خبر أكسفورد: وسائل التواصل الاجتماعي لا تزيد الصداقات أو تطورها

الساعة 05:53 م|08 يناير 2014

وكالات

أظهرت دراسة علمية حديثة أجرتها جامعة "أكسفورد"، أن وسائل التواصل الاجتماعي لا تساهم في زيادة عدد الأصدقاء المقربين من الإنسان، بالرغم مما وفرته من سهولة غير مسبوقة تاريخيًّا في التواصل مع عدد كبير من الأشخاص.

وعلى عكس الاعتقاد السائد، فإن توسع شبكة العلاقات وامتلاك العشرات أو المئات من الأصدقاء على "فيسبوك" و"تويتر" لا يعني أن الشخص يحظى بعددٍ كبيرٍ من الأصدقاء المقربين منه عاطفيًّا، والذين يمضي وقته معهم، إذ إن عدد هؤلاء لا يتغير، سواء استخدم الإنسان وسائل التواصل الاجتماعي أم لم يستخدمها، ثم إن الإنسان يمتلك قدرات اجتماعية محددة ومسبقة كما يرى باحثو "أكسفورد."

استبدال الأصدقاء لا زيادتهم

وبحسب الدراسة التي نشرت الاثنين، في النسخة الإلكترونية من مجلة "بي إن إي إس" التابعة للأكاديمية الوطنية للعلوم في أميركا، فإن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قد يجعل الإنسان يستبدل الأصدقاء المقربين منه بآخرين جدد، لكنه لا يزيد من العدد الإجمالي للأشخاص المقربين.

ورغم أن عدد الأصدقاء المقربين يختلف بشكل كبير من شخص إلى آخر، فيبدو أنه ثابت بالنسبة لكل شخص مهما توسعت شبكة علاقاته الشخصية في الحياة الواقعية وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، إذ أن اكتساب صديق جديد مقرب عاطفيًّا يجعله بالضرورة يحل مكان صديق مقرّب سابق، وذلك من حيث التعلّق العاطفي وساعات التواصل في الأسبوع، وتبادل الاتصالات الهاتفية واللقاءات وغيرها.

مجهود ذهني وعاطفي

ويعلل البروفيسبور روبن دونبار من قسم علوم النفس التطوريّة في "أكسفورد" هذه النتائج بقوله: "تحتاج العلاقات الإنسانية إلى بذل مجهود ذهني وعاطفي كبير حتى تضمن استمرارها، إضافة إلى الوقت، ويبدو أن الإنسان يملك مخزونًا معينًا من قدرات التواصل، حيث إن تطور وسائل الاتصال لا تستطيع تغيير ذلك".

ولإجراء هذه الدراسة أجرى الباحثون إحصائيات واستبيانات بين الطلاب، وتابعوا بيانات هواتف 24 طالبًا مدة 18 شهرًا، وراقبوا تغير نمط علاقاتهم مع انتقالهم من المدرسة إلى الجامعة، ومع تعرفهم على أشخاص جدد في الحياة الواقعية وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، وخلصوا إلى أن هناك "بصمة اجتماعية" ثابتة تحدد طبيعة علاقات كل إنسان، وعدد الأشخاص المقربين منه في كل لحظة