يحاول الشاباك الضرب على وتر الحاجة في تجنيد عملائها بالمنطقة

بالصور الشاباك: 'العلاج مقابل العمالة'.. الشهيد فادي: 'هيهات' !

الساعة 09:18 ص|14 يناير 2014

غزة (تقرير خاص)

 "الصيد في الماء العكر" سياسة قديمة جديدة خبيثة حقيرة ينتهجه العدو الإسرائيلي بجميع أجهزته العسكرية والسياسية تجاه العرب عامة والفلسطينيين على وجه الخصوص، وعلى رأس تلك الأجهزة  جهاز "الشاباك" المخول بتجنيد العملاء.

ويحاول جهاز الشاباك والمدعو بالعبرانية "الشين بيت" الضرب على وتر الحاجة والابتزاز على وقع المعاناة والاستغلال وقت الضيق، وعن طريق تلك الطرق استطاع الجهاز أن يجند عدداً من العملاء الذين وقعوا فريسة لتلك السياسة، وعلى النقيض مع حالات أخرى لم يستطع بكل قوته وجبروته وإغراءاته أن يرضخههم لحسابه على حساب شعبهم.

الشاب فادي القطشان  (28 عاماً) أحد الذين تعرضوا لابتزاز المخابرات الصهيونية أثناء توجهه للعلاج في الداخل المحتل وخير في مكالمة هاتفية مع جهاز الشاباك خلاصتها (العلاج مقابل العمالة)، لكنه فادي آثر الحياة رخيصة مقابل ان يكون أداة رخيصة.

وتبدأ قصة فادي عندما أصابه بالعام 2012م مرض نادر وخطير وهو تسدد جميع الأوردة والشرايين الدموية، فحوّل على إثر تلك الحالة الصحية إلى مشفى "تل هشومير" الإسرائيلي.

بعد أن مكث فترة ما يقارب الشهرين في المشفى وأنهى المرحلة الأولى من عمليته الجراحية، أبلغه الأطباء المشرفين على حالته أنه بحاجة للعودة إلى قطاع غزة والعودة من جديد بعد أسابيع عدة.

بعد أن قضى فادي المدة التي حددها الأطباء الإسرائليون توجه إلى معبر ايريز بعد أن استكمل إجراءات التحويلة اللازمة؛ فتفاجأ أن طلبه "مرفوض" وممنوع من تخطي المعبر لأسباب غير معلومة.

راسل فادي المشفى من جديد التي بدورها أجرت اللازم لتحديد موعد آخر؛ لكنه وسرعان ما كان يتفأجأ في كل مرة بأنه ممنوع من قبل أجهزة الأمن الإسرائيلية.

يقول أبو شادي القطشان والد فادي:"بدأت حالة ولدي بالتدهور الصحي بشكل تدريجي عقب منعه من إجراء المرحلة الثانية من العملية، ولم نكن نعلم السبب في منعه من دخول الأراضي المحتلة".

ويضيف بحرقة:"بعد ذلك يأس فادي بالعلاج بالمشافي الإسرائيلية وتدهورت حالته بشكل كبير لعدم وجود العلاج في قطاع غزة".

وفي ذات يوم تفاجأ فادي وعائلته باتصال من الأراضي المحتلة فاستبشر خيراً أن الاتصال لإخباره بموعد إجراء المرحلة الثانية من العملية والسماح له بدخول الأراضي الإسرائيلية فإذا به ضابط من جهاز الشاباك الإسرائيلي، وفي تلك اللحظة ارتعد جسد فادي بعد أن ابلغه استعداده بالسماح له بالدخول للعلاج مقابل العمالة معهم ضد أبناء الشعب الفلسطيني.

"بتلك اللحظة قال له فادي حرفياً والله لو مت قطعاً قطعاً، ولو أكل جسدي الدود خلية خلية لن أتعامل معكم البتة، انتم أعداء وسأحتسب نفسي بإذن الله شهيداً منذ تلك اللحظة"، قول والد فادي.

أحتسب فادي نفسه شهيداً عندما رفض التعاون مع الإحتلال الإسرائيلي وعندما رفض الخنوع والخضوع له مقابل حياته، ليستشهد متأثراً بمرضه بعد أيام عدة من ذلك الاتصال الحاقد.

ويشير والد فادي أن من أبرز الوصايا التي كان يوصي بها فادي الشباب والمواطنين ضرورة الحرص والتنبه لحيل الشاباك الإسرائيلي خشية الوقوع في براثنه والتحول إلى أداة رخيصة تخدم الأهداف الاحتلالية.

 أما والد فادي المكلوم بموت ابنه فقال:"قد يقبل الإنسان أشياء كثيرة في حياته، لكنه لا يقبل المساومة على دينه ووطنه وعرضه وذاك فادي، أنا فخور بولدي والحمد لله أن ثبته الله في وجه العدو الإسرائيلي الماكر".

وطالب أبو شادي القطشان الجهات الحكومية المسئولة بضرورة الكف عن التحويل الى "إسرائيل" وإيجاد بديل للعلاج إما عن طريق التحويل بالخارج الى دول عربية أو النهوض بالواقع الصحي الفلسطيني.

ويوضح أبو شادي القطشان أنه بصدد رفع دعاوى قضائية في محاكم دولية تدين ضباط المخابرات الإسرائيلية في عمليات ابتزاز أهالي قطاع غزة ومساومتهم بالعلاج مقابل العمالة، لافتاً أنه بحاجة إلى مساعدة المؤسسات الحقوقية القانونية في قطاع غزة.

جدير بالذكر أن قصص وشهادات حية عديدة تعرضت للمساومة من قبل ضباط المخابرات الإسرائيلية عن طريق العلاج مقابل العمالة، ما يتطلب تكاتف الكل الفلسطيني لتفويت الفرصة على الإحتلال وأجهزته الإسرائيلية الحقيرة.

 


الشهيد القطشان
الشهيد القطشان
الشهيد القطشان