خبر قولوا « نعم » لكيري- معاريف

الساعة 10:35 ص|30 يناير 2014

بقلم: بن – درور يميني

(المضمون: الفلسطينيون سيرفضون ولكن هذا ليس مهما لان اسرائيل سيكون بوسعها أن تحقق العناصر التي تناسبها في الخطة، ولا سيما لغرض ازالة تهديد تحويل اسرائيل الى دولة ثنائية القومية - المصدر).

 

يجدر بنا ان نفكر بنفق الزمان. كل ما قالته ميرتس قبل 20 سنة، قاله حزب العمل بعد خمس أو عشر سنوات، والليكود قاله بعد 10 أو 15 سنة. قبل ثلاثة عقود دار رجال "ركاح" (الحزب الشيوعي الاسرائيلي) وهو يحمل يافطات بصيغة "دولتان للشعبين". واليوم يقول هذا زعيم الليكود. "حداش" (الجبهة الديمقراطية – التي هي تواصل لـ "ركاح" والحزب الشيوعي) تواصل مع الدولتين. ولكن ليس للشعبين.

 

هذا لا يعني أن ميرتس كانت محقة قبل 15 أو 20 سنة، لان كل ما اقترحته اسرائيل في حينه قال له الفلسطينيون "لا". عمليا، كما ينبغي الاعتراف، اذا ما وضعت ميرتس اليوم صيغة جنيف في مكتب ابو مازن، فان الفلسطينيين سيقولون "لا".

 

حتى اليوم ارتكبت اسرائيل عددا لا يحصى من الاخطاء، ولكن حتى اليوم لم تقل اسرائيل في أي مرة "لا" لخطة سلام جدية. اسرائيل قالت "نعم" لكل اقتراح يتضمن اعترافا بدولة يهودية. اسرائيل قالت "نعم" لمشروع التقسيم للجنة بيل. اسرائيل قالت "نعم" لمشروع تقسيم الامم المتحدة. اسرائيل قالت "نعم" لخطة كلينتون. رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، بادر الى اقتراح بروح مشابهة، يحمل اسمه. ولكن اسرائيل، ولا سيما منذ بدأت مسيرة اوسلو، نجحت ايضا في أن تذيب وتلف بالضباب وتشوش الـ "نعم" خاصتها. هذا حصل بسبب المستوطنات. هذا حصل لان اولمرت تواضع في خطته، التي بالكاد حصلت على الصدى. هذا حصل لان البيت الابيض، في نهاية عهد كلينتون، طمس رفض عرفات.

 

هذا الطمس مس باسرائيل. حان الوقت للخروج منه. نحن ندخل الان الى نافذة فرص. لحظة تاريخية. مثلما في نهاية العام 2000. مثلما في العام 2008. الفلسطينيون كانوا يريدون ان يدفعوا اسرائيل مرة اخرى الى ذات الزاوية الغامضة،

 

المشوشة، كي يلصقوا بها مرة اخرى الـ "لا". حتى لو قالت اسرائيل نعم، فان الاحتمال في أن تتحقق الخطة – يقترب من الصفر. لان الفلسطينيين، اذا ما سمح لي بالرهان، سيقولون "لا". فهم دوما عرفوا كيف يقولوا "لا" ويوقعوا الهزيمة بأنفسهم. لا حاجة للتعلم من الفلسطينيين.

 

يحتمل أن تكون صيغة توم فريدمان هي مجرد بالون اختبار لصيغة كيري. الخطة ليست سهلة. الاعتراف بشرقي القدس كعاصمة فلسطين هو شق البحر الاحمر بالنسبة لمعظم الاسرائيليين. ولكن من جهة اخرى توجد في الخطة، على الاقل حسب الصيغة التي نشرها فريدمان، سكاكر لا يمكن لاسرائيل أن ترفضها: اعتراف بدولة يهودية، تنازل فلسطيني عن حق العودة، ابقاء معظم الفلسطينيين في الجانب الاسرائيلي. الفلسطينيون سيرفضون ولكن هذا ليس مهما لان اسرائيل سيكون بوسعها أن تحقق العناصر التي تناسبها في الخطة، ولا سيما لغرض ازالة تهديد تحويل اسرائيل الى دولة ثنائية القومية.

 

يوجد في داخلنا من هم مستعدون لاخذ المخاطرة من أجل دولة واحدة كبيرة. فثمة ديمغرافيون يدعون بان معطيات الولادة تتغير. يحتمل. ولكنهم مخطئون في مكان آخر لان الدولة ثنائية القومية هي ليست أغلبية فلسطينية. الدولة ثنائية القومية هي الربط بين اسرائيل والضفة. هذا حل الدولة الواحدة. هذا هو الحل الذي حلم به عرفات. هذا هو حل اليسار المناهض للصهيونية. هذا هو تصفية الحلم الصهيوني. فهل لهذا الوليد صلينا؟

 

للمعارضين توجد حجج ممتازة: فالتجربة من مسيرة اوسلو سيئة ومريرة. لهذا الغرض ثمة حاجة الى وسائل امن اخرى اكثر تشددا بكثير. ويجدر بنا أن نتذكر نفق الزمان. بعد عشر سنوات سنستجدي مثل هذه الخطة ولكن هذا سيكون متأخرا جدا.