كيس الأسمنت يخنق الغزيين

تقرير فقط بغزة.. الزواج متوقف حتى إشعارٍ أخر

الساعة 11:16 ص|31 يناير 2014

(غزة - خاص)

لم يعد شعار "أغلق أو توقف حتى إشعارٍ أخر" يُقال بحق معبر رفح البري بين قطاع غزة وجمهورية مصر والذي يعتبر البوابة الوحيدة للقطاع للتواصل مع العالم الخارجي، أو توقفت الجامعات عن العمل لاحتجاجات وتعليقات متكررة، ففي غزة فقط استخدم الغزيون لأول مرة شعار "الزواج متوقف حتى إشعار أخر" وذلك لتوقف دخول الأسمنت عبر معبر كرم أبو سالم للشركات الخاصة منذ عدة شهور.

الشباب الغزيين (الخُطاب) المقبلين على الزواج يقصدون المحلات التجارية من يوم لأخر فلا يكِلون أو يملون، آملين بأن يجدوا من يسرهم ويُشعل فتيل المفرقعات لإعلان البدء في تحديد موعد الزواج وإنهاء فترة طويلة من الخطوبة.

وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أوقفت دخول الأسمنت إلى القطاع الخاص في قطاع غزة منذ أكثر من 4 شهور متتالية بحجج وهمية، فيما تسمح بدخول الأسمنت للمشاريع الدولية في القطاع فقط، ما نتج عنه توقف المئات من الشركات الخاصة عن العمل وصرف العاملين بها لقلة فرص العمل.

لن اتزوج في غرفة

الشاب محمد البالغ من العمر 23 عاماً قال لمراسل "فلسطين اليوم الإخبارية"، "خطبتُ منذ عام وكُنت أتوقع بأن أتزوج بعد 7 شهور، ولكن توقُف دخول الأسمنت للقطاع الخاص أجل فرحتي ومنعني من أجمل لحظات حياتي".

ويوضح محمد الذي يعاني من ضائقة مالية، أنه لا يريد مهما يكن أن يتزوج في غرفة بمنزل والده لشعوره بان مشاكلٍ قد تحدث بين الكِنة والحماة ولمنع زوجته من أخذ راحتها في البيت خاصة وأن له أكثر من 4 أخوة شباب أصغرهم يبلغ من العمر 11 عام وأكبرهم يصغره بعامين.

ومع استمرار أزمة توقف الأسمنت، قال بامتعاض: "لا حولا ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"، بعد مشوار طويل من البناء وتكلفة مالية كبيرة حتى أنني وصلت إلى مرحلة التشطيب في النهاية أتزوج في غرفة، الأمر مش مقبول لي ولا لخطيبتي، مؤكداً أنها –خطيبته- أرادت أن تصبر حتى إشعار أخر علماً بأن خطيبتي من عائلتي".

الأسمنت اوقف فرحتي

أما المواطن محمود أحمد البالغ من العمر 26 عاماً قال لمراسل "فلسطين اليوم الإخبارية"، :" خطبتُ منذ أكثر من 5 شهور من عائلة غريبة والعادات والتقاليد تحكم علي أن أتم الزواج بسرعة.

ويوضح أحمد، أنه أقدم على هذه الخطوة بناءً على قرار عمه الذي قال: " بعد سنوات من العيش بحصة شقيقي من الميراث أريد أن أغادر المنزل وأبني شقة في أرضي", وعلى هذا الأساس بنا أحمد أحلامه وآماله في أن يتزوج ويسكن في شقة أبيه من الميراث بعد أن يغادرها عمه.

ويضيف أحمد بحرقة،: "عندما منع الاحتلال دخول الأسمنت توقف عمي عن البناء وتوقفت أحلامي بالزواج في الموعد الذي كنت احلم به".

أما المواطن وليد يقول :"إن الحياة في غزة صعبة ولا يمكن أن يتم الضغط على الشباب الغزي المقبل على الزواج بأن يُسرع في تحديد موعد زواجه فكل العاملين في غزة توقفوا عن العمل بسبب الحصار الصهيوني المتفاقم على قطاع غزة ، مؤكداً أن اثنين من الشباب قد ناسبوه، قائلاً "هذا شرف كبير لي بأن أرى البسمة والفرحة في عيون شقيقاتي ودائماً نقول الصبر الصبر".

هذا حال الكثير من الشباب الغزيين (الخُطاب) المقبلين على الزواج، فتوقف الاحتلال عن السماح لدخول الأسمنت إلى القطاع الخاص في غزة أجل فرحتهم للزواج من فتاة أحلامهم لأجل غير مسمى.

مناشدة للأونروا

وقد ناشد الشباب عبر "فلسطين اليوم الإخبارية" المؤسسات الدولية والحقوقية والمسئولين عن الشعب الفلسطيني في غزة ورام الله، ووكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الأونروا بالضغط على الاحتلال الصهيوني للسماح بإدخال الأسمنت إلى القطاع الخاص في غزة، مطالبين الأونروا باستيراد كميات ضخمة من الأسمنت وبيعها للسكان في غزة من أجل تحقيق أحلامهم وآمالهم.