بمناسبة اليوم العالمي لمرضى السرطان

خبر مرضى السرطان في قطاع غزة معاناة تحتاج لوقفة إنسانية

الساعة 08:10 ص|04 فبراير 2014

غزة

ثقيلة هي الساعات التي تمر على مرضى السرطان في قطاع غزة،وهم يترقبون فتح معبر رفح الذي بات ضحية لشبكة حواسيب مهترئة،أراد ذوي القربى أن تكون سيفا على رقاب مرضى لا حول لهم ولا قوة ،المئات من مرضى السرطان جعلوا من صرخات الألم وسيلة للتعبير عن معاناتهم في اليوم العالمي لمرضى السرطان،حيث يضاف إلى المعاناة فصلا ثقيلا من الحرمان.
فبصوت يملؤه الحزن والألم عبر الطفل (أ. س) ذو العشر سنوات الذي يعاني من مرض السرطان في النخاع العظمي الذي أنهك جسده وحرمه من التمتع بطفولته البريئةأتمنى أن ينظر العالم بعين الإنسانية إلى أطفال غزة الذين لا يجدون الفرصة للعلاج بالخارج متسائلا “أين منظمات حقوق الإنسان،ها أنا أشكو إليكم معاناتي فهل ستكونون صادقين معي؟”
بينما قالت الطفلة فرح شبانة ذات 6 سنوات في تقرير لوزارة الصحة بغزة، التي ترقد على سرير المستشفى وهي تترقب قطرات محلول الكيماوي التي تتسلل عبر أنبوب بلاستيكي المشبوك بجسدها النحيل فهي تعاني من سرطان الغدد الليمفاوية.
مضيفة”“ألا نستحق الحياة، لماذا يصمت العالم عن معاناتنا ويتجاهل أناتنا ، لقد أصبح حلمي الوحيد أن أشفى من المرض ويطول شعري بشكل يمكنني من إكمال مراحلي الدراسية”.
بينما قالت والدة الطفلة فرح أن أكثر ما يعانيه أطفال غزة، هم من ذوي الأمراض الصعبة كمرضى السرطان الذين يحتاجون إلى رحلة علاجية مرهقة جسدياً ونفسياً للأطفالرغم كل ذلك سنبقى نردد لحنك يا غزة رغم الحصار، وسنشعل الشموع وسط الظلام ولن ننكسر فالأمل هي الجرعة المتبقية لصمودنا.
كما ويروى المريض الأربعيني ناهض عبد الفتاح رحلة صراعه مع مرض السرطان الذي انتشر بجزء في جسده النحيل ليبدأ رحلة علاجة فيقول”منذ سنوات كنت أعاني من صداع نصفي بدا يتزايد بمرور الأيام بشكل لم اعد احتمله فتوجهت لمستشفى الشفاء لإجراء التحاليل والفحوصات اللازمة، للتأكد من طبيعة الحالة المرضية، وبعد مرور أيام ذهبت إلى المستشفى، وعندها كانت الصدمة باكتشافهم وجود ورم خبيث في الرأس, فقرروا عندها تحويلي للعلاج بالخارج في جمهورية مصر ومن خلال الفحوصات تم التحديد الدقيق للورم في البلعوم الأنفي والغدد اللمفاوية ومن ثم كتابة البروتوكولات العلاجية الخاصة بحالتي والآن استكمل رحلتي العلاجية بتلقي الجرعات الكيماوية في قطاع غزة”
وتسائل عبد الفتاح قلقا على حياته :”هل سأكمل البروتوكولات العلاجية بشكل كامل أم ستتوقف بعد أيام في ظل الحصار المفروض وإغلاق المعابر معربا عن أمله في استكمال علاجه بصورة طبيعية وطالب كل الضمائر الحية والإنسانية لإيجاد حل جذري وإنهاء معاناته بشكل تام”
بدوره، أكد د.خالد ثابت رئيس قسم الأورام في مجمع الشفاء الطبي ان مرض السرطان يعتبر المسبب الثاني للوفيات في فلسطين بعد أمراض القلب والأوعية الدموية.
وحول طرق علاج المرض، أوضح د. ثابت أن علاج الأورام له ثلاثة إجراءات علاجية: أولاً العلاج الجراحي وهي عمليات الاستئصال وأغلبها يتم إجرائه في غزة، والثاني العلاج الكيميائي متوفر ولكن بصورة غير مستمرة ، بينا العلاج الثالث: الإشعاعي ويليه العلاج الهرموني وهو غير متوفر على الإطلاق حيث يضطر الأطباء لتحويل المريض لتلقي العلاج في الخارج على نفقة وزارة الصحة، مشيرا إلى أن اكتشاف السرطان في المراحل المبكرة يساعد على علاجه والشفاء منه.
