خبر المعركة على الصحراء- هآرتس

الساعة 11:08 ص|07 يناير 2014

بقلم: جاكي خوري

(المضمون: منظمة "الدولة الاسلامية" هي قوة صاعدة، تربط بين العنف المتصاعد ضد السلطات العراقية والحرب في سوريا - المصدر).

لاعب هام واحد شريك سواء في الصراع الاخير في العراق أم في القتال الجاري في سوريا، المنظمة المعروفة باسم الدولة الاسلامية في العراق والشام – فرع القاعدة في العراق وفي سوريا، والمعروفة ايضا باسم داعش. لقد جمعت داعش في السنوات الاخيرة قوة في العراق وفي سوريا وأصبحت لاعبا مركزيا. في الايام الاخيرة سجلت في صالحها انجازا هاما، حين سيطرت على مدينتين مركزيتين في محافظة الانبار في العراق.

 

في نهاية صراع استغرق بضعة ايام سيطر أول أمس مقاتلو القاعدة على معظم اجزاء مدينة الفالوجا في المحافظة. واعلنت قوات الشرطة المحلية عن اعادة انتشار قواتها في أطراف المدينة، وتركت مركزها تماما. في الرمادي، مدينة مركزية اخرى، لا تزال قوات الحكومة تقاتل على السيطرة في عدة احياء.

 

محافظة الانبار في غربي العراق هي منطقة صحراوية واسعة الارجاء تحد سوريا، الاردن والسعودية. وهي تشكل ثلث مساحة العراق، ويكاد يكون كل سكانها سُنة. وتعد المحافظة هي البوابة للعبور بين سوريا والعراق، وبالفعل فان مقاتلين ومخربين سنة متطرفين شقوا طريقهم بين الدولتين في السنوات الأخيرة.

 

في اذار 2011، مع بداية الثورة في سوريا ضد نظام البعث ورئيسه، الرئيس بشار الأسد، كان معارضو الحكم يعرفون ضمن الاسم العمومي "الثوار في سوريا". ولكن في السنوات الثلاثة التي مرت منذئذ، تغير الكثير. فبعد نحو نصف سنة، اخلت الانتفاضة الشعبية مكانها لمقاومة منظمة، وبدأت الميليشيات التي تقاتل ضد الحكم بالسلاح الناري بالظهور.

 

أولى هذه القوى كان "الجيش السوري الحر"، الذي كان يستند ا ساسا الى الفارين من الجيش النظامي. وأملت المعارضة السورية في أن يشكل الجيش الجديد ملجأ لمزيد من الجنود الفارين، فيجمع حوله فصائل المعارضة ويشكل بديلا عن جيش النظام. ولكن الخلافات الداخلية والنقص في المساعدات اللوجستية من خارج حدود سوريا أدت بالدولة الى سيناريو الرعب الحالي: المعارضة العلمانية فقدت السيطرة، الجيش الوطني يتفكك وعلى الأرض ظهرت ميليشيات مسلحة تكافح تحت العلم الأسود للقاعدة.

 

على رأس المنظمات المتطرفة السورية المتماثلة مع منظمة الارهاب الدولية تقف جبهة النصرة التي تشكلت في نهاية 2011 وتعتبر إحدى الميليشيات الأقوى والأكثر وحشية التي تقاتل على الأراضي السورية. وتتهم المعارضة السورية بان رجال داعش يخدمون النظام في دمشق، وليس الثورة السورية. والأمر يعبر عن نفسه اليوم في معارك شديدة بين داعش وبين ميليشيات الجيش السوري الحر والجبهة الإسلامية التي تجمع منظمات سلفية اقل تطرفا.

 

لقد أبدى تعاظم المنظمة الى إعادة النظر في الدول المجاورة لسوريا، ولا سيما في العراق وفي الأردن، في الدعم للمعارضة السورية. وفي الغرب ايضا لم يعودوا يتحمسون لإسقاط الأسد، وذلك لان البديل الذي يلوح في الأفق يبدو أسوأ بكثير، حين ستصبح سوريا قاعدة كبرى للإسلام المتطرف.

 

وحرص النظام السوري والمنظمات المعارضة لداعش على ترسيخ هذا الخوف ونشروا في الشبكة أفلاما باعثة على الصدمة يبدو فيها مقاتلو المنظمة يقطعون الرؤوس، ينكلون بالجثث ويعدمون الناس وهم مقبلين، بمن فيهم رجال دين مسيحيون. وكان لهذه الصور تأثير عميق على الرأي العام، وفي المعارضة السورية وجدوا صعوبة في شرح النية لإدخال جبهة النصرة في الحل المستقبلي، في الدولة العلمانية والديمقراطية التي تطلع الثوار إلى إقامتها.

 

قامت نواة داعش في 2004، بداية باسم "الدولة الإسلامية في العراق"، بقيادة ابو مصعب الزرقاوي، الذي أعلن عن تأييده لاسامة بن لادن. وحسب مصادر عربية، فان المنظمة في صيغتها الحالية تأسست في تشرين الأول 2006 في العراق بعد تصفية الزرقاوي. وانتخب ابو عمر البغدادي قائدا لها.

 

وتبنت المنظمة المسؤولية عن أعمال عديدة ضد الجيش الأمريكي وقوات الأمن العراقية، إضافة إلى عمليات تخريب في العاصمة بغداد وفي محافظات الشيعة في العراق. واتهمت الولايات المتحدة والحكومة العراقية بان المنظمة تتمتع بدعم غير مباشر من النظام في دمشق، وان الكثير من المقاتلين يجدون مخبأ في الاراضي السورية.