النائب عن حركة فتح ماجد ابو شمالة في حوار خاص مع وكالة

حوار أبو شمالة :حماس سترد الأسبوع الجاري على رسالة فتح بشأن المصالحة

الساعة 06:59 ص|27 يناير 2014

غزة-خاص

مشكلة عباس ودحلان أساسها الإجراءات القمعية ضد غزة من قبل حكومة فياض

 يكفينا انقسام وتشرذم ويجب أن يكون هناك مبادرات وعار علينا أن نبقى هكذا

 جهود المصالحة بين عباس ودحلان توقفت

كشف النائب عن حركة فتح ماجد أبو شمالة أن حركة حماس سترسل رسالة مكتوبة إلى حركة فتح خلال الأسبوع الجاري أو القادم على أبعد تقدير رداً على مطالب الرئيس محمود عباس بتشكيل حكومة وحدة وطنية والموافقة على الانتخابات التشريعية والرئاسية.

وأعرب أبو شمالة في حوار خاص وشامل مع "فلسطين اليوم" عن اعتقاده بأن الرسالة ستكون ايجابية.

وأوضح أن مسؤول ملف المصالحة في حركة فتح عزام الأحمد سيزور غزة للاتفاق على الترتيبات بخصوص حكومة الوحدة الوطنية والانتخابات.

وحول المصالحة الداخلية لحركة فتح، قال أبو شمالة أن الحديث عن مصالحة داخلية هو بالتأكيد أمر يعالج داخل الحركة، لافتاً إلى أن البعض يحاول اختزال المشكلة وكأنها شخصية بين الرئيس محمود عباس والنائب محمد دحلان، موضحاً أن حقيقة المشكلة وقعت بين الطرفين قبل أن تكون شخصية.

وقال أن المشكلة بدأت حينما بدأت حكومة رام الله برئاسة سلام فياض باتخاذ إجراءات ضد قطاع غزة من وقف رواتب تفريغات 2005، ووقف الترقيات الخاصة بالموظفين وعدم اعتماد شهداء وجرحى قطاع غزة ووقف الرواتب على خلفية تقارير كيدية، وغير ذلك من القضايا التي تمس المواطن الفلسطيني في قطاع غزة.

وأكد أبو شمالة على رفضه لكل الإجراءات التي اتخذت ضد قطاع غزة وطالب بتعديلها.

وعن المشكلة بين الرئيس عباس ودحلان فأمرها يتعلق بحركة فتح ويجب الاحتكام فيها للنظام واللوائح الداخلية للحركة ونحن نرفضها ونطالب بتعديلها هذه هي جوهر المشكلة. وأما الحديث عن مزاجية في الفصل دون الاحتكام للوائح أمراً غير مقبول.

وفي سياق آخر، نفي ابو شمالة ما تردد عن تشكيل لجنة برئاسته ستعمل على ترتيب أوضاع قطاع غزة وإعادة فتح معبر رفح بصورة تضمن استمرارية عمله بالاتفاق مع الجانب المصري. موضحاً أن معبر رفح لم يرد ذكره ولا أخبار بشأنه. وقال :" نحن بصدد محاولة أو العمل على التنسيق مع الإخوة المصريين من أجل وقف أي إجراءات من شأنها أن تمس بأهلنا في غزة بهدف التخفيف عن أبناء شعبنا. معرباً عن ثقته بأن المصريين لديهم كامل الاستعداد للتخفيف عن أبناء غزة.

إليكم نص الحوار:

س) كيف رأيتم قطاع غزة بعد سبعة أعوام من مغادرته على إثر الانقسام ؟

عدتُ إلى بيتي وأهلي وأحبتي وغمرني أهل غزة بحبهم واحترامهم ، وشعرت بشعور غني عن الوصف، ولا أستطيع أن أصفه، وشعرت بالألم والمعاناة التي يعيشها أهل القطاع، وفي نفس الوقت الرغبة الجامحة لكل شعبنا بإنهاء مرحلة مأساوية وهي الانقسام الذي أساء لقضيتنا وشعبنا وكان في مصلحة أعداء شعبنا وهو الاحتلال "الإسرائيلي".

س) في أي سياق أتت هذه الزيارة وهل جاءت بمهمة رسمية ؟

الزيارة جاءت بناء على قرار رئيس حكومة حماس الأخ إسماعيل هنية (أبو العبد) والتي أعلن فيها عن مبادرة من طرف واحد بالسماح لعدد من الإخوة الذين خرجوا من غزة بعد أحداث الانقسام بالعودة للقطاع ، وإطلاق عدد من المعتقلين ، وكذلك السماح بزيارة نواب غزة إلى القطاع.

