خبر تهريب السلاح الصعود إلى الهجوم - معاريف

الساعة 01:40 م|14 يناير 2014

ترجمة خاصة

تهريب السلاح الصعود إلى الهجوم - معاريف

بقلم: ايلي (تشيني) مروم

قائد سلاح البحرية سابق

(المضمون: على اسرائيل أن تهاجم، ولا سيما على اراضي لبنان، كل تهريب للسلاح من سوريا الى لبنان، في ظل الاخذ بمخاطر اكبر، حتى عندما لا تكون المعلومات الاستخبارية كاملة. هذا استثمار سليم على المدى البعيد، سيظهر انه مجدٍ في يوم الأمر - المصدر).

تقاتل دولة اسرائيل منذ سنوات عديدة ضد تهريب السلاح الى منظمات المخربين. القتال الذي  يتطلب معلومات استخبارية دقيقة وقدرة عسكرية عالية تسمح بالاصابة الدقيقة للسلاح المهرب – ولكن فوق كل شيء، قرار سياسي يأخذ بالحسبان عموم العناصر ويقرر الهجوم في ظل اخذ المخاطرة المحسوبة.

الانباء التي نشرت مؤخرا في "وول ستريت جورنال" تحدثت عن تهريب صواريخ "ياخنت" من سوريا الى لبنان. صاروخ "ياخنت" هو صاروخ شاطيء بحر فوق صوتي من انتاج روسيا وهو من الاكثر تقدما في العالم. وقد اشترى سلاح البحرية السوري هذه الصواريخ من روسيا قبل عدة سنوات، وحسب مصادر أجنبية هاجمت اسرائيل قبل عدة اشهر مخزون من هذه الصواريخ في شمالي  اللاذقية ودمرته.

يأتي السلاح المهرب في معظمه من دول تدعم الارهاب، ايران وسوريا اساسا. لايران مصلحة في احاطة اسرائيل بطوق من الارهاب الصاروخي لاستنزافها وانهيارها، وهي تهرب لهذا الغرض سلاحا لكل منظمات الارهاب في المنطقة. ويكفي أن نذكر تهريب السلاح على "كارين A" الذي  كان مصدره من ايران وكان مخصصا لفتح، وسفينتي "فرانكوف" و "فيكتوريا"، اللتين نقلتا الذخيرة من ايران الى حزب الله وحماس. تدعم سوريا حزب الله على مدى السنين، وهي حلقة ربط هامة في  محور الشر طهران – دمشق – حزب الله. بفضل قربها المادي من لبنان، تنقل الى حزب الله السلاح الذي يسمح له بالتسلح من جديد الذي يسمح له بالتسلح من جديد بعد حرب لبنان الثانية.

تتابع اسرائيل التهريب استخباريا، ومعالجته تتطلب سياسة مصممة وقرار بالعمل، واحيانا في ظل الاخذ بالمخاطر. بعد حرب لبنان الثانية قررت اسرائيل عدم الاخذ بالمخاطر، والامتناع عن الرد على كل تهريب حتى عندما كانت معلومات استخبارية عن تهريبات من سوريا الى حزب الله. ومن منشورات في السنوات الاخيرة عن هجمات اسرائيلية في لبنان ترتسم صورة سياسة حذرة لمنع  تهريب السلاح النوعي فقط مثل الصواريخ المضادة للطائرات المتطورة وصواريخ بحر - بحر المتطورة. وقد سمحت قواعد اللعب هذه لحزب الله بمواصلة تهريب الصواريخ الى لبنان وبالتوازي الحصول من السوريين على سلاح نوعي مع ابقائه في مخازن في الاراضي السورية للامتناع عن التعرض لهجوم اسرائيلي.

لقد خلقت الحرب الاهلية في سوريا واقعا جديدا، وفي السنة الاخيرة هوجمت عدة مرات مخازن لسلاح نوعي  على الاراضي السورية، تعزى حسب مصادر اجنبية لاسرائيل. واذا كانت التقارير صحيحة، فان هذه الهجمات تشهد على تغيير في السياسة – في اطارها بدأ الجيش الاسرائيلي يهاجم مخازن سلاح نوعي حتى على الاراضي السورية. التقارير عن التهريب الاخير لصواريخ "ياخنت" التي تنزل في لبنان هي مرحلة اخرى في المعركة ضد تهريب السلاح من سوريا الى حزب الله وتستدعي اسرائيل الى اعادة النظر في سياسة العمل لديها.

ان وجود سلاح متطور لدى حزب الله يحوله من منظمة ارهابية الى جيش متطور وناجع ويودع في ايديه ادوات هامة في الصراع ضد اسرائيل. فقدرة التهديد على الابحار الى اسرائيل، قدرة المس بمنظومة الغاز الطبيعي في البحر وقدرة التقييد لعمل طائرات سلاح الجو فوق لبنان هي تهديد حقيقي لقوات الجيش الاسرائيلي في المواجهة التالية مع حزب الله.

ان اسرائيل ملزمة بالعمل بتصميم لاحباط تهريب السلاح المتطور  الى حزب الله واستعادة الردع.  أولا، على المستوى الاستراتيجي، الكشف المرة تلو الاخرى عن دور ايران وسوريا في الارهاب، وعرض المشكلة على العالم والضغط لادراج بنود ملزمة في التسوية المتبلورة معهما وترتيبات أمنية في موضوع تهريب السلاح. ثانيا، على المستوى التكتيكي فعلى اسرائيل أن تهاجم، ولا سيما على اراضي لبنان، كل تهريب للسلاح من سوريا الى لبنان، في ظل الاخذ بمخاطر اكبر، حتى عندما لا تكون المعلومات الاستخبارية كاملة. هذا استثمار سليم على المدى البعيد، سيظهر انه مجدٍ في يوم الأمر.