خبر اليوم الأول للاستفتاء في مصر: عنف « إخواني » تقابله مسيرات تأييد للجيش

الساعة 07:36 م|14 يناير 2014

القاهرة ـ وكالات

 

لم يمر يوم الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد في مصر من دون عنف وهو أمر متوقع نظراً لاعتراض جماعة "الإخوان المسلمين" المحظورة على الدستور الذي تعتبر نتيجة الاستفتاء عليه مؤشراً على حجم التأييد لعبد الفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة والرجل القوي في البلاد منذ عزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي.

وبدأت عملية الإقتراع عند التاسعة بالتوقيت المحلي صباح اليوم، وتشكلت صفوف من الناخبين في القاهرة منذ الصباح الباكر أمام مكاتب الاقتراع التي أقيمت في المدارس، فيما انتشرت اعداد كبيرة من رجال الشرطة وجنود الجيش المسلحين امام مكاتب الاقتراع.

وفي مكتب اقتراع اقيم في مدرسة جمال عبد الناصر في الدقي في الجيزة (غرب القاهرة) وقفت عشرات السيدات في صف طويل وهن يرفعن أعلام مصر ويرددن هتافات مؤيدة للسيسي والجيش.

وتنوعت أسباب المشاركة في الاستفتاء، فبعض الناخبين أكدوا انهم نزلوا من اجل "الخلاص من الاخوان"، بينما قال اخرون انهم يريدون "الاستقرار" بعد ثلاث سنوات من الاضطرابات ادت الى ازمة اقتصادية والى ارتفاع مطرد للتضخم.

وقالت الناخبة سميرة محمد رفعت التي وقفت في طابور منذ الصباح الباكر قبل أن تفتح لجنة الاقتراع أبوابها، إن "الدستور الجديد سيساعد في حماية حقوق المصريين". وأعربت عن اعتقادها بأن "المواد التي أعيد صياغتها جيدة جداً، وتأتي لمصلحة النساء والأطفال والمهمشين".

وقالت وجدان الحناوي وهي مديرة شركة انطلقت من هاتفها المحمول اغنية "تسلم الايادي" (التي اعدت لتحية الجيش بعد عزله محمد مرسي في تموز/يوليو): "هذه اسعد لحظة في التاريخ، نحن نصوت للدستور الذي تستحقه مصر".

الطبيبة حنان جاب الله محمد التي حملت علم مصر، قالت :"هذه خطوة هامة للخلاص من الاخوان. هذا استفتاء من اجل عودة مصر لمسارها الطبيعي، نحن هنا لا نبايع السيسي. نحن هنا نختار دستورا جديدا".

وفي حي السيدة زينت الشعبي، قالت ربة المنزل منى صلاح وهي تنتظر دورها للادلاء بصوتها: "سأقول نعم للدستور، نعم كي يقف بلدي مرة اخرى على قدميه".

وفيما كان ينتظر في طابور طويل للناخبين، قال بائع الخبز جلال زكي: "الاستفتاء نهاية الاخوان المسلمين. نحن نقول نعم للمستقبل ولا للاخوان المسلمين".

وشهدت مناطق مصرية عدة مسيرات تأييد للجيش المصري وقائده السيسي وعلت زغاريد النساء الخارجات من مراكز الاقتراع، ورقصت مجموعات أخرى من المواطنين وضربوا الطبول احتفالاً.

وشددت إجراءات الأمن حول لجان الاقتراع، واصطف جنود من الجيش والشرطة لحراستها، قبل بدء الاقتراع. وقام الفريق الاول السيسي بتفقد احد مكاتب الاقتراع في مصر الجديدة (شمال القاهرة) بعد بدء التصويت لتفقد الحالة الامنية وتحدث الى الجنود، قائلا: "شدوا حيلكم، نريد تأمينا كاملا للاستفتاء".

وأدلى رئيس مجلس الوزراء المصري حازم الببلاوي، بصوته في الاستفتاء على مشروع الدستور. وقال في تصريح مقتضب للصحافيين، إن "جمال الطبيعة هذا اليوم سيكتمل، بإقبال المصريين بكل قوة ليأكدوا على أن ثورتهم على الطريق الصحيح".

 

أعمال عنف تخللت الاقتراع

ووقعت اشتباكات بين قوات الامن ومتظاهرين من انصار جماعة "الاخوان المسلمين" في بعض المحافظات خلفت خمسة قتلى.

