خبر ستار دخان- يديعوت

الساعة 10:35 ص|28 يناير 2014

ستار دخان- يديعوت

بقلم: اليكس فيشمان

(المضمون: هل قصفت اسرائيل مدينة اللاذقية في سوريا أول أمس؟ ليس ذلك واضحا الى الآن، لكن من المحتمل أن تبادر احدى وسائل الاعلام الامريكية الى فضح سر ذلك - المصدر).

 

لا حاجة الى قضم الاظفار في انتظار يرهق الاعصاب الى أن نعلم هل قصفنا مخازن سلاح في ميناء اللاذقية في سوريا. لأنه اذا كان سلاح الجو قد عمل في سوريا في الايام الاخيرة فسنحصل عن ذلك – في غضون يوم أو يومين – على معلومات دقيقة من واحدة من وسائل الاعلام المركزية في الولايات المتحدة. لأن هذا الرسم أصبح يتكرر: فهو يبدأ بمعلومات عن طلعات جوية مكثفة لسلاح الجو الاسرائيلي في سماء لبنان ثم يكون تقرير عن انفجارات غامضة في منشأة عسكرية سورية – وينتهي ذلك الى تسريب أنباء مباشر من وزارة الدفاع الامريكية يُبين أي الجهات قصفت بالضبط ولماذا قصفت وكم وكيف.

 

تُبلغ اسرائيل على نحو عام الولايات المتحدة في وقت قريب من تنفيذ الهجوم. ويظهر ذلك البلاغ في ملخص الاستخبارات اليومي في وزارة الدفاع الامريكية، وينزل الى مستويات عمل واسعة الانتشار، وآنذاك يتم انتظار تسريب متعمد من ذلك التقرير الى وسائل الاعلام الامريكية.

 

وقد وُجد الشرطان الأولان من هذا الرسم المكرر في هذا الاسبوع، فقد كانت تقارير عن طلعات جوية مكثفة في سماء لبنان وكانت تقارير عن تفجيرات في اللاذقية. لكن من الصحيح الى الآن أنه ليس من المؤكد أن يكون للامريكيين ما يسربونه لأن الضباب حول هذه الحادثة ما زال يريح الجميع الى الآن. فسكوت اسرائيل يحفظ ويخدم صورتها الرادعة ومن المؤكد أن السوريين ليس عندهم ما يفخرون به.

 

في هذه المرة ايضا ستكون تقارير المعارضة السورية عن الهجوم – الذي وقع أو لم يقع – مصنوعة من المواد الصحيحة، وتتكرر مرة اخرى قصة هجوم أشباح من الجو لأنه لم يوجد انذار قبل ولم توجد أية بصمة رادار بعد، ولم تعد قدرات سلاح الجو الاسرائيلي – بواسطة النظريات القتالية وبوسائل تقنية ايضا – على تنفيذ عمليات جراحية صامتة من هذا النوع، لم تعد سرا. ومن المنطق أن نفرض أن يكون خبراء سوريون وايرانيون مشغولين بمحاولة حل لغز هذه القدرات – دون نجاح زائد.

 

إن اهداف الهجوم في منطقة اللاذقية منطقية تماما، فثم مخازن للجيش السوري تقع في قلب المنطقة العلوية، بالقرب من الميناء المركزي الذي تمر منه المعدات العسكرية السورية والايرانية الى داخل سوريا وبعضها الى لبنان ايضا. وقد أُبلغ قبل اشهر معدودة عن أمر هجوم اسرائيلي على مخازن كانت تحتوي على صواريخ مضادة للطائرات من طراز إس.إي8 في هذه المنطقة.

 

اجل، يمكن أن نفرض أن الاهداف التي تفضلها اسرائيل هي أولا صواريخ وقذائف صاروخية دقيقة بعيدة المدى. وبين عشرات آلاف القذائف الصاروخية والصواريخ الموجودة اليوم في مخازن سلاح حزب الله يوجد اليوم بضع مئات من القذائف الصاروخية والصواريخ البعيدة المدى ذات قدرة على الاصابة الدقيقة وستهدد اهدافا استراتيجية في مركز البلاد. وجاء في أنباء اجنبية نشرت أن سلاح الجو الاسرائيلي هاجم في الماضي مخازن في منطقة مطار دمشق كانت تحتوي على قذائف صاروخية من طراز فاتح 110، وتعتبر دقيقة نسبيا وتحمل رؤوسا وزن الواحد نصف طن. وكذلك صواريخ إم 600 وسكاد بي وقذائف صاروخية 302ملم هي أهداف تفضلها اسرائيل في المقام الاول. وثم مجال اهتمام آخر لاسرائيل وهو منظومة وسائل الطيران بلا طيارين التي تنقلها سوريا الى لبنان والتي هي تهديد لاسرائيل ايضا، بحسب مصادر اجنبية. وقد نشر مؤخرا فقط أنه يوجد لسوريا وسائل من هذا النوع من المؤكد أنها تثير اهتمام حزب الله واسرائيل ايضا.

 

في بداية الشهر تبجح أحد قادة حزب الله في صحيفة "الرأي" الكويتية بقدرات حزب الله على الاضرار بحرية الملاحة الاسرائيلية والتشويش على عمل سلاح البحرية الاسرائيلي. وقال إن الساحلين السوري واللبناني جميعا وطولهما 400 كم قُسما الى قطع كل واحدة منها طولها 50 كم ونشرت في كل قطعة منها صواريخ ساحل – بحر من طراز سي 802 وصواريخ يحونط.

 

ينقل الايرانيون والروس الى سوريا معدات عسكرية كأنه لا يوجد حظر ولا حرب اهلية. وينقل جزء من هذه الوسائل الى لبنان، ولا فرق اليوم في الحقيقة بين المعدات التي تصل الى سوريا والمعدات التي تصل الى حزب الله، وكل ذلك في جريان.

 

ففي هذه الحال فانه اذا لم يكن سلاح الجو هو الذي قصف سوريا أول أمس، فسيحدث ذلك غدا.