خبر شيء ما يحصل هنا -معاريف

الساعة 11:08 ص|07 يناير 2014

بقلم: شالوم يروشالمي

(المضمون: يُخيل لي أننا ارتفعنا ببساطة الى مرحلة اخرى. نتنياهو تحدث أمس عن بطاقة دخول يشتريها الطرفان الآن الى المفاوضات. وزير كبير، يوجد عميقا في الامور، يتحدث عن ورقة موقف امريكية تُعرف جيدا ما سيحصل بعد ذلك - المصدر).

 

في بداية هذا الاسبوع ثمة احساس بأن شيئا ما يحصل. الساحة تتحرك، ولا سيما تحت السطح. وزير الخارجية جون كيري لا يزال هنا، يسافر الى الاردن والسعودية، يعود، يلتقي برئيس الوزراء نتنياهو وأبو مازن ولا يتنازل. كما أن مبعوث الاتحاد طوني بلير هنا، يلتقي بكيري وبوزراء اسرائيليين (أمس رأيته يدخل غرفة يئير لبيد في الكنيست). وهو مفعم بالتفاؤل. لبيد نفسه يتحدث في كتلة يوجد مستقبل عن "امور كبيرة في المجال السياسي"، ويعد باسناد سياسي لرئيس الوزراء.

 

وزير الخارجية افيغدور ليبرمان يماليء كيري ويدعي فجأة بأننا لن نحصل على صيغة سلام أفضل من الصيغة التي يقترحها الامريكيون. الوزير نفتالي بينيت يسمع اصوات القلق التي تصدر عن المستوطنات ويرسم لنفسه خطوطا حمراء، سيعرضها على ما يبدو في خطاب يصدر ظهر اليوم. وحتى تسفي هاوزر، الذي كان سكرتير حكومة نتنياهو يقترح على شركائه في اليمين وفي المستوطنات ألا ينظروا الى الأمس و"يبدأ بالجدال على نقل سكان من 100 – 200 ألف نسمة". ليس أقل.

 

شيء ما يحصل، مع أن كل مسؤولي الليكود يحاولون التهدئة. نتنياهو نفسه ايضا ينشر الغموض، ويعمل بذكاء في كل الاتجاهات. عصر أمس ظهر رئيس الوزراء أمام اعضاء كتلة الليكود في الكنيست. كل واحد سمع منه ما يريد. "أنا أمثل بأمانة حقائق أساس مقبولة على اغلبية الحاضرين هنا"، بدأ بالقول، ولكن في نفس الوقت أعلن: "أنا لا أريد دولة ثنائية القومية. أنا لا أريد إدخال ملايين الفلسطينيين لا كمواطنين ولا كرعايا". وفي سياق حديثه أعلن نتنياهو بأنه يجب الحفاظ على الكتل وعلى "اماكن تاريخية مثل بيت إيل والخليل". وقال الصقور "كم هو جميل، نتنياهو يضيف الآن كتلة اخرى لضم مستقبلي". أما الحمائم فقالوا "يا له من جميل، هذا مؤشر على أنه يتنازل عن كل ما تبقى".

 

مهما يكن من أمر، يبدو نتنياهو تعبا في الايام الاخيرة. الضغوط تكلفه صحته. فقد أصيب بالالتهاب في الجيوب الأنفية (وهو يسمي هذه "حمى الكهوف"). وفي كل مناسبة يحاول رمي الكرة الى الطرف الآخر وكسب النقاط في ملعبه. وموضوع الجذب الاخير امتشق من كتب التعليم الفلسطينية المحرضة، التي تدعو الى ابادة اسرائيل (وكأن ليس عندنا وزراء، نواب وحاخامون راكموا على مدى السنين تصريحات عنصرية).

 

اذا ماذا يحصل هنا؟ يُخيل لي أننا ارتفعنا ببساطة الى مرحلة اخرى. نتنياهو تحدث أمس عن بطاقة دخول يشتريها الطرفان الآن الى المفاوضات. وزير كبير، يوجد عميقا في الامور، يتحدث عن ورقة موقف امريكية تُعرف جيدا ما سيحصل بعد ذلك. "أحد لا يريد أن يتورط مع امريكا، وهذا يدفع الجميع خطوة واحدة الى الأمام"، يضيف الوزير. امريكا، بمعنى الوزير كيري، تصبح ملموسة أكثر فأكثر، فهو يقول إننا يجب أن ننسحب الى حدود 1967 مع تبادل للاراضي، فماذا ينبغي أن يكون في القدس، متى ينبغي التوقيع على التسوية الدائمة، كيف ينبغي أن يكون عليه الاتفاق الامني عن نهر الاردن وما شابه. هكذا فان كيري يستدعي ردود فعل من الطرفين. "وهو لا يسمح لأحد بأن يختبيء خلف الخطاب"، كما يصف أحد المفاوضين، وبعد ذلك حك جبينه. شيء ما يحصل سبق أن قلنا؟.