خبر صفقة مُخزية- يديعوت

الساعة 09:59 ص|21 يناير 2014

 

صفقة مُخزية- يديعوت

بقلم: يارون لندن

(المضمون: كلما كثر الاشخاص ذوو الثراء والتأثير الذين يحيطون بحاخام من المرشدين المعلمين كثرت كمية المعلومات الاعمالية والسياسية المجتمعة عنده وهذه المعلومات تعني الثراء - المصدر).

كان الاستاذ المعلم مروجين، يمشي بنعلين مصنوعتين من الذهب، ويتناول طعامه على مائدة من الذهب، ويسافر في عربة فخمة ويسكن قصرا. وفي 1838 طُرح في السجن لأنه اتُهم بتدبير مؤامرة لقتل "مُفشيين" – وهما يهوديان وشيا للسلطات الروسية. ومرت سنتان الى أن أُفرج عنه بوساطة حاكم كييف، وفر الى اراضي الامبراطورية النمساوية الهنغارية، واشترى ضيعة في بلدة سديغورا وانشأ فيها قصرا أفخم من ذاك الذي فقده. أنا أقص هذه الرواية المعقدة باختصار شديد، لكن حتى بهذا من السهل أن نقرأ بين السطور أن الغرباء خلصوا الحاخام من سجنه ومكّنوه من أن يسكن دولة مجاورة.

كتب المؤرخ شمعون دوفنوف، صاحب المؤلف الشهير "تاريخ شعوب العالم"، كتب عن الصدّيقين من أبناء جيل اسرائيل مروجين وقال انهم ابتعدوا عن عمل المرشدين الروحانيين وتحولوا الى رجال اعمال. وقد أحاط بهم جمعٌ من المُقدرين واستخلصوا هم الذين يدعون أنهم الوسطاء بين الشعب والهه، فائدة من سذاجة الجموع وأصبحوا أغنياء من الهدايا والودائع. وسكن المشاهير منهم في قصور مثل نبلاء بولندة وحكام أثرياء.

في كتاب "طريق الملكوت" الذي كتبه المؤرخ دافيد أساف، وهو من أهم الباحثين في النظرية الحسيدية، جيء بتفسير قدمه الحاخام اسرائيل مروجين لطريقة

عيشه. ففي حديثه عن طالبي القرب منه بين أنهم ينقسمون الى ثلاثة أنواع وهم الحسيديون الذين يتشوقون الى القرب من الله، و"أصحاب بيوت" يؤمنون بأن صلوات الصدّيق وأدعيته ستُحسن أوضاعهم المادية (تزيد في غناهم أو تشفيهم أو تأتيهم بزواج ناجح)، ومجرمون ايضا يأملون أن يغفر القرب من الصدّيق خطاياهم.

وفسر الحاخام اسرائيل الثروة الضخمة التي جمعها هؤلاء المرشدون المعلمون بجملة يمكن أن نفسرها بأنها دعابة معتذرة، ويمكن أن نفهمها بأنها تعبير عن مزاج وغد ساخر: حينما يكثر الخاطئون، يكثر ايضا المال الذي يحصل عليه الصدّيقون منهم، وحينها ولا مناص من ذلك، ينفقون أموالهم على عربات وخيول وقصور. وعلى ذلك فان الصدّيقين يُثرون من الخطيئة، برغم أنوفهم.

سمعت عددا من الدروس الدينية لـ يشيهو يوسف بنتو فوجدت أنه يذكر الكثير من الحكايات اللطيفة التي يستخدمها أمثالا تُبين السلوك المُراد للانسان. إن لغته ضحلة وكلامه لا تلوين فيه وفكره ضحل. وهو يبتعد عن التعبير عن مواقف من قضايا الساعة ومن إبداء رأي في الناس لأننا جميعا أخيار ولا سيما اذا كنا يهودا.

ما الذي يجعل الكثير من المشاهير والناجحين اذا يطلبون القرب منه والانفاق عليه؟ ما الذي يستفيده المحتشدون حوله مثل ليف لفييف وأريه عميت (وهو قائد شرطة متقاعد) والأخوة هراري من عصابة عميدار، وايلان بن دوف، وشيري اريسون، ونوحي دانكنر والعاد كوبرمان (مخرج برنامج الأخ الكبير)؟.

أفترض أن الباعث الرئيس ليس أي واحد من الثلاثة التي عدها الحاخام اسرائيل مروجين. إن الباعث هو الرغبة في "الكون هناك"، لأنك إن لم تكن "هناك"

 

فأنت غير موجود في العالم الحقيقي الذي يتصادق فيه الباحثون عن الثراء والتواقون الى المناصب ورجال الاعمال ورؤساء عصابات الاجرام. إن منظومة العلاقات تفيد الجميع ولا سيما الرجل الذي هو المحور أعني الحاخام. فكلما كثر الاشخاص ذوو الثراء والتأثير الذين يُلمون ببلاطه كثرت كمية المعلومات الاعمالية والسياسية المجتمعة عنده، وهذه المعلومات تجلب الثراء.

أين توجد نقطة أرخميدس التي ترفع انسانا وتجعله مرشدا معلما ذا صلات وثريا؟ إنها الحظ وقوة الحضور والشوق الى حياة النخبة. إن الحسيديين على اختلاف ضروبهم ينجذبون الى النبلاء أو الى أبناء وأحفاد مرشدين معلمين مشاهير. كان اسرائيل مروجين إبن حفيد دوف باعر من معزريتش، أما يشيهو بنتو فهو من أبناء عائلة صاحب المعجزات أبو حصيرة. إن نحوا من 200 سنة وبحرا واسعا يفصلان بين هذين المرشدين المعلمين وكأن شيئا لا يفصل بينهما.