خبر ماذا يريد كيري- يديعوت

الساعة 10:14 ص|09 يناير 2014

بقلم: اليكس فيشمان

(المضمون: يمكن أن يُستنتج من تصريحات كبار المسؤولين الامريكيين والاسرائيليين والفلسطينيين مضمون اتفاق الاطار وهو مضمون يصعب على نتنياهو وعباس قبوله والترويج له بين شعبيهما - المصدر).

 

لا يوجد وضع أكثر تحديدا للذهن من حبل المشنقة الذي ينتظرك في الساحة – وهذا هو الوصف الأقرب لوضع نتنياهو وأبو مازن منذ كانت زيارة وزير الخارجية الامريكي جون كيري الاخيرة. وهم في الادارة الامريكية أكثر لطفا بقليل، وهم يصفون وضع الاثنين الحالي بأنه "نضج وحيرة" قبل اتخاذ قرارات تاريخية شجاعة. ومهما يكن الامر فان كيري وضع أمام الزعيمين صيغة وكلاهما يكسر رأسه الآن مجتهدا أن يروج لها في الداخل وأن يبقى يوما آخر.

 

لم يعرض كيري على الطرفين اتفاق اطار مكتوبا، وقد وضعت في حقيبته مسودة تفصل مواجهة كل المواضيع الجوهرية، لكنه اختار أن يعرض عليهما المباديء شفهيا، للتمكين من إدخال تحسينات وتعديلات. وستعرض الوثيقة المكتوبة في الشهر القادم،

 

وفي اطار اعدادها قام الامريكيون ايضا باستطلاعات للرأي العام بين اسرائيليين وفلسطينيين للفحص عن مواقف الجمهور من المواضيع التي تظهر في اتفاق الاطار، بل من صياغتها.

 

ولما كانت الوثيقة لم تعرض رسميا الى الآن فلم يُطلب الى أحد الطرفين أن يرد على كيري ولهذا لم يرفضها أحدهما رفضا باتا. وتوجد الآن "مرحلة رخم للبيض" في اسرائيل والسلطة الفلسطينية، تشمل اعداد الرأي لنشر الوثيقة. ويُحدث الرخم اختلافات داخلية – وتُحدث الاختلافات تصريحات معلنة تشير اشارة خفية الى جوهر الاتفاق الذي أخذ يتشكل. فعلى سبيل المثال يعلن ليبرمان أنه يقبل مبدأ تبادل الاراضي، وهو يجود بوادي عارة ايضا على السلطة الفلسطينية. وبعد ذلك فورا يخرج جدعون ساعر – من حنجرة نتنياهو – ويُبين أن هذا الامر لن يكون. ونعلم من هنا أن الاتفاق يشمل تبادل اراض لكنه لا يشمل تبادل سكان خصوصا.

 

والى ذلك يوجد في الكلام اشارة الى أن كيري يعرض صيغة أسهل على اسرائيل لأنها لا تتحدث عن تبادل اراض بنسبة 1: 1، بل عن تبادل اراض متساوية القيمة. واليكم مثالا آخر: يقول رئيس الوزراء إنه لن يوافق أبدا على التخلي عن الخليل وبيت إيل، ومن لا هذه تعرف شيئا عن نعم لأنه توجد هنا اشارة خفية الى أن كل ما يوجد خارج الكتل الاستيطانية لن يبقى في سيادة اسرائيلية بحسب اتفاق الاطار.

 

وثم موضوع حرج آخر هو مكانة القدس، وقد قدمت الصحافة الامريكية هنا اشارة جاءت من توجيه قدمه كيري في زيارته لدول الخليج. فقد استعمل كيري مصطلح القدس الكبرى وهذه اشارة الى أن الوثيقة تظهر فيها عاصمة فلسطينية في القدس لكنها ليست بالضرورة في داخل حيزها البلدي. فهل ستكون العاصمة الفلسطينية في أبوديس؟ وهل ستكون في الحي الاسلامي؟ ليس ذلك واضحا. فالقدس الكبرى مصطلح غامض يعيدنا الى ايام كسينجر البهيجة الذي أوجد "عدم الوضوح البناء" الذي يُمكن من الالتفاف على المشكلات وتأجيل الحسم. فاذا كانت "القدس الكبرى"

 

مثالا على صيغ في الوثيقة فانها وثيقة مع الكثير جدا من تدوير الزوايا هدفها المباشر تأجيل تفجير المحادثات من نيسان الى أجل أكثر تأخرا.

 

واذا أردنا أن نلخص جملة التصريحات والاشارات الخفية قلنا إن اتفاق الاطار يشمل كل المواضيع الجوهرية، وإن أساس التفاوض سيكون حدود 1967 – مع تبادل اراض متساوية القيمة، ومع الكتل الاستيطانية واخلاء المستوطنات الموجودة خارج الكتل – في حين لن تكون عاصمة السلطة الفلسطينية بالضرورة في حدود القدس البلدية. وهذه صيغ صعبة الهضم على نتنياهو وعلى أبو مازن ايضا وما زالت لم تتسرب مواد تتصل بقضايا الترتيبات الامنية وحق العودة.

 

إن الأمل الوحيد في أن ينجح كيري في تجاوز نيسان من غير تفجير متعلق بشخص واحد هو براك اوباما، فهل يكون الرئيس الامريكي مستعدا لدخول مواجهة مباشرة مع الزعيمين ليدفع باتفاق الاطار قدما؟ نشك في ذلك كثيرا.