تحليل ما الهدف من وراء تهويل « إسرائيل » لقدرات المقاومة هذه الأيام؟

الساعة 02:24 م|15 يناير 2014

غزة (تحليل خاص)

تحاول قوات الإحتلال الإسرائيلي بالآونة الأخيرة عبر أجهزتها العسكرية والإعلامية التهويل من قدرات المقاومة العسكرية، وإظهارها على أنها تمتلك أسلحة وقدرات عسكرية كالتي بحوزة الدول العظمى والتي غالباً ما يكون لها أهداف خاصة من وراء ذلك التهويل.

خلال الأسبوع الماضي زعمت قوات الإحتلال الإسرائيلي عبر وسائلها الإعلامية أنها نجحت في إسقاط طائرة استطلاع بدون طيار تعود لكتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس، وزعمت اليوم الأربعاء بأن سرايا القدس الجناح العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي أطلقت صاروخ أرض – جو تجاه طائرة إسرائيلية في سماء قطاع غزة إلا أنها قالت "إن المحاولة فشلت".

 جدير بالذكر أن قوات الإحتلال تحاول بين الفينة والأخرى التهويل من قدرات المقاومة بمصطلحات وكلمات عسكرية تفهم على أن المقاومة باتت في عداد الجيوش العظمى؛ وذلك لتحقيق أهداف عدة كما أكد الخبير العسكري واللواء المتقاعد واصف عريقات لـ"فلسطين اليوم".

حيث أوضح الخبير العسكري عريقات أن أولى الأهداف التي تريد إسرائيل تحقيقها من وراء تهويلها لقدرات المقاومة تبرير أية عمليات عدوانية تجاه المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة أمام الرأي العام الداخلي (الجبهة الداخلية الإسرائيلية) وأمام الرأي العام العالمي لتسويق العدوان القادم.

ومن بين الأهداف التي سردها الخبير إيصال رسائل لأطراف عدة أن المقاومة الفلسطينية لازالت تُصر على تسليح ذاتها بتقنيات وأسلحة متطورة؛ الأمر الذي يتنافى مع أتفاق التهدئة المبرم بينها وفصائل المقاومة برعاية مصرية.

وحسب الخبير فإن قوات الإحتلال تحاول من خلال تصريحاتها وهجماتها ضد المقاومة في قطاع غزة الإبقاء على حالة التوتر بين القطاع وإسرائيل، لعدم إشعار المقاومة والمواطن الفلسطيني في غزة بالاستقرار ما ينتج عنه ضعف التدريب والتسلح بإمكانيات متطورة.

وأشار الخبير عريقات أن من بين الأهداف التي تسعى لها إسرائيل من خلال تهويلها من قوة المقاومة وعتادها هو إيصال رسالة أنها تتابع جل التفاصيل الدقيقة للمقاومة عن كثب.

لكن الخبير قلل من إمكانية أن تشن قوات الإحتلال حرباً على شاكلة الأيام الثمانية أو الحرب التي اندلعت أواخر عام 2008/2009.

 

لا حرب بالوقت الراهن

وأكد أن (إسرائيل) لا تسعى إلى حرب مع قطاع غزة بالوقت الحالي؛ لأسباب عدة ابرزها الحراك العربي الدائر والتقلبات السياسية الجارية في المنطقة وتحاول دراسة تداعيات التصعيد بدقة.

وبين ان قوات الإحتلال لا تسعى إلى حرب وعلاقتها بسبب ملفات التفاوض هشة مع أمريكا، لافتاً أن إسرائيل لا تحاول فتح حروب جديدة في ظل العزلة الدولية التي تعاني منها، مشيراً أن جبهتهم الداخلية غير جاهزة لحروب جديدة أو أن تقصف (تل ابيب) من جديد.

وتوقع أن تحاول قوات الإحتلال الضغط على المقاومة الفلسطينية وقطاع غزة من خلال الحصار الاقتصادي وإغلاق المعابر بوتيرة أكثر خنقاً للقطاع.