خبر المجاهد زياد النخالة وسياسة الكيل بمكيالين.. الدكتور سمير صالح

الساعة 08:43 ص|28 يناير 2014

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في بيانٍ لها أنها أدرجت اسم المجاهد زياد النخالة ضمن قائمة الشخصيات والمنظمات الإرهابية لمواقفه المناهضة للاحتلال الصهيوني , كان ذلك مساء يوم الخميس الموافق 23-1- 2014 م.

هذا القرار يعتبر قرارا ًجائراً ومجحفاً بحق هذا القائد الرباني , واتهامه بالإرهاب يعد زوراً وبهتاناً , لأنه من أنصار الحرية وحقوق الانسان فهو الأكثر تمسكاً بحقوق شعبه الفلسطيني المسلوبة.

الولايات المتحدة هي أكثر دول العالم صخباً وضجيجاً بالحديث عن حقوق الإنسان , كما أنها الدولة الأكثر استخداما لورقة حقوق الإنسان في سياستها الخارجية , إلا أنها على صعيد الممارسة الفعلية تعد الدولة الأخطر على مر التاريخ التي انتهكت وتنتهك حقوق الإنسان. فالإمبراطورية الأمريكية منذ نشأتها اتخذت من حقوق الإنسان لافتة وستار لارتكاب أبشع ممارسات انتهاكات الإنسان في تاريخ البشرية .

وقد دفعت هذه المفارقة الصارخة احد المحللين الامريكيين الى القول بأن الولايات المتحدة أكثر الإمبراطوريات دموية في التاريخ , وكانت هي الأكثر بين نظيراتها في استخدام حقوق الإنسان كمبرر لتلك الدموية غير المسبوقة.

وقد ذهب المفكر الأمريكي ناعوم تشومسكي الى القول أنه " من وجهة النظر القانونية فإن هناك ما يكفي من الأدلة لاتهام كل الرؤساء الأمريكيين منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم بأنهم مجرمو حرب , أو على الأقل متورطون بدرجة كبيرة في جرائم حرب ".

لن اسرد تاريخ المجاهد ابو طارق فهو غنى عن التعريف ولكن السؤال المركزي لماذا أدرجته الولايات المتحدة على قائمة الارهاب ؟

تحاول الولايات المتحدة بإدراجها اسم المجاهد ابو طارق ضمن قائمة الإرهاب الدولي أن ترضي اسرائيل فهي تتعامل بدبلوماسية كبيرة مع الكيان الصهيوني , وتصف أركانه بعد كل اجتياح وتدمير وقتل تتعرض له الأراضي  الفلسطينية بأنهم دعاة سلام , حتى انها وصفت في يوم من الايام شارون رئيس وزراء الكيان الصهيوني بأنه من أكبر دعاة السلام في المنطقة , وبقي ان ترشحه لجائزة نوبل للسلام , وكذلك اليوم في عهد أوباما تصف المدافعين عن حقوق شعوبهم بالإرهاب وتكيل المديح لعتاة اليمين الصهيوني , في سقوط غير مسبوق في وحل الانحياز غير المعقول , والذي بموجبه أضحى الفلسطينيون هم الجلاد والصهاينة هم الضحية.

إذا كانت الولايات المتحدة راعية السلام العالمي تعلن صراحة انحيازها للصلف الصهيوني , فبدلاً من إدانة اسرائيل على جرائمها اليومية ضد الفلسطينيين , تقوم بتحميل المدافعين عن حقوقهم مسئولية ما يحدث في المنطقة من ارهاب , متجاهلة صلف الصهاينة واحتلالهم للأرض الفلسطينية. بل تصر الإدارة الأمريكية على غيها وتطالب الفلسطينيين بإيقاف العنف والارهاب ووقف الاعتداءات على قوات الاحتلال الصهيوني , وتصف قادة الفلسطينيين أمثال المجاهد رمضان عبد الله شلح والمجاهد ابو طارق النخالة بالإرهاب في تصريح يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك عدم اكتراث هذه الإدارة بردة الفعل العربي , على اعتبار أنها واثقة كل الثقة بأن العرب لن يحركوا ساكناً , فقد تم ترويضهم على التأقلم مع هكذا أوضاع.

والسؤال المطروح إلى متى ستظل أمريكا ماضية في انحيازها غير المنطقي واستهانتها بآدمية المواطن العربي باعتبار المجاهدين والابطال ارهابيين في موقف غابت عنه التصريحات والتنديدات الفلسطينية والعربية ؟.

هل آن الأوان أن تتخذ الفصائل الفلسطينية والدول العربية مواقف أكثر صرامة وحزم حيال الانحياز الأمريكي لإسرائيل على حساب قضية العرب المصيرية القضية الفلسطينية ؟.