وقال د. ثابت “في غزة أن تصاب بالمرض ليست هذه المعاناة بعينها بل هي حكمة الله وقدرته إنما المأساة عندما تبحث عن العلاج فلا تجده فيضطر المرضى للسفر ليصبحوا حينها تحت رحمة بوابات المعابر التي غالبا ما تغلق أبوابهافيخوض مرضى السرطان في قطاع غزة رحلة من الألم والمعاناة مع مرض لا يرحم في ظل حصار لا يرحم”
وأكد أن إجراء العملية الجراحية لمرضى الأورام يكون خلال أسبوعين من عملية التشخيص الطبي مشيرا إلى وجود لجنة عليا في مجمع الشفاء مكونة من عدة أقسام منها قسم الأورام والبوثولجي والجراحة والأشعة التشخيصية تجتمع بشكل أسبوعي لمناقشة عدة قضايا كحالات الأورام والخطط العلاجية إلى جانب جدولة مرضى الأورام على الجداول الجراحية لضمان إجراء العملية في الوقت المحدد .
من جانبه أوضح د. محمد أبو شعبان رئيس قسم الدم والأورام في مستشفي الشهيد عبد العزيز الرنتيسي أن مرضى السرطان يحتاجون للعديد من الأدوية الأساسية وضرورية لعلاجهم مضيفاً” إن نقص بعض الأدوية نتيجة الحصار المفروض على القطاع غزة يسبب عائق في مواصلة واستمرار الرحلة العلاجية لمرضى السرطان مثل
6TG –CCNU – TEMODAl وأدوية لحالات اللوكيميا (سرطان الدم) مثل VCR وغيرهم”
حيث أكد د.أبو شعبان أنّ هناك الكثير من الحالات المرضية والمحولة التي تحتاج للسفر بشكل طارئ وسريع بعد الانتهاء من مرحلة التشخيص المبدئي والحاجة الماسة للعلاج بالخارج إلا أنإغلاق المعابر يقف عائقا لاستكمال المراحل العلاجية للمرضى.
وطالب د. أبو شعبان كافةالمنظمات الحقوقية و الإنسانية بما فيها اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الأمم المتحدة و منظمة الصحة العالمية إلى التحرك الفوري والعاجل لدعم حقوق المرضى العلاجية أهمها حقهم في الحياة.
وحسب مركز المعلومات الصحية فان عملية رصد وتسجيل حالات السرطان خلال الفترة 1995 وحتى 2012 في كافة محافظات قطاع غزة أظهرت أن إجمالي الحالات المسجلة في مركز رصد الأورام حوالي 12,600 حالة (53.0% إناث و47.0% ذكور) بمعدل انتشار 65/100000 إصابة جديدة من السكان سنوياً.
وتظهر إحصائيات وزارة الصحة بأن معدل إصابة الذكور للسرطان هو 46 الذكور لكل 100,000 من الذكور، بينما معدل الإصابة لدى النساء هو 53 امرأة لكل 100,000 من النساء.
أما عن أنواع السرطان فتشير الإحصائيات إلى أن سرطان الثدي هو المرض الأكثر انتشاراً، حيث يشكل 16.5% من إجمالي حالات السرطان، يليه سرطان القولون و المستقيم بنسبة 9.6% من إجمالي مرضى السرطان، ويليه سرطان الرئة الذي يشكل 8.5% من إجمالي حالات السرطان.
وفيما يتعلق بأنواع السرطان الأكثر انتشاراً لدى الذكور: فتبين إحصاءات وزارة الصحة بأن سرطان الرئة هو الأكثر انتشاراً بين الذكور بنسبة 18.5% من إجمالي مرضى سرطان الذكور، ويليه سرطان القولون الذي يشكل 14% من حالات سرطان الذكور.
وفيما يتعلق بسرطان الأطفال: فقد بلغت نسبة الأطفال أقل من 12 عام 7.9% من إجمالي مرضى السرطان في قطاع غزة، وكان متوسط الحالات الجديدة 59 حالة سنوياً. حيث كان أكثر الأمراض انتشاراً أمراض الدم (اللوكيميا) بنسبة 31%، يليه (الليمفوما) بنسبة 16.7% من إجمالي حالات سرطان الأطفال.
أما على صعيد الوفيات بسبب السرطان فإن السرطان يعتبر ثاني سبب من أسباب الوفاة بعد القلب والأوعية الدموية، حيث يشكل 12% من حالات الوفاة السنوية. ويعتبر سرطان الرئة و القصبة الهوائية الأكثر مسبباً للوفاة بنسبة 13% من إجمالي وفيات السرطان يليه سرطان الثدي بنسبة 12.5% يليه القولون بنسبة 11%.