خبر يقاطعون الواقع -هآرتس

الساعة 09:17 ص|04 فبراير 2014

يقاطعون الواقع -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

تصريحات وزير الخارجية الامريكية جون كيري في مؤتمر الامن في ميونخ في أنه اذا فشلت المفاوضات مع الفلسطينيين، فستقف اسرائيل أمام خطر المقاطعة، هي نظرة واعية للواقع يحبذ المسؤولون في حكومة اسرائيل مواصلة التنكر له.

 

قبل نحو اسبوعين أعلن "دانسكا بنك"، البنك الاكبر في الدانمارك عن حظر الاستثمار في بنك هبوعليم بسبب دوره في تمويل البناء في المستوطنات. وقبل نحو اسبوع أعلن صندوق التقاعد الثاني في حجمه في هولندا، PGGM بانه يسحب استثماراته من البنوك الخمسة الكبرى في اسرائيل لاعتبارات مشابهة. ويوم الخميس اعلنت وزارة المالية النرويجية بانها أمرت صندوق التقاعد الحكومي الاكبر في الدولة بعدم استثمار الاموال في "افريقيا – اسرائيل" وفي "دانيا سيبوس". والحكومة الالمانية أعلنت مؤخرا بان في نيتها اشتراط تقديم المنح لشركات التكنولوجيا العليا الاسرائيلية والتوقيع على اتفاق التعاون العلمي مع اسرائيل بادخال بند يقول ان الهيئات في الضفة وفي شرقي القدس لن تكون مستحقة لذلك. وفي تموز نشرت مفوضية الاتحاد الاوروبي تعليمات جديدة تحظر على الوكالات والصناديق في الاتحاد تقديم منح وقروض لهيئات اسرائيلية ترتبط بالاعمال في المستوطنات. وحتى الحل الوسط الذي تحقق في الاتفاق العلمي "هورايزن 2020" يدل على الميل – اسرائيل تفقد الشرعية بين العديد من الدول في اوروبا.

 

بدلا من السعي الى اتفاق مع الفلسطينيين يغير بشكل جذري وضع اسرائيل السياسي، يحاول رئيس الوزراء ووزراء كبار حرف النقاش نحو مسارات جانبية. فمن المحرج أن نسمع بان وزير الشؤون الاستراتيجية يوفال شتاينتس يطلب 100 مليون

 

شيكل كي يشن كفاحا علنيا ضد ظاهرة المقاطعة، ولا يفهم بان المشكلة ليست في الاعلام بل في السياسة. ووزير الدفاع، موشيه يعلون، يدعي بان "المستوطنات ليست عائقا للسلام"، ويطرح شكوكا حول قدرته لان يرى الواقع على نحو سليم. اما وزير الخارجية افيغدور ليبرمان فيفضل توبيخ كبار رجالات وزارته ممن يدعون بان ظاهرة المقاطعة على اسرائيل ستزداد فقط، بدلا من ان يعالج اسباب المقاطعة.

 

ويفوق الجميع رئيس الوزراء: بدلا من تبني كيري وجعله حليفا، يناكفه علنا ويلمح بان وزير الخارجية الامريكي يحاول الضغط على اسرائيل "للتنازل عن مصالح حيوية". يرفض نتنياهو أن يفهم بان المصلحة الاكثر حيوية لاسرائيل هي انهاء النزاع، وان كيري هو وسيط نزيه ومتفان يحتاج الى دعم الطرفين كي ينهي مسيرة مركبة. وهو يرفض ان يفهم بان هذا هو الوقت للقرارات الحاسمة الكبرى وليس للسياسة الصغيرة.