خبر مكافحة شارة الثمن- هآرتس

الساعة 10:14 ص|09 يناير 2014

بقلم: أسرة التحرير

المواجهة بين المستوطنين المتطرفين والفلسطينيين من سكان قرية قصرة، التي وقعت أول أمس، كان يمكن أن تصبح حمام دماء. ولولا تدخل بعض سكان القرية لمنع عملية فتك بالشبان الاسرائيليين، ولو كانت قوات الجيش الاسرائيلي تأخرت عن الوصول الى المكان، لمعقول الافتراض بان الجموع كانت ستقتحم المبنى الذي احتجز فيه.

الشبان لتنفس فيهم غضبها. كان يمكن لمثل هذا الحدث أن يسحب الضفة الغربية كلها الى معمعان قاس من هجمات الارهاب، عمليات الثأر، وربما حتى عملية عسكرية.

 

احداث من هذا النوع كفيلة بان تتصاعد، كلما اتضحت مبادرة السلام الامريكية كجدية اكثر. فالزيارات المتواترة في المنطقة من وزير الخارجية الامريكي جون كيري تقرب لحظة القرار في القيادتين، الاسرائيلية والفلسطينية، بالنسبة لاقتراح الولايات المتحدة لاتفاق اطار بين الطرفين. الاتفاق الذي في سياقه متوقع ايضا اخلاء مكثف لبؤر استيطانية غير قانونية ولمستوطنات خارج الكتل ترفع جهود كيري التوتر والقلق في اليمين، مثلما شهدت تصريحات رئيس البيت اليهودي نفتالي بينيت الذي حذر أول أمس من "اصدقائنا الذين يدفعوننا نحو الانتحار".

 

في هوامش معسكر اليمين توجد مجموعة غير صغيرة من النشطاء الذين يسعون الى مواصلة انتهاج ميزان رعب اعمال "شارة الثمن". وهؤلاء يؤيدون الثأر الاعمى بالفلسطينيين وباملاكهم في اعقاب كل قرار من الادارة المدنية لاخلاء او هدم مبنى غير قانوني في البؤر الاستيطانية. ويمكن أن يضاف الى ذلك ميل مقصود: اشعال المنطقة، بهدف احباط المبادرة الامريكية.

 

ان انجازات قوات الامن في المساعي لوقف اعمال الارهاب اليهودي كانت حتى اليوم طفيفة. فالعصبة التي نزلت من بؤرة ايش كودش الاستيطانية للشغب في قصرة كانت تضم على الاقل نشيطين متطرفين، معروفين جيدا لدى المخابرات الاسرائيلية. واضافة الى ذلك، في ذات الصباح اقتلعت الادارة المدنية كرما غرسه المستوطنون على ارض فلسطينية في المنطقة. بمعنى أنه كان يمكن الاستعداد بشكل مناسب للاستفزاز الذي جرى في سياق اليوم.

 

ولكن ليس فقط على مستوى انفاذ القانون تبدي قوات الامن عجزا. فالدائرة اليهودية في المخابرات وشرطة لواء شاي تجدان صعوبة في تجنيد ما يكفي من الادلة القانونية التي تسمح بتقديم منفذي العمليات الى المحاكمة. وكان نجاحهما الاقصى في

 

جمع المعلومات الاستخبارية التي اتاحت، صحيح حتى الان، استصدار اوامر ابعاد من الضفة لثمانية نشطاء من اليمين المتطرف. وليس في هذا ما يكفي، عندما تحتدم الاجواء على الارض. على قوات الامن وسلطات القانون ان تستعد بجدية كي تضمن القاء القبض والعقاب للمخططين والمنفذين.