خبر ملك المغرب يدعو لـ« مصالحة فلسطينية صادقة » وإلى حماية القدس

الساعة 03:59 م|17 يناير 2014

وكالات

قال العاهل المغربى، الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، اليوم الجمعة، إن حماية المدينة المقدسة من مخططات التهويد، ودعم المرابطين بها، لن يتأتى بالشعارات الفارغة، أو باستغلال هذه القضية النبيلة كوسيلة للمزايدات العقيمة.

وأوضح الملك، فى كلمته قبل قليل بمدينة مراكش خلال ترؤسه الجلسة الافتتاحية للدورة العشرين لاجتماع لجنة القدس بحضور الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن ووزراء خارجية الدول الأعضاء بلجنة القدس، والتى يمثلها من مصر وزير الخارجية نبيل فهمى ووزير المالية الدكتور أحمد جلال، أن حماية القدس أمر عظيم وجسيم، يتطلب الثقة والمصداقية، والحضور الوازن فى مجال الدفاع عن المقدسات الإسلامية.

وأشار إلى إن الأمر يقتضى بلورة مقترحات جدية وعملية، والإقدام على مبادرات واقعية، مع ضمان وسائل تنفيذها، وآليات تمويلها لأن القضية الفلسطينية، بما فيها القدس الشريف، هى قضية الأمة الإسلامية جمعاء.

وأضاف أن الأمر مسئولية كبرى أمام الله والتاريخ، مذكرا بالجهود المبذولة والتشاور مع الأشقاء والشركاء للدفاع عن الطابع العربى والإسلامى للقدس، وصيانة هويتها الحضارية، كمهد للديانات السماوية، ورمز للسلام والتعايش بين الثقافات.

وأكد الملك محمد السادس أن وكالة بيت مال القدس الشريف قامت بإعداد خطة خمسية من 2014 إلى 2018، للحفاظ على الموروث الدينى والثقافى للقدس، وصيانة المسجد الأقصى المبارك، وباقى الأماكن المقدسة والمعالم الحضارية، والتصدى لإغلاق المؤسسات الفلسطينية الحيوية، ولمصادرة الأراضى والممتلكات بهذه المدينة السليبة.

وأضاف أن الوكالة تحرص على توفير شروط النجاح لهذه الخطة، من خلال دراسة دقيقة لمختلف المشاريع التى تعتزم إنجازها، مع تحديد مواعيد تنفيذها، ووسائل تمويلها، داعيا إلى تعبئة قوية للوسائل والإمكانات الذاتية، وتسخيرها للدفاع عن مدينة القدس المحتلة، باعتبارها قضية الأمة الإسلامية جمعاء.

وقال إن المساعى الدبلوماسية، على أهميتها، لا تكفى وحدها لتغيير الوضع على الأرض، مؤكدا حرصه على تعزيز عمل لجنة القدس، بتكثيف وكالة بيت مال القدس الشريف لأعمالها الميدانية، التى لها أثرها المباشر والملموس فى تحسين ظروف عيش المقدسيين.

وأضاف الملك محمد السادس أن الوكالة تبذل، بالتعاون مع مختلف المؤسسات الرسمية بالدول الإسلامية، والمنظمات الأهلية لدعم القدس، مجهودات دءوبة للنهوض بقطاع التعليم من خلال صيانة المؤسسات التربوية، وشراء المبانى وتحويلها إلى مدارس، كما تقوم بتحفيز الأنشطة الاقتصادية المدرة للدخل، ولفرص الشغل، وإصلاح وتجهيز المرافق الصحية، وإنجاز البرامج السكنية، وتوفير المرافق الاجتماعية والثقافية خاصة للشباب.

وقال "إن طموحنا يتجاوز بكثير الإمكانات المحدودة، التى تتوفر عليها الوكالة، بسبب ضعف المساهمات المنتظرة فى ميزانيتها"، وشدد الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، على أن القدس هى جوهر القضية الفلسطينية، وأنه لا سلام بدون تحديد الوضع النهائى للقدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة.

وأضاف الملك أن تحقيق السلام رهين بتنفيذ إسرائيل لالتزاماتها، ولاسيما خارطة الطريق، التى اعتمدها الرباعى الدولى، وأقرها مجلس الأمن فضلا عن الآفاق التى تفتحها مبادرة السلام العربية.

وتابع "وبقدر ارتياحنا لمنح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو بالأمم المتحدة فإننا ندعو لتفعيل جميع القرارات الأممية ذات الصلة بالقدس وبالقضية الفلسطينية عموما"، مشددا على أن حجر الزاوية فى تقوية الموقف الفلسطينى يظل هو "تحقيق مصالحة وطنية فلسطينية صادقة، قوامها وحدة الصف الفلسطينى، بقيادة السلطة الوطنية الشرعية، برئاسة الرئيس محمود عباس أبو مازن، الذى نؤكد دعمنا للجهود التى يبذلها فى خدمة الشعب الفلسطينى الشقيق".

وأعرب عن أمله فى أن تكون هذه المصالحة "بناءة تضع المصالح العليا للشعب الفلسطينى فوق كل اعتبار، وفى طليعتها إقامة دولته المستقلة، على أرضه المحررة، وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش فى أمن وسلام ووئام مع إسرائيل"، قائلا "إن القدس السليبة ستظل فى صدارة انشغالاتنا، وفى صميم وجدان شعوبنا الإسلامية".

ودعا الملك إلى تعزيز جو الثقة بين الأطراف المعنية، من خلال الامتناع عن كل الممارسات الاستفزازية التى من شأنها نسف هذا المسار، والتحلى بالواقعية وروح التوافق، الكفيل بنجاح المفاوضات، مضيفا، فى نفس السياق، أنه يتعين التحلى باليقظة، وتظافر الجهود، لقطع الطريق أمام جماعات التطرف والظلامية، التى تحاول استغلال القضية النبيلة للدفاع عن القدس، لنشر العنف والإرهاب بالمنطقة.

وشدد الملك على أنه ينبغى، أمام هذا الوضع، توطيد العمل العربى والإسلامى المشترك، وتوحيد الصفوف، وانتهاج أساليب مبتكرة، والإسهام البناء فى تجسيد إرادة السلام، داعيا، فى السياق نفسه، إلى نهج إستراتيجية عملية وناجعة، تقوم فيها لجنة القدس بدور حاسم، كآلية دائمة لمنظمة التعاون الإسلامى.