خبر تصور أمني جديد لاسرائيل- هآرتس

الساعة 09:17 ص|20 يناير 2014

بقلم: عاموس هرئيل

(المضمون: في حين ما زال المستوى السياسي في اسرائيل يتمسك بالتصور الامني الذي صاغه بن غوريون في خمسينيات القرن الماضي أخذ معهد البحث الاستراتيجي "ريئوت" في صوغ مبادرة لعرض تصور امني جديد بديل في ضوء التغييرات الجارية في العالم العربي - المصدر).

 

يصوغ معهد البحث الاستراتيجي "ريئوت" مبادرة لعرض تصور أمن قومي بديل لاسرائيل. إن العاملين في المعهد يزعمون أن التصور الامني الحالي الذي صاغ أسسه رئيس الوزراء الاول دافيد بن غوريون في خمسينيات القرن الماضي، لم يعد يلائم الظروف الاقليمية التي تعمل اسرائيل فيها اليوم وأنه يجب ملاءمات مهمة للعصر الحالي. ويقولون إنه لما كان المستوى السياسي والعسكري لا يبادران الى ذلك فقد نشأت حاجة الى حفز جدل عام في هذه المسألة بواسطة مبادرة مستقلة.

 

في 2006 قدم فريق برئاسة دان مريدور (الذي لم يكن في ذلك الوقت نشيطا في الحياة السياسية) توصيات لصوغ تصور امني جديد الى وزير الدفاع آنذاك شاؤول موفاز. ولم تحصل التوصيات على نفاذ رسمي ولم يجر منذ كانت حرب لبنان الثانية التي نشبت في صيف تلك السنة اجراء حكومي منظم لتحديث التصور أو لتنفيذ تقرير مريدور بالفعل. وافتتح المعهد في بدء كانون الثاني سلسلة لقاءات هدفها اجراء حوار وأن تصاغ في نهايته وثيقة جديدة فيها اقتراح لتحديث التصور الامني قُبيل خريف 2014.

 

يشارك في اللقاءات مع خبراء من الاكاديميا، ضباط متقاعدون ونشطاء اجتماعيون وموظفون في مناصب رفيعة في الوزارات مثل وزارة الخارجية والمالية وضباط في الجيش الاسرائيلي ايضا.

 

قال غيدي غرينشتاين، رئيس معهد "ريئوت" لصحيفة "هآرتس" إن المباديء التي صاغها بن غوريون – ومنها ضرورة نقل الحرب في أسرع وقت ممكن الى ارض العدو – توجب أن تُحدث لتلائم العصر الحالي وثمة حاجة في الأساس الى اضافة جوانب اخرى اليها. ويجب على اسرائيل في الواقع الاقليمي الذي نشأ عقب الزعزعة في العالم العربي في السنوات الثلاث الاخيرة، أن تواجه وضع عدم

 

وجود عنوان محدد تضربه اذا ما حدثت هجمات تبادر اليها منظمات تنشط على الحدود مع الدول المجاورة.

 

ويقتضي تهديد القذائف الصاروخية والصواريخ الذي تطور جدا في العقد الاخير أجوبة جديدة من اسرائيل. وفي الوقت نفسه لم تعد اسرائيل تواجه زعماء فقط في الدول المجاورة بل يجب أن تأخذ في الحساب جمهورا أعرض يؤثر في اتخاذ القرارات فيها.

 

وعد غرينشتاين تغييرات اخرى في الواقع الاستراتيجي منها: الغاء الفصل بين الجبهة الامامية والجبهة الخلفية وقت القتال، بسبب تهديد الصواريخ للسكان المدنيين في اسرائيل؛ وضعف مكانة الولايات المتحدة باعتبارها القوة العظمى الوحيدة، بعد عقدين تمتع فيهما الامريكيون بتلك الهيمنة، وتضعضع فرض التأييد غير المتحفظ من يهود العالم لكل خطوة اسرائيلية.

 

وقال إنه "نشأت نافذة فرص تاريخية تُمكن من النظر من جديد في تحديات الامن القومي"، بسبب اجراءات كزوال التهديد العسكري التقليدي لاسرائيل من قبل دول عربية ودخول قوى عظمى جديدة كالصين والهند الى نشاط اقتصادي وسياسي في المنطقة.

 

وقال غرينشتاين ايضا إن صياغة التصور الامني لا يجب أن تكون شأن مجموعة ضيقة من القيادتين الامنية والسياسية العليا فقط وإن جزءا كبيرا منه لم يعد أمرا سريا.

 

"كان يُتفق في الماضي على الامور في المطبخ الصغير وفي وثائق سرية جدا. ويجب اليوم أن يُفتح الملعب لقوى غير حكومية ايضا، فقد أصبح الامن القومي قضية تشغل المجتمع المدني وعنده ما يقول في هذا الشأن"، أضاف. وزعم أنه حان الوقت للفحص من جديد عن تصور استعمال القوة الاسرائيلية بازاء الواقع الاقليمي الذي أخذ يتشكل، وأن يعاود تعريف العلاقات بين الجيش الاسرائيلي والمجتمع

 

الاسرائيلي وأن يصاغ تغيير في علاقات اسرائيل بالمجتمع الدولي بحيث يمكن إدماج عدد أكبر من جهات غير حكومية.