وقال بيان لوزارة الصحة المصرية ان اشتباكات جرت على هامش اليوم للاستفتاء خلفت خمسة قتلى وخمسة مصابين عبر البلاد، بينهم أربعة في في محافظة سوهاج (نحو 470 كيلو جنوب القاهرة)، وواحد في محافظة بني سويف (120 كيلومترا جنوب القاهرة)، قتل برصاصة في الصدر، حسبما أفاد مدير مستشفى ناصر الحكومي بالمدينة "فرانس برس".

وقال مصدر أمني في وزارة الداخلية لوكالة أنباء الشرق الأوسط أن عناصر تابعين لجماعة "الإخوان" اعتلوا أسطح عدد من الأبنية في سوهاج وقاموا بإطلاق أعيرة نارية على المارة في محاولة منهم لإثنائهم عن الوصول إلى مقار الاستفتاء، مضيفاً أن القوات الأمنية طاردت تلك العناصر وأوقفت 17 منهم بحوزة 4 منهم بنادق آلية.

وفي بلدة الحوامدية (جنوب محافظة الجيزة) أشعل مؤيدو جماعة "الاخوان" النيران في سيارة شرطة كما فرقت الشرطة تظاهرات لانصار الجماعة في الاسكندرية.

كما فرَّقت عناصر الأمن المصري مسيرة تضم عشرات من المحتجين على إجراء الاستفتاء على مشروع الدستور المصري المعدَّل في ضاحية حلوان في القاهرة.

وكان شهود عيان أكدوا أن "عناصر من قوات الأمن المركزي المصرية أطلقت الغاز المسيل للدموع في اتجاه العشرات من المنتمين إلى الاخوان، رشقوا مجموعة من الجنود بالحجارة، خلال مسيرة نظموها لدعوة المواطنين إلى مقاطعة الاستفتاء على مشروع الدستور المعدَّل في ضاحية حلوان في القاهرة".

وأضاف الشهود أن "المشاركين في المسيرة ردَّدوا هتافات باطل باطل، ودستور العسكر باطل، وأنا مسلم ولا يمكن استسلم".

وقبل فتح مراكز الاقتراع للتصويت على الدستور المصري الجديد، أعلن مسؤول في وزارة الداخلية المصرية أن "عبوة بدائية الصنع انفجرت صباحاً أمام محكمة في القاهرة، من دون أن يسفر ذلك عن وقوع إصابات".

 

في المواقف السياسية

وتزامن بدء الاقتراع بيان أصدرته دار الإفتاء المصرية دعت فيه المصريين إلى المشاركة في عملية الاستفتاء، وقالت إن "من يحاول منعها أو عرقلتها يقوم بالإضرار بالمجتمع كله".

أكدت القوات المسلحة المصرية، مساء الثلاثاء، أن المشاركة الكثيفة في الاستفتاء على مشروع الدستور والمشهد الوطنى للشعب المصري وجهوده لبناء مستقبله ورفضه للظلام والتكفير، هي مبعث فخر القوات المسلحة ضباطاً وضباط صف وجنود.

وقال العقيد أركان حرب أحمد محمد علي، الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية، في تصريح إذاعي، "نوجِّه التحية والتقدير لشعب مصر العظيم على المشاركة الإيجابية التاريخية في عملية الإستفتاء على الدستور منذ الصباح الباكر وبكل رقي وعبقرية، وفي مشهد وطني متميز يؤكد أن هذا الشعب المصري أول شعب حر في تاريخ البشرية مستمر في مفاجأته وإبهاره للعالم بمدى تحضر المصريين في بناء مستقبلهم".

ويقوم نحو 160 ألف من جنود الجيش وحوالي 220 ألف من قوات الشرطة المدنية بتأمين مقار الاستفتاء على مشروع الدستور المصري المعدل الذي بدأ صباح اليوم في جميع أنحاء مصر ويتواصل حتى ساعة متأخرة من مساء غد الأربعاء، في أول استحقاق لخطة "خارطة المستقبل" للمرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد، ويتبعها إجراء انتخابات نيابية ورئاسية.

وصعد خلال بداية معاملات اليوم المؤشر الرئيس لـبورصة مصر إلى أعلى مستوياته منذ أيار (مايو) 2010، مع بدء الاستفتاء على الدستور في أكبر البلدان العربية سكاناً.