خبر حوار طرشان -معاريف

الساعة 09:15 ص|04 فبراير 2014

حوار طرشان -معاريف

بقلم: ارئيل كهانا

(المضمون: ضغط دولي شديد كفيل بان يحدث طيا للعلم الاساس للصهيونية – دولة يهودية في بلاد اسرائيل. هذا هو القلق العميق الذي ينتج الطلب بالاعتراف باسرائيل كالدولة القومية للشعب اليهودي - المصدر).

 

تسأل أحيانا نفسك كم سنة سيتواصل حوار الطرشان هذا. وكأنه لم تمر عشرون سنة منذ اتفاق اوسلو، وكأنه لم يمر نصف عقد منذ خطاب بار ايلان. يصر نتنياهو على مطلب "الاعتراف بدولة اسرائيل كالدولة القومية للشعب اليهودي". اما محمود عباس، ففي المقابلة التي يزعم أنها تصالحية، فيرد "غير وارد".

 

ليس صدفة أن يطرح نتنياهو هذا الطلب. وليس صدفة أن يرفضه ابو مازن. فنتنياهو يشتبه بأن م.ت.ف بقيت هي نفسها م.ت.ف خطة المراحل. وأن ما يسمى "سلاما" ليس سوى ذريعة أساسها أولا نأخذ المناطق، وبعد ذلك الباقي". ومثلما فرضت المرحلة الاولى على اسرائيل بضغط سياسي، هكذا سيحصل في المحطات القادمة.

 

اذا كان الفلسطينيون والعالم يطلبون من اسرائيل الاعتراف بحق العرب على هذه البلاد، فمطلوب أن يعترفوا أيضا بحق اليهود عليها. هذا التماثل أولي ومطلوب. فقط اذا ما أعلن الفلسطينيون بالفعل بصوت عالٍ بانهم يعترفون بدولة يهودية في بلاد اسرائيل، وفقط اذا ما علموا اطفالهم على قبولها، عندها سيكون سبب جدي للتفكير بانهم هجروا حلم خراب اسرائيل من الداخل. هذه هي الخلفية للطلب الاسرائيلي.

 

بالضبط لهذا السبب يصر ابو مازن على رفضه رفضا باتا. "اعترفنا باسرائيل – وهذا كاف"، يقول. ويعتقد عباس بانه لا يوجد شعب يهودي بل فقط دين يهودي.

 

وهذا الدين، مثل كل دين آخر، لا يستحق بلادا. وعلى حد نهجه، فان الاعتراف بدولة يهودية معناه الانصراف عن سبب وجود الكفاح الفلسطيني. ولهذا فانه غير قادر.

 

ولهذا فان عباس يصر على ذلك. ولهذا فان نتنياهو يصر على ذلك. بعد لحظة من نشر تصريحات أبو مازن، عقب أمس نتنياهو بـ "من السخف التفكير فانه سيكون اتفاق نعترف به نحن بالدولة القومية للشعب الفلسطيني وهم لا يعترفون بالدولة القومية للشعب اليهودي".

 

ولكن يوجد طابق آخر، مقلق بقدر لا يقل: الشرعية في الاسرة الدولية. فليس هذا فقط ريح الاسناد من الاتحاد الاوروبي للمقاطعات، او الدعم الاوروبي للمواقف الفلسطينية. فوق كل شيء هذا هو التخوف الذي يجعل اوروبا في يوم الامر، اذا ما ثارت انتفاضة وطنية لعرب اسرائيل، تؤيد موقف م.ت.ف وترفض وجود الدولة اليهودية.

 

اليوم وحدها الولايات المتحدة، المانيا وكندا تقبل هذا التعريف. ودول تعتبر قريبة من اسرائيل مثل فرنسا، بريطانيا، اسبانيا وايطاليا ترفض بثبات تعريف "دولة يهودية". التخوف الاسرائيلي هو أنه في سيناريو مستقبلي قد يثور شك في حق الوجود للدولة اليهودية.

 

ضغط دولي شديد كفيل بان يحدث طيا للعلم الاساس للصهيونية – دولة يهودية في بلاد اسرائيل. هذا هو القلق العميق الذي ينتج الطلب بالاعتراف باسرائيل كالدولة القومية للشعب اليهودي.