خبر حينما يصبح الجنرالات ساسة- يديعوت

الساعة 09:16 ص|20 يناير 2014

بقلم: باروخ لشيم

(المضمون: إن الكلام الذي صدر عن وزير الدفاع موشيه يعلون وأثار الامتعاض والغضب له بواعث شخصية هي طموحه الى أن يحل محل بيبي نتنياهو في رئاسة الليكود، لكن ما الثمن الذي ستدفعه اسرائيل حتى يصل الى هناك؟ - المصدر).

 

في انتخابات 1988 نشبت حرب الجنرالات. وقد عرض المعراخ خطته السياسية وهي "الخروج من مناطق مكتظة بالسكان ونزع السلاح في المنطقة وأن تكون الحدود الامنية على طول نهر الاردن. وينشأ بيننا وبين الفلسطينيين جدار الكتروني". ولجعل حبة الدواء المرة حلوة عرفها المعراخ بأنها "خطة الجنرالات". وكان الذين عرضوها هم الفريق (احتياط) اسحق رابين والجنرالان (احتياط) أوري أور ويانوش بن – غال. إن أور الذي كان قائد منطقة المركز التقطت له صورة في سفر له في يهودا والسامرة وهو يقول: "أنا أعرف هنا كل سبيل وزقاق. إن الجنود يزهقون أرواحهم الى اليوم هنا، فلأجل ماذا؟ لا يوجد ما يُصنع هنا. ويمكن احراز أمن أفضل بالانفصال عن المناطق التي نراها هنا وبانشاء جدار ينشيء حاجزا. توجد عندنا وسائل كثيرة لضمان أمننا. وأهم من ذلك أن تكون قوتنا الردعية قوية وجيدة".

 

وجند الليكود لنشرات دعايته جنراليه – اللواء (احتياط) يهوشع ساغي والعميد (احتياط) ران تيكر. والتقطت لساغي الذي كان رئيس أمان صورة على حدود الخط الاخضر وهو يقول: "نحن موجودون في مكان يمر فيه الخط الاخضر وهو خصر الدولة الضيق. إن كل من يوجد على هذه التلال

يرى أن البلاد كلها موضوعة في راحة يده. وحتى لو أصبحت المنطقة منزوعة السلاح فان الجيوش العربية النظامية تستطيع الوصول الى هنا من الاردن في ثلاث ساعات أو أربع".

 

كان عند الجنرالين العلم المطلوب لتحليل وضع اسرائيل الامني. فكيف توصلا الى هذين الموقفين المتضادين؟ قد يكون لذلك تفسير معقول واحد وهو أنهما انضما الى حزبين خصمين. فقد انتخب ساغي عضو كنيست عن الليكود وأور عضو كنيست عن حزب العمل. أي أنه كان يجب النظر اليهما بصفتهما سياسيين لا جنرالين.

 

أثار الموقف الذي عرضه بوغي يعلون كما كشفت عنه "يديعوت احرونوت" عاصفة عامة وبحق. "إن استمرار وجودنا فقط في يهودا والسامرة وعلى نهر الاردن يضمن ألا يصبح مطار بن غوريون ونتانيا هدفين مستهدفين لهجوم الصواريخ من كل جهة"، قال يعلون. إن الحديث عند مواطني الدولة عن تحليل عسكري مختص ممن كان رئيس هيئة الاركان، أي أن كلامه يعني أن تقدم التفاوض السياسي سيجلب على اسرائيل خطرا وجوديا.

 

إن مشكلة يعلون هي أن أكثر رؤساء الاركان في العقود الاخيرة عبروا عن موقف مضاد يؤيد الخروج من أكثر مناطق يهودا والسامرة. والحديث عن اسحق رابين وحاييم بارليف وموتي غور واهود باراك وامنون لبكين شاحك وشاؤول موفاز. صحيح أنهم جميعا كانوا يُعدون حينما عبروا عن موقفهم في احزاب اليسار والمركز، وبرغم ذلك ينبغي ألا يُشك في أي واحد منهم أنه كان مستعدا للتخلي عن أمن الدولة من اجل منصب سياسي.

 

اذا لم يكن التحليل العسكري هو الجانب القوي عند يعلون فيجب الفحص عن اهدافه الشخصية. يبدو أنهم في الليكود يلاحظون ضعف نتنياهو الشخصي وعدم قدرته على السيطرة على الائتلاف الحكومي الذي انشأه. فبينيت ولبيد يضربانه من الخلف في الشأن السياسي كل واحد من جهة

 

مختلفة، وكحلون يهدد بأن يسلبه الناخب الاجتماعي. وهذا هو وقت يعلون ليموضع نفسه سيدا للامن في معسكر اليمين وزعيما لليكود في المستقبل.

 

ينبغي أن نفرض أن يجري عليه ما جرى على اريئيل شارون اذا وصل الى رئاسة الوزراء. فالاشياء التي تُرى من هناك لا تُرى من هنا. والى أن يخلع نعليه العاليتين ويكف عن خشية الافاعي في وزارات الدفاع في واشنطن ولندن وباريس قد نمر بانتفاضة وحرب أخريين. فهذه هي دماء التعلم التي تدفعها اسرائيل عوض اعداد جنرالات للقيادة القومية.