خبر السلطات المصريـة تحكـم قبضتهـا مجـدداً على الحدود بعد تحسن جزئي

الساعة 06:51 ص|14 يناير 2014

غزة

لم يهنأ المهربون ومالكو الأنفاق بحالة التحسن المفاجئة التي شهدتها عمليات التهريب على الحدود، والتي نجمت عن الهدوء الحذر الذي خيّم على تلك المنطقة لعدة أيام، فباغتتهم السلطات المصرية بتشديد قبضتها مجددا على تلك المنطقة، وهدم وتدمير المزيد من الأنفاق.

فقد شهدت الأيام الثلاثة الماضية استئناف العمل بشكل محدود للعديد من الأنفاق المنتشرة على طول الشريط الحدودي، ونجح القائمون عليها في إدخال كميات لا بأس بها من السلع والبضائع المتنوعة، التي كان يتعذر إيصالها للقطاع خلال الفترة الماضية، جراء تكثيف الإجراءات المصرية في تلك المنطقة.

وقال "أبو محمد"، ويمتلك نفقا على الحدود، إن كميات كبيرة من السلع والبضائع التي كانت متكدسة في الجانب الآخر، دخلت قطاع غزة خلال اليومين الماضيين، من بينها بطاريات لمركبات ومواد غذائية، وقطع غيار سيارات ودراجات نارية، وقطع لأجهزة الكترونية".

وأكد "أبو محمد"، إن ملاك الأنفاق والقائمين عليها كانوا يدركون جيدا أن فترة التحسن ستكون قصيرة جدا، وسيتلوها تكثيف في الحملة، لذا كانوا يواصلون العمل طوال الليل مع النهار، ويسابقون الزمن من أجل إدخال ما استطاعوا من سلع تتعطش إليها السوق الغزية.

وأوضح أن المشكلة كانت في أن التحسن كان في منطقة واحدة على الحدود، وكانت معظم الأنفاق فيها مدمرة بصورة كلية أو جزئية، وعدد قليل من الأنفاق الناجية هي ما كانت تعمل، لذا لم يحدث اثر ملموس على صعيد توفر البضائع المهربة، أو انخفاض أسعارها جراء هذا التحسن.

وأكد العديد من الشبان، أن ثمة محاولات جديدة بدأ يتخذها ملاك الأنفاق والعاملين في مجال التهريب، أبرزها إطالة أنفاقهم لتصل إلى مناطق بعيدة عن تواجد القوات المصرية، وإحداث فتحات جديدة تتسم بالسرية، في محاولة منهم للتغلب على الواقع الجديد، واستئناف عمليات التهريب ولو بصورة جزئية.

وتوقع أحد الشبان أن تشهد عمليات التهريب تحسنا ملحوظا في المستقبل القريب، خاصة وأن الأمور بدأت تهدأ في مدينة رفح المصرية، وبدأ القائمون على الأنفاق يبتكرون طرقا جديدة في نقل البضائع وإيصالها للمنطقة الحدودية.

ويجد القائمون على الأنفاق صعوبة بالغة في تهريب ونقل السلع الثقيلة والكبيرة والوقود السائل، ويفضل غالبيتهم تهريب السلع الصغيرة والخفيفة، التي يسهل نقلها إلى منطقة الأنفاق، وإتمام تهريبها دون أن تشعر القوات المصرية بذلك.

ورغم الإجراءات الأمنية المكثفة، ودفع السلطات المصرية بقوات كبيرة ومعدات ثقيلة وحديثة، إلا أن ذلك لم يسهم في القضاء على التهريب كليا، ومازالت العديد من الأنفاق تعمل، ويوميا تهرب كميات من السلع والبضائع وفي مقدمتها السجائر.

وكانت مصادر إعلامية نقلت عن مصدر عسكري مصري قوله، أن عناصر حرس الحدود المصري بالتنسيق مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية , تمكنت من ضبط وتدمير عشرة أنفاق معدة للتهريب بمدينة رفح، وعلى الحدود مع قطاع غزة، خاصة في منطقتي البراهمة الحدودية والجندي المجهول، وتم تدميرها بشكل كامل، كما وتم ضبط مزرعة تستخدم في تشوين وتخزين البضائع، قبل تهريبها لغزة عبر الأنفاق .