تقرير طمني على أولادي يا « أحمد »

الساعة 11:00 ص|20 يناير 2014

غزة (خـاص)

ما أن بدأ المحرر أحمد العثامنة حديثه لأهالي الأسرى والمحررين ليطمئنهم على أحوال من تركهم خلفه بعد أن مَنَ الله عليه بالتحرر من السجون، حتى بدأت والدة الأسيرين فهمي وصلاح أبو صلاح تذرف دموعها بغزارة، ولم تكف عن البكاء حتى انتهى حديث المحرر وجاء ليطمئنها على فلذي كبدها.

المحرر العثامنة، (34 عاماً) من سكان مدينة رفح جنوب قطاع غزة أفرجت عنه سلطات الاحتلال بعد أن أمضى 9 سنوات متنقلاً بين سجونها، آخرها "ريمون"، جاء لمقر الصليب ليطمئن أهالي الأسرى على أبنائهم ويبلغهم رسائل نقلها معه من داخل السجون.


أبو صلاح

وما أن انتهى من حديثه في كلمة وجهها أمامهم جمعيهم حتى بدأ يتنقل بين أمهات وزوجات الأسرى ليطمئنهم وينقل لهم أخبارهم، ليشفي قلوبهن ويريح بالهن ولو بالقليل، خاصةً مع الأوضاع الصعبة التي يعيشونها.

وكانت قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، قد اعتقلت عائلة أبو صلاح ليلة السابع عشر من فبراير 2008، بعد مداهمة منزلهم المجاور للمناطق الحدودية شمال قطاع غزة، وحكمت على الوالد أسعد، بالسجن لمدة 25 عامًا، لكن صفقة "وفاء الأحرار"، أطلقت سراحه في أكتوبر 2011.

فيما حكمت على نجله "فهمي" بالسجن لمدة 20 عاماً، و"صلاح" بالسجن لمدة 15 عاماً، إلى جانب عمهم "سعيد" والذي يقضي حكماً لمدة ست سنوات ونصف، ونجله "غسان" 15 عاماً.


أبو صلاح

أبو صلاح وقفت بسرعة لتستقبل المحرر العثامنة لتطمئن على أولادها، فحاول الأخير أن يسعد قلبها بأخبار سارة عن ابنيها، ليؤكد لها أنه رأى أولادها وعاش معهم خلال تنقله في السجون واطمأن عليهم.

وقالت أبو صلاح لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": إن نجلها فهمي  (27 عاماً) اعتقل من 6 سنوات ويقبع في سجن ريمون ولديه طفلة تبلغ من العمر 6 سنوات، كما تمكن من تهريب نطفة وزوجته حامل في شهرها الثامن، أما ابنها صلاح (17 عاماً) فيقبع في الوقت الحالي في سجن نفحة، فيما يقبع عمهم وابن عمهم في السجن.


أبو صلاح

وأضاف أبو صلاح، أن المحررين يشكلون بالنسبة لها حالة أمل بالإفراج عن نجليها من السجون، داعيةً الله أن يفرج عن كافة الأسرى والمحررين في سجون الاحتلال، خاصةً المرضى منهم، ليعودوا لأهلهم أحياءً لا شهداء .

وطالبت أبو صلاح كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية والمسؤولين والقادة وكل العرب بالوقوف بجانب الأسرى في سجون الاحتلال، والعمل على إطلاق سراحهم، مشيرةً إلى أوضاع الأسرى الصعبة في السجون والتي تزيد مع مرور الأيام بسبب تجاهل قضيتهم.



أبو صلاح

أما المحرر العثامنة فأوضح لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن فرحة مختلطة بألم كبير يشعر بها خلال تواجده بمقر الصليب ليطمئن أهالي الأسرى، متمنياً أن يصل لكل أسرة وعائلة أسير ليطمئنهم على أحوال أبنائهم، وأن يتم الأفراج عن كافة الأسرى في سجون الاحتلال.

وقال العثامنة: لقد تركت إخوة لي في السجون واجب علينا مساندتهم والوقوف بجوارهم والمضي قدماً من أجل العمل على إطلاق سراحهم، حيث أن السجان الصهيوني لا يتوانى عن محاولاته لإذلالهم وإهانتهم والتسبب بأمراض لهم.

ويقبع في سجون الاحتلال أكثر من 5000 أسير في أوضاع إنسانية وصحية صعبة، حيث يعاني أكثر من 1500 من أمراض عدة، فيما شارفت حياة العشرات منهم على الانتهاء بسبب وضعهم المأساوي والصعب.


أبو صلاح

أبو صلاح