خبر لن نتحرك من هنا- معاريف

الساعة 10:29 ص|28 يناير 2014

بقلم: غيرشون مسيكا

رئيس مجلس اقليم السامرة

(المضمون: من يعتقد ان اقتلاع غوش قطيف كان كابوسا مستمرا، فليستعد للتفكك الشامل للدولة - المصدر).

"معظم الاسرائيليين يوجدون في الكتل وهم سيبقون في بيوتهم، بالنسبة للباقين سيتعين علينا أن ندير حوار"، قالت وزيرة العدل تسيبي لفني في احدى المقابلات معها، وهكذا حاولت مرة اخرى ترك الاحساس الذي تحاول منظمات اليسار غرسه وكأنه يسكن خارج الكتل اسرائيليان ونصف في مقطورة مع عنزتين.

وها هي الاخبار، لحضرتك، يا تسيبي لفني، ولكل من ليس مطلعا على آخر المعطيات: بالفعل، الاغلبية من اصل 400 الف اسرائيلي يعيشون اليوم في المناطق يتواجدون خارج الكتل الاستيطانية. الاخبار المفاجئة لكِ هي أن عدد اولئك الذين هم خارج الكتل يتراوح بين 130 و 200 ألف نسمة. والفارق هو في المكان الذي تعتزم فيه وزيرة العدل وشركاؤها رسم خط "الكتل". فلصالح من لا يعنيه هذا الرقم نضيف ان في رعنانا يعيش 69.108 نسمة وفي كفار سابقا 87.35 نسمة. بمعنى، ذات الاقلية القليلة وغير الملموسة هي ضعفان – ثلاثة اضعاف من سكان رعنانا وضعفا سكان كفار سابا. والان الى تمرين في الخيال الموجه: تعالوا نتخيل ابعاد سكان رعنانا من بيوتهم الفاخرة. الان تعالوا نتخيل ذات الابعاد مرتين فقط. هكذا بالضبط سيبدو ابعاد عشرات الاف الاشخاص عن بيوتهم في تلك المناطق التي تسمى "خارج الكتل الاستيطانية". من يعتقد ان اقتلاع غوش قطيف كان كابوسا مستمرا، فليستعد للتفكك الشامل للدولة.

 

"فقط" 8 الاف شخص ابعدوا عن بيوتهم قبل ثماني سنوات من مستوطنة غوش قطيف وشمالي السامرة. نصفهم يعيشون حتى اليوم في مقطورات. الكثيرون تضرروا نفسيا من العملية، ونسبة الاصابة بالامراض القاسية تضاعفت. وكلف هذا الحدث الدولة بشكل مباشر وغير مباشر عشرات المليارات.

 

وهنا أقدم اعترافا: أنا أسكن خارج تلك الكتل الاستيطانية، في مستوطنة الون موريه. احدى المستوطنات القديمة في المناطق. ابناء الجيل المؤسس الذين وصلوا شبانا واقوياء، لا يزالون اقوياء، ولكن بات لديهم احفاد يربونهم هنا. بودي أن اقول بصوت واضح: نحن وبيوتنا لسنا دمى على طاولة العاب وزيرة فاشلة سجل في طالحها تأييد مركزي للمصيبة الوطنية للفرار من غزة وقرار الامم المتحدة 1701 الاشكالي، الذي ثبت هزيمة اسرائيل في نهاية حرب لبنان الثانية. نحن نتلقى هنا في الطرق كل يوم وكل

 

ساعة الحجارة، الزجاجات الحارقة واطلاق النار، وعلى الرغم من ذلك فاننا لن نتحرك من هنا. في ظروف غير سهلة نربي هنا جيلا فاخرا لدولة اسرائيل. لن نكون أدوات لعب في ايديكم. نحن هنا كي نبقى، على أرض ابائنا واجدادنا، في الاماكن التي سار فيها أبونا ابراهيم، في المكان الذي سكنت فيه ممالك يهودا واسرائيل، عدنا الى بلاد ابائنا واجدادنا.

 

نحن هنا الان نرى في عيوننا، من بيوتنا التي تقع على قمم الجبال في السامرة، كل القاطع الضيق الذي يتجمع فيه معظم سكان الدولة بين حيفا وعسقلان، ونمنع باجسادنا تحول اسرائيل الى غيتو مكتظ وميؤوس من حياته يعيش في قاطع ضيق على طول شاطىء البحر، ويخضع لرحمة الارهاب الذي يتحكم به من فوق. وبالمناسبة، فان اغلبية كبيرة من مواطني الدولة تعرف وتعترف بذلك مما يفسر القوة السياسية المحدودة للفني.

 

بالفعل سيدتي الوزيرة، تعلمي المعطيات، وانقلي الرسالة الى رفاقك. دولة اسرائيل لن تطرد 130 ألف شخص من بيوتهم. ولا حتى 50 الف. رفاقك خلف البحر مدعوون لان يجربوا هذه الفكرة في بلادهم ويرووا لنا كيف كان هذا.