطور يخفف على اسرائيل من تكاليف الطاقة وتحسن مكانتها الجيوسياسية.

وبالرغم من ذلك وبنظرة أكثر تقدمية هناك مكان للقلق بأن هناك تطورات استراتيجية سلبية لسنين بعيدة ويتخللها تحديات ومخاطر حقيقية على الامن القومي الاسرائيلي.

 

الجوانب السلبية

في مركز الجوانب السلبية تتمركز أربع مسائل اساسية تشكل تحديا للتفكير الاستراتيجي الاسرائيلي وتتطلب تشكيل سياسة مبادرة غايتها الخروج من الواقع الحالي وهذه المسائل الاربعة كل واحدة منها تشكل تحدياً منفصل بشكل تام عن الاخر مع ضرورة افتراض ان العلاقة بينهم ستتعزز في العام 2014.

1. مسألة النووي الايراني: الخطورة المرتبطة بذلك هي موقع إيران في مساحة الحافة النووية واحتمال الاتفاق بين إيران والقوى العظمى يشكل خطراً حيث سيسمح لإيران بشكل عملي ان تستمر وتطور برنامجها النووي في مقابل ضعف ذراعي القوة الامريكية ضد إيران وهو سلطة العقوبات وتراجع الثقة بالخيار العسكري.

2. العملية السياسية الاسرائيلية الفلسطينية: الابعاد السياسية والامنية لعدم اكتمال المفاوضات ونجاحها قد يؤدي الى معركة دبلوماسية وقانونية ضد اسرائيل في الساحة الدولية وتزايد المقاطعة ضدها وباحتمال اقل تطور مواجهة عنيفة في الضفة وأيضاً مع حماس في غزة.

3. سياسة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط: التحدي الاستراتيجي لإسرائيل قد يتشكل في اعقاب تغير في السياسة الامريكية، تزايد الاهتمام الامريكي في اسيا وتراجع تأثيرها في الشرق الاوسط.

4. عامل تهديد آخر لإسرائيل وهو استمرار الاضطرابات في العالم العربي وتأثيرها على دول الجوار سوريا ومصر والاردن ولبنان، عدم الاستقرار في هذه الدول وضعف السلطة المركزية يؤدي الى تهديدات أمنية على الامن القومي الاسرائيلي.