خبر عطاء مفتوح للمقاطعة على اسرائيل- معاريف

الساعة 10:16 ص|02 فبراير 2014

بقلم: أمنون لورد

(المضمون: قول كيري خطير لانه يبني شرعية لهجوم الارهاب، حين سيأتي. يبدو أنه وآخرون بدأوا ييأسوا من الفلسطينيين. أين هم؟ أين حماس؟ لماذا لا نراهم؟ اين القنابل، الاحزمة الناسفة، صليات الكلاشينكوف في ساحات تل أبيب - المصدر).

 

صدر أمس تقرير الموت الشهري للعراق: 750 قتيلا، زائد ناقص، في شهر كانون الثاني، دون احصاء الضحايا في محافظة الانبار، والذين لا بد سيزيدون العدد الى نحو 1000 قتيل. هذا هو المقياس في السنة الاخيرة في العراق. في سوريا 1000 قتيل في الاسبوع تقريبا. في مصر نحو 100، ربما 250، قتيلا في الشهر. في لبنان – من يدري. في اسرائيل، بما في ذلك السلطة الفلسطينية، الاعداد تصل بالتأكيد الى قرابة 20 قتيلا فلسطينيا في السنة وأقل من 10 اسرائيليين. هذه الاعداد ايضا هي أكثر مما

 

يتبين أن الوضع السائد في منطقة المملكة الاردنية وغربها، في اسرائيل، لا يروق لوزير الخارجية جون كيري. وهو لن يهدأ الى أن يحطم سور الاستقرار هذا. اذا قال وزير الدفاع يعلون عن كيري انه مهووس، يبدو أن هذا كان قولا بريئا بل وحتى صبيانيا في قصر نفسه. إذ أن قول كيري أمس، في ميونخ من كل الاماكن، كان مفعما بالاغراض. فأقواله التي لا تتوقف وأقوال بعض من الناطقين الاسرائيليين الكبار عن المقاطعة الفظيعة التي تنال الزخم ضد اسرائيل، وكأن بها تستدعي الارهاب وتصدر عطاء مفتوحا لعروض المقاطعة على اسرائيل.

 

قول كيري خطير لانه يبني شرعية لهجوم الارهاب، حين سيأتي. يبدو أنه وآخرون بدأوا ييأسوا من الفلسطينيين. أين هم؟ أين حماس؟ لماذا لا نراهم؟ اين القنابل، الاحزمة الناسفة، صليات الكلاشينكوف في ساحات تل أبيب.

 

يخيل أن هذه المرة زاد كيري الحقنة، وكان يجدر بأحد ما في القيادة الاسرائيلية أن يثور. ليس بشكل شخصي، لا سمح الله. فمحظور الاهانة، ولكن يجب الايضاح على ما يبدو للامريكيين والاوروبيين، وكذا لبعض من رجال الامن المحليين المتقاعدين – بان اسرائيل لا يمكنها أن تدير المفاوضات على مصالحها الحيوية تحت التهديد.

 

يسعى كيري الى خلق الانطباع بان كل شيء منوط باسرائيل. هذا ايضا يجب أن نذكره به: من هو بالضبط الشريك لاي اتفاق دائم؟ ابو مازن عديم الشرعية في المنصب الذي يتبوأه. قد تكون له شرعية بصفته رئيس م.ت.ف وأي تأييد لوجد له؟ لديه امارتا ارهاب منقسمتان بين غزة والضفة. في حماستان، الايديولوجيا هي الاسلام الفاشي. في مناطق السلطة، الايديولوجيا الرسمية هي رفض وجود دولة اسرائيل وكل وجود يهودي في كل ارجاء البلاد. ايديولوجيا القتل السياسي في افضل الاحوال، وقتل الشعب في اسوأ الاحوال. مشوق أن نعرف اذا كان احد ما يطرح هذه الحجج على

مسامع كيري. ليس معروفا عن دولة اقيمت على اساس ايديولوجيا الحرب ضد دولة مجاورة.

المشكلة هي أن كيري يتراسل مع وزيرين كبيرين في الحكومة – يئير لبيد وتسيبي لفني. أمله هو خلق تسونامي سياسي داخل اسرائيل، يضع رئيس الوزراء نتنياهو أمام معضلة: إما أن يميل بمواقفه الى اليسار تحت تهديدات كيري وشركائه داخل الحكومة أو أن يتوقع انحلال حكومته – فيما سينشأ في المركز مرة اخرى حزب فك ارتباط قبيل الانتخابات التالية، حزب يبنى على التحريض ضد المستوطنين. ولنرى عندها لبيد يعود الى صيغة مشابهة لموقفه من المستوطنين. مرة اخرى هذا سيكون: اضرب المستوطنين وانقذ جيوب شعب اسرائيل.