ونأمل أن تستمر هذه المبادرات وأن يُسمح بعودة كل أبناء غزة إلى أهله وان يتم إطلاق سراح المعتقلين جميعاً، وبالتالي السماح للنواب للإقامة في غزة وفي وطنهم وبين أهلهم وأيضا الاستمرار في تقديم المبادرات الكفيلة بإنهاء حالة الانقسام. والعمل على فكفكة بعض الأحقاد ومرحلة الكراهية ومرحلة الانقسام البغيض ، وكذلك العمل على تصحيح المسار.

وليس من الخطأ أن يكون هناك محاولة لصلح مجتمعي حقيقي على الأرض يضمن إعادة الحقوق لأصحابها وإنهاء ما تعرض له كل فلسطيني من الظلم والاضطهاد والاعتداء على الممتلكات.

وأملنا أن تبدأ غزة بمرحلة جديدة من إطلاق الحريات والمباشرة في إجراء الانتخابات في البلديات ومجالس الطلبة وكل المؤسسات والنقابات حتى نبدأ بمرحلة تفتح المجال أمام كل التنظيمات لممارسة حرية العمل السياسي وأيضا لمشاركة حقيقية في قطاع غزة. لأن أهل غزة شركاء في الألم والمعاناة والمصير والدم وأبناء وطن ودين واحد، وبالتالي يجب أن نكون شركاء في بناء مستقبلنا. ويكفي المعاناة ويكفي أن هناك أجيالاً من الخريجين الذين لا أمل أمامهم ولا مستقبل بالعمل وبناء أسر والمقدرة على أن يكون عضواً فاعلاً في المجتمع.

وأعتقد انه يجب أن نبحث معاً بما أنه أننا شركاء في الالم والمعاناة والنضال يجب أن نكون شركاء في رسم مستقبل أجيالنا القادمة وهذا لا يمكن إلا بإتاحة الحريات السياسية وفق القانون والشراكة الحقيقية في الجامعات والبلديات والمعاهد والمؤسسات والنقابات وكل مناحي الحياة اليومية للواقع الفلسطيني. ويكفينا انقسام وتشرذم ويجب أن يكون هناك مبادرات. وعار علينا أن نبقى هكذا وشعبنا يعاني من كل أصناف سوء الحياة وعدم المقدرة على الحياة الكريمة في واقع مؤلم ومؤسف فرضته حالة الانقسام .

س) كيف تفسر عدم وجود مبادرات في الضفة الغربية رداً على مبادرة هنية؟

اذا أردنا أن نتعامل وكأننا طرفين هذا بالتأكيد من وجهة نظري خاطئ، لأن واقع الضفة مختلف تماما عن غزة، عندما نتحدث عن نموذج للشراكة الحقيقية .

وأعتقد أن المقارنة يجب ألا تكون بالضفة الغربية يجب أن نقارن أنفسنا بما يحدث حولنا في العالم .. نبحث عن نماذج يستطيع الناس أن يتعايشوا معها وان يرسموا معا مصيرهم ومستقبلهم.

فواقع الضفة لا أشعر بالألم الذي يعيشه شعبنا في الضفة .. فنسبة البطالة أقل والكهرباء موجودة والمياه موجودة. ومشاكلها أقل بكثير عن غزة. وأنا لا أتحدث ذلك بمنطق أنه يجب عدم المبادرة من قبل الإخوة في الضفة بالعكس أطالب بالمبادرة والمبادرات الايجابية وإطلاق سراح معتقلين.

ومن يريد أن يكون نموذجاً رشيداً للحكم يجب أن يشكل ذلك بمشاركة سياسية على الأرض بعيداً عن مقارنة نفسه بالضفة أو غيرها.

س) البعض يقول أن حركة فتح بحاجة إلى مصالحة داخلية قبل المصالحة مع حركة حماس.. ما رأيك في هذه الأقوال ؟

اولاً/ اعتقد ان الحديث عن مصالحة داخلية هو بالتأكيد أمر داخل الحركة . ولكن الإشكالية أحيانا هو أن البعض يحاول اختزالها وكأنها شخصية بين الرئيس محمود عباس والأخ محمد دحلان ، ولكن حقيقة المشكلة أنها ليست كذلك، فالمشكلة وقعت قبل المشكلة الشخصية بينهما.

فالمشكلة بدأت حينما بدأت حكومة رام الله برئاسة سلام فياض باتخاذ إجراءات ظالمة ضد قطاع غزة من وقف رواتب تفريغات 2005، ووقف التوظيف عن غزة، ووقف الترقيات للموظفين، وتلا ذلك مجموعة كبيرة من القرارات من عدم اعتماد شهداء غزة وجرحى غزة ووقف الرواتب على خلفية تقارير كيدية. ونحن نرفضها ونطالب بتعديلها. وهذه هي جوهر المشكلة الحقيقية.

