خبر متى يعود إعلامنا … إعلاماً؟! ::الصحافي شمس شناعة

الساعة 07:40 ص|25 يناير 2014

كان للإعلام الفلسطيني على الدوام دوراً مهماً ومتميزاً في المشروع التحرري الفلسطيني وفي مواجهة عربدة الاحتلال ومخططاته، وبرهنت كل المواجهات الفلسطينية مع المحتل الغاصب على أهمية الدور الذي تلعبه عدسة الصحفيين وأقلامهم في مواجهة الدعاية والحرب النفسية والأخبار المفبركة، ولا نجافي الحقيقة لو قلنا أن الإعلام هو الذي حسم آخر معركتين مع الصهاينة لصالح المجموع الوطني الفلسطيني، ويمكننا القول بفخر وباعتزاز أن الصحفي الفلسطيني، سواء من يعمل لصالح وسيلة إعلام عربية أو أجنبية، كان أحد أبطال المعركة وواجه بشرف آلة المحتل في مناطق العمليات الساخنة وانتصر بالصورة والصوت وتمكن من فضح جيش المحتل وجرائمه.

ليس مستغرباً إذن أن الإعلاميين الفلسطينيين قد ارتقوا مواقع متقدمة في الجسم القيادي للثورة الفلسطينية المعاصرة، ولا يخلو فصيل فلسطيني من وجود إعلاميين في المواقع القيادية الحساسة، وكان لهم سبق الريادة في الإعلام الفضائي العربي، ولا ينكر أحد حضور الصحفي الفلسطيني في صدارة المشهد الإعلامي العربي، إلى جانب عشرات الجوائز الدولية التي يحصدها صحفيون فلسطينيون كل عام.

إن إعلاماً مميزاً كإعلامنا الفلسطيني (من ناحية الأداء الفردي للصحفيين) يستحق بناء نقابي متين وصلب ونوعي، نقابة تمثل في هيكلها وبنائها أحد معالم المجتمع المدني الفلسطيني، تملك القدرة على الدفاع عن أعضائها وتتبنى قضاياهم وتلبية احتياجاتهم، لكن فلسطين ما تزال تعاني من رهانات الحزبية المقيتة ومصالح الجهات التي تتحكم في أرزاق المواطنين في شقي الوطن، وهو أمر يحتاج من الجسم الصحفي بناء منظومة دفاع وحائط صد قوي للتصدي لمحاولات تقييد الإعلام أو وضعه ضمن قوالب النفاق السياسي.

إن الحاجة إلى نقابة صحفيين قوية هي حاجة مشروعة وملحة في ذات الوقت، وهي ليست مطلباً ترفيهياً أو ترفياً، حيث ينبغي على الإعلام الفلسطيني أن يلعب دوراً لإيقاظ السياسيين من غفوتهم قبل أن يبتلعنا غول الانقسام وينقضي أمر قضيتنا الوطنية محفوظاً في أرشيف الثورات الفاشلة.

رسالة الإعلام الفلسطيني يجب أن تكون وطنية بحتة، ولا مكان فيها للحزبية، وبالتالي نحتاج جسماً يجيد الدفاع عن أعضائه وحمايتهم إن وجب الأمر، جسمٌ يبتعد عن التشرذم والفئوية البغيضة، يجعل من المهنية والموضوعية عنواناً لدوره وأدائه في كل المحافل. ا

لإعلام الفلسطيني يجب أن يكون بمثابة “البيت الصحفي” للجميع، ولا ينبغي على أعضائه أن ينتصروا لأجهزة الأمن التي تتبع الحركات التي ينتمون لها، فإذا “برّر” صحفي أفعال رجل أمن يتبع فصيله فهذه بمثابة وصمة عار في جبينه وإنتكاسة لمفاهيم “الدقة والموضوعية والحياد”، نريد إعلام فلسطيني يجرّم ثقافة السباب والشتائم ويعتبرها من “المحرمات” صحفياً، ونريد إعلام يتمثل فيه الكل الوطني، ويكون ضمانة لرفع الظلم الذي تعرض له مئات الإعلاميين وعشرات المؤسسات الإعلامية في ظل أجواء الانقسام البغيض، إعلام يفخر الصحفي الفلسطيني بالانتماء له والتعويل عليه في مواجهات مستمرة بين من يمتهنون الكلمة وبين من يريدون لنا صمتاً أبدياً.