خبر إسرائيل تطوّر إمكانياتها النفطية .. حلمي موسى

الساعة 07:10 ص|28 يناير 2014

تزايد الاهتمام باكتشافات الغاز والنفط الإسرائيلية تنقيباً واستخراجاً وتسويقاً. وقد نشرت الصحف الإسرائيلية أمس نبأ توقيع جامعة «التخنيون» في حيفا على اتفاق تعاون مع دائرة الهندسة النفطية في جامعة «ستافنغر» النرويجية. كذلك، وفي أعقاب إعلان قبرص عن استدراج عروض لشراء غاز طبيعي بقيمة ثلاثة مليارات دولار، يبدو أن شراكة حقل «لفيتان» ستكون صاحبة الفرصة الأكبر للفوز بالعرض.

ومن المتوقع أن توقع في الأيام القريبة جامعة «التخنيون» على اتفاق التعاون مع الجامعة النرويجية لتخريج مهندسي نفط إسرائيليين بعدما صارت اكتشافات الطاقة الإسرائيلية حقيقة واقعة. وبحسب ما نشر، فإن جامعة «ستافنغر» النرويجية وقعت على اتفاق التعاون، الذي يشمل تقديم منح للإسرائيليين لنيل شهادة الدكتوراه في هندسة النفط فيها. وتقدر كل منحة بحوالي 75 ألف دولار سنوياً لكل طالب، وتغطي تكاليف الدراسة والإقامة.

وأبلغ رئيس غرفة تجارة إسرائيل - النرويج، رجل الأعمال أورني آيزكسون صحيفة «غلوبس» الاقتصادية أنه يبحث في هذه الأيام بين إسرائيل والنرويج فكرة قيام مخضرمي صناعة النفط النرويجية بتأهيل عمال إسرائيليين. وتعاني إسرائيل حالياً من واقع أن معظم العاملين في قطاع النفط والغاز الإسرائيلي عمال غير إسرائيليين، حيث لم يكن للجامعات الإسرائيلية اهتمام بهذا القطاع. ولاحظ آيزكسون وجود تقارب مؤخراً بين إسرائيل والنرويج بعد تشكيل الحكومة اليمينية الجديدة في أوسلو، والتي ترفض مقاطعة إسرائيل. وترأس الحكومة الجديدة زعيمة الحزب المحافظ آرنا سولبرغ.

من جهة ثانية، فتحت عملية استدراج العروض القبرصية للطاقة شهية الإسرائيليين، الذين يراهنون باحتمالات عالية على الفوز بعقود تصدير الغاز الطبيعي بقيمة ثلاثة مليارات دولار، التي أعلنتها قبرص. وقد نشرت سلطة الغاز القبرصية (DEFA) في نهاية الأسبوع الماضي طلب استدراج عروض لتزويد قبرص بالغاز الطبيعي لعشر سنوات. والغاز المطلوب مخصص لشركة إنتاج الكهرباء في جنوب الجزيرة وبكمية تتراوح ما بين 0.6-0.8 مليار متر مكعب سنوياً ابتداء من العام 2016. ومعروف أن سكان قبرص يدفعون أعلى فاتورة لاستهلاك الكهرباء في أوروبا لأن الإنتاج يقوم على الديزل. وتعتبر الحكومة القبرصية أن التحول إلى الغاز الطبيعي سيوفر على قبرص ما لا يقل عن 300 مليون دولار سنوياً، وهو مبلغ جيد في ظل الأزمة الاقتصادية القائمة.

وكانت الحكومة القبرصية قد ألغت نتائج استدراج عروض سابقة في نهاية العام 2013 بسبب ارتفاع السعر، نظراً لأن شركة «ITERA» عرضت تزويد الجزيرة بغاز سائل بسعر 14.75 دولاراً للوحدة الحرارية. وفي استدراج العروض الجديد يتوقع أن تشارك شركات دولية كالروسية و«برتش بتروليوم»، وتقدم عروضاً لتزويد قبرص بالغاز السائل. وتأمل قبرص أن تنزل الأسعار في العروض الجديدة إلى بين عشرة و11 دولاراً للوحدة الحرارية، وهو ما لا تستطيع شركات الغاز السائل تقبله لأن السعر العالمي حالياً بحدود 17 دولاراً. وهنا يأتي دور إسرائيل، التي تستطيع إيصال الغاز عبر أنبوب مباشرة للجزيرة من حقل «لفيتان» أو عبر أسلوب الغاز المضغوط، وهو أقل تكلفة.

كما يمكن لإسرائيل أن تزود قبرص بالغاز من حقل «تمار» في ساعات الليل. والمنافس الوحيد لإسرائيل في السوق القبرصي هي مصر، التي تعاني حالياً من نقص حاد جراء تأخر تطوير حقولها الغازية المكتشفة. وإذا نجحت الصفقة الإسرائيلية مع قبرص فستكون هذه هي الصفقة الثانية، التي توقعها إسرائيل لبيع غاز «لفيتان» بعد صفقتها مع شركة كهرباء فلسطينية. ومعروف أن الأردن ستستدرج قريباً عروضاً لتزويدها بالغاز الطبيعي بعد أزمة الغاز المصرية، وهناك احتمالات كبيرة أن يكون الدولة الثالثة التي تشتري الغاز من إسرائيل.

وتجدر الإشارة إلى أن شركة «نوبل إنرجي»، التي تشرف على تطوير حقل «لفيتان»، وتملك حوالي 40 في المئة من أسهمها، أعلنت أن الحقل يحتوي على 18 ترليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، فضلاً عن تقديرها باحتواء الحقل على حوالي مليار برميل من النفط الخام.