أما مشكلة الأخ ابو فادي وأبو مازن هذا يتعلق بحركة فتح لأنه داخلي، ويجب الاحتكام فيه للنظام واللوائح الداخلية للحركة. واما الحديث عن مزاجية في الفصل من الحركة دون الاحتكام للوائح الداخلية فهذا غير مقبول ويجب أن ينتهي الأمر عند هذا الحد.

والأساس يجب وقف كل الإجراءات الظالمة بحق موظفي غزة وأهلها حتى ننهي أي محاولة لتكريس الانقسام.

س) قيل أن هناك جهوداً عربية لحل الخلاف بين الرئيس عباس والقيادي محمد دحلان .. إلى أين وصلت هذه الجهود ؟

الجهود توقفت لأنه كما ذكر الأخ سمير المشهراوي كان هناك التزام بعدم إجراء محاكمة للأخ رشيد أبو شباك ، لكننا فوجئنا باجراء المحاكمة كاملة في غضون ساعتين وإصدار الحكم وهذا الأمر عكس صورة سلبية عن كل الموضوع ووقفت كل الإجراءات بعد هذا القرار.

وأأمل أن تتجدد هذه الوساطات وأن نصل إلى إنهاء المشكلة الداخلية بين الأخوين، ولكن كما ذكرت أن أساس المعضلة في داخل الحركة هو مجموعة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة ضد أهل غزة.

س) هل تعتقد أن المصالحة بين فتح وحماس ممكنة في هذه الأوقات ؟

ما أعرفه من الأخ عزام الأحمد مسؤول ملف المصالحة في حركة فتح بأنه تم توصيل رسالة من قيادة حركة فتح لحركة لحماس حول التصريحات التي أدلى بها الأخ اسماعيل هنية أبو العبد والتي وافق بموجبها على تشكيل حكومة وإجراء الانتخابات ومطلوب رد رسمي مكتوب من حركة حماس، وحتى الآن لم يصل الرد.

ولكن من المتوقع أن يصل الرد خلال هذا الاسبوع أو الأسبوع القادم على أبعد تقدير . وإذا كان بالموافقة على الأمر سيأتي عزام الأحمد والتنفيذ مباشرة . وأملنا أن يتم انهاء هذه الصفحة السوداء.

س) ومن خلال لقاءاتك مع قيادات حماس في غزة .. كيف تتوقع أن يكون الرد؟

تقديرات الأخوة في حماس أنه سيكون رد خلال الأسبوع الجاري وأعتقد أنه رد إيجابي.

س) علاقة غزة بمصر يشوبها التوتر .. هل سيكون لكم دور في تصويب الأوضاع والعلاقات ؟

نحن بصدد محاولة أو العمل على التنسيق مع الإخوة المصريين من أجل وقف أي إجراءات من شأنها أن تمس بأهلنا في غزة. وبالتالي نحن نسعى بكل ما نستطيع التخفيف عن شعبا، ونأمل أن نوفق وان نستطيع أن نضمد جراح أبناء غزة. ونحن على ثقة أن الأشقاء المصريين لديهم كامل الاستعداد للتخفيف عن أبناء غزة ولكن كما ذكرت يجب ترتيب الأمر، وأملنا أن يتم ترتيبه بسرعة.

س) قيل أن هناك لجنة تم تشكيلها وأنت من يرأسها ستعمل على ترتيب أوضاع قطاع غزة وإعادة فتح معبر رفح بصورة تضمن استمرارية عمله بالاتفاق مع الجانب المصري؟

لا صحة لهذا الكلام بالمطلق، هناك لجنة التكافل اللجنة الوطنية والإسلامية للتكافل والتنمية وهذه اللجنة قامت بعدد كبير من النشاطات التي ساعدت شعبنا على مدار العاملين الماضيين وفيها نواب من حركة فتح وحماس ومن القوى الوطنية الأخرى كالشعبية والجهاد الإسلامي. ونحن نحاول ونبذل جهود كبيرة لمساعدة أبناء شعبنا.

س) وماذا بخصوص معبر رفح البري؟

موضوع المعبر حتى الآن لم نتحدث في الامر، ولا يوجد أخبار بهذا الشأن.

س) السلطة تفاوض اسرائيل وكل المؤشرات تؤكد أن الفشل حليف هذه المفاوضات .. برأيك ما الحل لانتزاع الحقوق الفلسطينية من اسرائيل ؟

باعتقادي هذا الامر سابق لأوانه والسلطة إذا فشلت في الوصول لحل ستتوجه لكل المنظمات الدولية وتلتحق بعضوية كل المنظمات الدولية وستنقل المعركة إلى الامم المتحدة ومؤسسات الامم المتحدة واعتقد أن هذا سيشكل عبئ وخطر كبير جدا على الاحتلال ولكن دعنا أن لا نستبق الأمور وننتظر النتائج.