خبر فليسقط السلام، ولتعش الحرب القادمة - هآرتس

الساعة 09:13 ص|24 يناير 2014

ترجمة خاصة

 فليسقط السلام، ولتعش الحرب القادمة - هآرتس

بقلم: نحمايا شترسلر

(المضمون: بينيت يتنكر للواقع. وهو لا يريد ان يفهم بان الزمن يعمل في طالحنا. كل يوم يمر مع الاحتلال يمس بمكانتنا في العالم الى أن يخضع الرأي العام الزعماء ويجبرهم على ان يفرضوا علينا المقاطعة والعقوبات على نمط جنوب افريقيا - المصدر).

ضربنا بنيامين نتنياهو بالاسواط ونفتالي بينيت بالعقارب. فقد درج نتنياهو على القول ان لا صلة بين وضعنا السياسي ووضعنا الاقتصادي ويمكن لنا أن ننمو حتى دون اتفاق مع الفلسطينيين. اما بينيت فالتف عليه بسهولة. وهو يقول ان انعدام الاتفاق افضل من الاتفاق وان الاقتصاد الاسرائيلي نما وترعرع بالذات عندما وقفنا صامدين امام الفلسطينيين ولم نتنيازل عن شيء، "الدولة الفلسطينية ستحطم الاقتصاد الاسرائيلي"، قال متوعدا.

أقواله هذه هي جزء من الكفاح الذي يديره ضد مئة من رجال الاعمال الذين نشروا نداء لتحقيق الاتفاق: "العالم بدأ يفقد الصبر، والتهديد بالعقوبات على اسرائيل يتصاعد كل يوم... اذا كانت اسرائيل تريد مستقبلا افضل واستمرار النمو، فاننا ملزمون بالوصول الى اتفاق".

انهم يعرفون ما يقولون. ففي الاشهر الاخيرة طرأ تفاقم جوهري في المقاطعات والعقوبات التي تفرض علينا من جانب دول، شركات، مؤسسات ومنظمات مستهلكين. "وهم يخشون على اعمالهم التجارية وعلى الجمهور ان يخشى من الركود، البطالة والازمة الشديدة.

ان انتهاك العقود مع شركات اسرائيلية، سحب استثمارات والغاء صفقات اصبحت "النبرة السائدة" في اوروبا. وتتصرف الحكومات على هذا النحو، وكذا صناديق الاستثمار والشركات الخاصة. وتقطع مجالس الادارة العلاقات التجارية مع شركات اسرائيلية لها صلة ما بالاعمال في المناطق، بدعوى ان الاحتلال يتعارض مع قيم الاخلاق والعدل.

ولكن بينيت لا يتأثر. وهو لن يخضع للاغيار "اللاساميين". وهو سيعلم اوروبا درسا ويتركها للاهات، حتى قبل أن تتركه. المانيا، فرنسا وايطاليا ترتعد خوفا.

لا يهمه أن اوروبا هي شريكنا التجاري المركزي، ولا تؤثر فيه كل اتفاقات البحث والتطوير، العلوم والتعاون. لا مشكلة له في أن يلقي باوروبا الى سلة المهملات وينتقل الى الصين والهند – وكأنهم هناك ينتظرونه مع اتفاق "هورايزن 2020" على عجل.

ولكن ذروة بينيت هي في القول ان وضعنا الاقتصادي كان الافضل عندما لم تكن اي مسيرة سياسية. ينبغي ان نذكره باتفاق اوسلو في ايلول 1993 الذي غير تماما وجه الاقتصاد الاسرائيلي، الاتفاق الذي خلق نموا مذهلا من 7 في المئة مع انخفاض حاد في البطالة. المقاطعة العربية الغيت، وتحولت اسرائيل من دولة منبوذة الى دولة مطلوبة. وفود من ارجاء المعمورة غمروا الاقتصاد، ومركز المعارض في حدائق المعارض في تل ابيب انهار تحت عبء المؤتمرات الدولية. شركات دولية تنافست في ما بينها من منها ستستثمر هنا افضل، واجمالي الاستثمارات في الاقتصاد ارتفع من 200 مليون دولار في السنة الى 5 مليار! للمرة الاولى في تاريخ الدولة وصلت الى هنا وفود رسمية من اليابان، اندونيسيا والهند. وفي المرة الاولى، شركات كبرى مثل نستلة يونيلفر، دنونه، بابسيكو، كابل آند وورلز، كامبرلي – كلارك ومكدونلز استثمرت في اسرائيل. ومصانع افتتحت، مجمعات تجارية بنيت، والاقتصاد صار يغلي بالنشاط.

دول عديدة استأنفت علاقاتها الدبلوماسية مع اسرائيل. وبعض من الدول العربية فتحت هنا ممثليات اقتصادية: مثل عُمان، قطر، تونس والمغرب. ولكن من ناحية بينيت، كل هذا لم يكن ولم يحصل. كل المعطيات الممتازة هذه لحكومة اسحق رابين شطبت لديه تماما من الذاكرة.

بينيت يتنكر للواقع. وهو لا يريد ان يفهم بان الزمن يعمل في طالحنا. كل يوم يمر مع الاحتلال يمس بمكانتنا في العالم الى أن يخضع الرأي العام الزعماء ويجبرهم على ان يفرضوا علينا المقاطعة والعقوبات على نمط جنوب افريقيا. دون خطوة تاريخية، دون قفزة كبيرة، سنواصل التدهور في المنحدر السلس الى أن نحصل على انتفاضة ثالثة، صواريخ على وسط البلاد، ومقاطعة عالمية كله معا.