خبر أحد ما ذعر- معاريف

الساعة 10:33 ص|28 يناير 2014

بقلم: نداف ايال

(المضمون: للحقيقة، حسن انه لا توجد مفاوضات حقيقية مع الفلسطينيين. فمع لاعبي قمار كهؤلاء كان يمكن لهذا ان ينتهي بدولة من البحر حتى النهر – للفلسطينيين - المصدر).

 

إذن ما الذي كان لنا؟ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي قال في دافوس انه لن يخلي اي اسرائيلي من بيته، واحد لن يقتلع. أقول كهذه قيلت في الماضي وبالعبرية، ولكن في اسرائيل 2014 فان العرف العادي هو التصرف مثل ياسر عرفات في 1994: قول امور مختلفة بالعبرية وبالانجليزية. الاسرة الدولية، المستاءة والمشوشة من الرسائل المتضاربة للقدس، تهرع. فلعل هذه المرة بيبي يقصد ما يقول؟ اذا كان نعم، فلا توجد اي مسيرة سياسية.

أحد ما ذعر؛ فلهذا فان مكتب رئيس الوزراء يجد طريقا لان يشرح بهدوء – على ما يبدو للمراسلين الاجانب، وليس لهم فقط. فعندما يعد بنيامين نتنياهو فان احدا لن يقتلع، فانه عمليا يعلن عن رغبته في أن تبقى المستوطنات في سيادة فلسطينية.

 

مفهوم ان هذه الفكرة مدحوضة من اساسها – فلو كان ابو مازن ذكيا بما يكفي لقال ببساطة "حسنا" ويرى كيف يبدأ المستنقع الاسرائيلي يعتور بسيناريوهات الرعب (المبررة) على مستقبل مستوطني يتسهار، بعد دقيقة من اخلاء الجيش الاسرائيلي. دقيقة؟ ثلاث ثوانٍ.

 

إذن هذا هو سبيل من ذعر من أن يظهر في واقع الامر مستعدا للحل الوسط. غير أن الان يلاحظ نفتالي بينيت فرصة نادرة. اخوان اقوياء في الفيسبوك. فبينيت يعرف بان نتنياهو يخدع، وهو يعرفه جيدا ويفهم بانه لا يمكن لاي رئيس وزراء اسرائيلي أن يترك مستوطنة اسرائيلية واحدة في السيادة الفلسطينية. والنتيجة لن تكون لجنة تحقيق بل محاكمة جنائية. ولكن بينيت يلاحظ جانب التنازل (الوهمي) ولهذا فانه يهجم بعبارة "فقدان الوعي القيمي".

 

نحن في الدقيقة الـ 88 من المباراة، بيبي ركل الى العارضة وهو يعتقد ان بعد قليل سيسجل هدفا ويثبت للعالم الوجه الحقيقي لابو مازن الذي لا يريد مواطنين يهود محافظين على القانون – لندع جانبا بؤر "شارة الثمن" الاستيطانية – في دولته الفتية. ولكن ماذا؟ بينيت اختطف الكرة وادخل لبيبي هدفا مع "فقدان الوعي". هذا بالذات ليس سيئا – فالهجمات من اليمين يمكنها أن تساعد رئيس الوزراء في اعطاء الانطباع وكأن خطته حقيقية، وكأنه يؤمن بها. بينيت يمنح بعدا من المصداقية لموضوع غير مصداق على الاطلاق. هناك حاجة فقط الى بعض الاعصاب القوية، وبعد لحظة يعانق نتنياهو كمن يقف بشجاعة امام اليمين من اجل المسيرة السياسية. اعصاب قوية؟ بخ، مثلما يكتب اخوان بينيت في الفيسبوك. احد ما ذعر مرة اخرى.

 

ذعر كثيرا، ذات الاحد ما. وهو مذعور، وفي منتصف الليالي ينشر باسمه بيان مفزوع: بينيت يمس "مسا عديم المسؤولية الوطنية بخطوة تحاول الكشف عن الوجه الحقيقي للسلطة الفلسطينية (...) بينيت يمس بمحاولة رئيس الوزراء الاثبات بان رافضة السلام الحقيقية هي السلطة الفلسطينية". وبكلمات اخرى: لم نقصد بجدية، مجرد قلنا. وكان هذا فقط كي نكشف الاكاذيب الفلسطينية. نحن حقا لا نعتزم اي مستوطن. أوي، أوي، أوي، بينيت حطم لنا الاحبولة.

 

للحقيقة، حسن انه لا توجد مفاوضات حقيقية مع الفلسطينيين. فمع لاعبي قمار كهؤلاء كان يمكن لهذا ان ينتهي بدولة من البحر حتى النهر – للفلسطينيين.