خبر ماذا يريد نتنياهو- هآرتس

الساعة 10:36 ص|28 يناير 2014

ماذا يريد نتنياهو- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

هجمات وزير الاقتصاد ورئيس البيت اليهودي نفتالي بينيت الحادة على تصريحات بنيامين نتنياهو والتي بموجبها ينبغي السماح للمستوطنين ممن يرغبون في ذلك بالبقاء في منازلهم حتى حكم فلسطيني، ليست مفاجئة. فبينيت هو مبعوث المستوطنين في الحكومة، وبصفته هذه فانه ملتزم بالدفاع عن مرسليه، ممن يرون في كل اتفاق يوقع مع الفلسطينيين "فقدان وعي قيمي".

 

المقلق اكثر من ذلك هو البيان الذي صدر امس عن مكتب رئيس الوزراء والذي جاء فيه ان "بينيت يمس بمحاولة رئيس الوزراء الاثبات بان الرافضة الحقيقية للسلام هي السلطة الفلسطينية". لا سبيل آخر لفهم هذا البيان غير الاعتراف الرسمي من نتنياهو في أن اعماله وتصريحاته هي محاولة مستمرة للتخريب على المفاوضات الجارية بين الاسرائيليين والفلسطينيين بوساطة وزير الخارجية الامريكي جون كيري.

 

نتنياهو لم يغضب من أن تصريحات بينيت الهستيرية تمس بالمفاوضات التي تلتزم الحكومة الاسرائيلية بها بل من ان بينيت يحبط خطوة تكتيكية هدفها عرض الفلسطينيين كـ "رافضي سلام". عمليا، رئيس وزراء اسرائيل يشكو من أن محافل من البيت اليهودي لا تسمح له بالانشغال بالمناورات، بالتضليلات وبذر الرماد في عيون الاسرة الدولية – بهدف عرقلة الاتفاق المستقبلي.

 

هذا التكتيك البائس تسنده اللغة المزدوجة التي يتخذها نتنياهو: فللصحفيين الاسرائيليين قال يوم الجمعة في منتدى دافوس ان ليس في نيته "ان يخلي اي مستوطنة او ان يقتلع اي اسرائيلي". أما اول امس فافاد مكتبه في استعراض للمراسلين الاجانب بان نتنياهو يعتقد بانه يجب السماح للمستوطنين ممن يرغبون في ذلك بالبقاء في بيوتهم تحت حكم فلسطيني، بعد التوقيع على الاتفاق. ظاهرا، لا يوجد تناقض بين القولين، ولكن عمليا نتنياهو يحاول "ان يبيع" للعالم موقف محب للسلام، بينما لمواطني اسرائيل يعرض موقف رافض.

 

سواء كانت دوافعه هي الخوف من اليمين الاستيطاني المسيطر في حزبه وفي "المعسكر الوطني" ام أنه نفسه لا يؤمن بالمسيرة السياسية – على نتنياهو أن يتوقف عن نثر الضباب حول السياسة الاسرائيلية، في ظل محاولة جر الفلسطينيين الى تفجير المفاوضات. الجمهور في اسرائيل، مثل الفلسطينيين والاسرة الدولية ايضا، من حقهم ان يعرفوا ما هو الموقف الحقيقي لرئيس الوزراء. اذا لم يكن بوسعه او في رغبته ان يدير مفاوضات بصدق وجدية، من الافضل ان يعترف بذلك منذ الان. وذلك لان تبديد متأخر للوهم ايضا من شأنه أن يكون له ثمن امني واقتصادي باهظ.