خبر شارة تحذير من غير الاردن ومن القدس - اسرائيل اليوم

الساعة 01:38 م|14 يناير 2014

ترجمة خاصة

شارة تحذير من غير الاردن ومن القدس - اسرائيل اليوم

بقلم: د. رون برايمن

 (المضمون: لا يمكن ان يقوم السلام إلا على اساس دولتين للشعبين في ضفتي الاردن - المصدر).

تدل اخبار الفترة الاخيرة المتعلقة بالتفاوض مع الفلسطينيين على ان امورا خطيرة تحدث في غفلة من مواطني اسرائيل. واذا نفذت والعياذ بالله فانه تتوقع تاثيرات شديدة في حياتنا بعقبها. والمثالان على ذلك هما الاخبار المتعلقة بالبحر الميت والوجود في غور الاردن ويضاف الى ذلك كما كانت الحال دائما التضليل المتعمد في شأن القدس.

اصبح يُتحدث كثيرا مؤخرا عن غور الاردن وعن الترتيبات الامنية المريبة فيه. وان الاشتغال بالامن في الغور في اطار مفاوضة الفلسطينيين يدل على ان اسرائيل تخلت عن يهودا والسامرة اللتين هما مهد تاريخ شعب اسرائيل واساس طلب الصهيونية لارض اسرائيل كلها، وهما ايضا الشرط الرئيس لامن اسرائيل اكثر من غور الاردن. ان الاشتغال بترتيبات امنية مذلة وكاذبة في الغور هو ستار دخان، يرمي الى اخفاء اتجاه مسيرة التفاوض الهاذية التي تجري في الظلام. ويبدو اننا لن ننزل بعد الان الى الاردن في طريق اريحا (كما قالت نعومي شومر محدثة اغنيتها المعروفة على اثر حرب الايام الستة). وقد يصبح الطريق من القدس الى الشارع تسعين الى بيسان، الى بحيرة طبرية، الى الجليل، الى الجولان مغلقا امام مواطني اسرائيل.

هذا الى أن انصار الدولة الفلسطينية في قلب دولة اسرائيل يروجون لسلعتهم في شأن القدس وكأن تقسيم القدس يعني تسليم احيائها العربية الى العدو، ومن ذا يحتاج اليها. وهم يخفون بالطبع حقيقة ان التباحث في القدس ليس في الاحياء العربية بل في البلدة القديمة وجبل الهيكل اللذين قد يوجد يهود بلا جذور في البلاد وفي الواقع يضحون بهما على مذبح "السلام".

وتم التوقيع مؤخرا ايضا على اتفاق في شأن قناة أو انابيب من البحر الاحمر الى البحر الميت، والموقعتان على الاتفاق هما اسرائيل والاردن، والسلطة الفلسطينية ايضا. ويدل اشراك هذه الاخيرة في المشروع على ان اسرائيل تخلت عن ساحل البحر الميت الشمالي الغربي – دون ان تبلغ مواطني اسرائيل بذلك – ومن هنا سيكون للعدو وصول الى هذا الساحل. ومعنى ذلك اننا هنا ايضا لن ننزل الى البحر الميت في طريق اريحا لان الطريق من القدس الى الشارع تسعين الى عين جدي الى مفسادا الى سدوم الى ايلات سيسلم الى العدو في اطار اتفاق "السلام".

ان قادة المعارضة في اسرائيل من خارج الحكومة وداخلها، ورؤساء المجتمع التشمبرليني الدولي ومعادي سامية مسلمين ومسيحيين ويهودا – كلهم مجتمعون معا لتشديد الحصار على اسرائيل. فينبغي ألا نحسد رئيس الوزراء نتنياهو. ان الجميع يطلبون اليه اتخاذ "قرار تاريخي"، في حين ان القرار التاريخي الحقيقي المطلوب هو قطع الصلة الكاذبة بين "السلام" ودولة فلسطينية في ارض اسرائيل الغربية لان هذين هما الشيء ونقيضه.

ان المتنور الحقيقي والباحث الحقيقي عن السلام يرفضان التطهير العرقي مهما كان – لليهود والعرب على السواء. فالذي يؤيد منع اليهود من السكن في مناطق يهودا والسامرة ليس متنورا حقيقيا وليس باحثا عن السلام حقيقيا؛ انه مؤيد لسلام خنزيري سينتهي الى ان يجعل اسرائيل غير يهودية وغير ديمقراطية، وبلا سلام اصلا ايضا. فاذا كان يوجد حل ما اصلا فهو يمكن ان يقوم على الدولتين فقط وعلى شعبين (شعب اسرائيل والشعب العربي) وعلى ضفتين للاردن.