خبر صحيفة: الأردن لاعب رئيسي في الاتفاق المرتقب أمريكيا

الساعة 06:32 ص|06 يناير 2014

القدس المحتلة

أكدت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى لـ’القدس العربي’ أمس الأحد أن الأفكار الأمريكية التي طرحها وزير الخارجية جون كيري في زيارته العاشرة لفلسطين مست بشكل مباشر ملفات الحدود للدولة الفلسطينية والأمن والقدس واللاجئين، مشيرة الى أن المقترحات الأمريكية وخاصة بشأن تلك الملفات وضعت الأردن كطرف رئيس في أي اتفاق سلام مرتقب ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وأضافت المصادر ‘لا يمكن الوصول لاتفاق على ما طرحه كيري بشأن الحدود الشرقية لدولة فلسطين ـ أي غور الأردن وإصرار إسرائيلي بالسيطرة عليها ـ دون أن يكون هناك دور للأردن في الصيغة التي يمكن التوصل إليها بشأن المعابر والسيطرة على الأغوار’، رافضة اعطاء المزيد من التفاصيل ومكتفية بالقول ‘لن يكون هناك اتفاق بدون الموافقة الأردنية’، مضيفة ‘هناك دور للجيش العربي ـ الجيش الاردني ـ في الملف الامني على الحدود الشرقية لدولة فلسطين’.

وحسب المصادر فإن الافكار الامريكية التي طرحها كيري على الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال اجتماعين عقدهما معه يومي الجمعة والسبت بشأن ملفات الامن والحدود والقدس واللاجئين تشير بأنه لن يكون هناك اتفاق منتظر ما بين الفلسطينيين والاسرائيليين بعيدا عن الدور الاردني الذي سيكون فاعلا في مستقبل نجاح ذلك الاتفاق.

ومن جهته اوضح كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات لـ’القدس العربي’ امس الاحد أن هناك تنسيقا عالي المستوى ما بين القيادة الفلسطينية والاردن، مضيفا ‘هناك تنسيق عالي المستوى مع الاشقاء في الاردن’، متابعا ‘الاردن صاحب مصلحة في الحدود والامن واللاجئين والقدس والمياه، وبالتالي نحن لدينا قنوات تنسيق على مستوى الملك عبد الله الثاني والرئيس ابومازن – محمود عباس- وعلى كل المستويات الاخرى بحيث لا تقدم لنا ورقة أو نقدم ورقة حول كل القضايا إلا بالتشاور والتنسيق مع الاشقاء في الاردن وفي مصر وايضا مع لجنة المتابعة العربية للسلام ، فلذلك الحديث عن اتفاقيات سرية ومن خلف الاردن وغيره هذا كلام حقيقة نستغربه’.

وبشأن الاجتماع المرتقب للجنة المتابعة العربية للسلام لبحث ما طرحه وزير الخارجية الامريكي من افكار في جولته العاشرة للمنطقة والتي مست كل قضايا الوضع النهائي قال عريقات ‘اتفقنا عندما يقدم كيري أي افكار رسمية سندعو لاجتماع للجنة المتابعة العربية’، وذلك رغم اللقاء المتوقع ما بين وزراء الخارجية العرب ووزير الخارجية الامريكي جون كيري الأسبوع القادم في باريس لبحث المفاوضات الفلسطينية والاسرائيلية إضافة للملف السوري.

وحول ما يردد فلسطينيا بأن الأمريكيين تبنوا المواقف الاسرائيلية قال عريقات ‘انا اوضحت امام وزير الخارجية الامريكي شخصيا بأن الحلول الانتقالية وتمديد المفاوضات هي قضايا باتت خلفنا وأننا نسعى لاتفاق شامل حول كل قضايا الوضع النهائي بما يشمل القدس والحدود واللاجئين والمستوطنات والمياه والامن وأن الهدف هو اقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967 وأنه يجب على الادارة الامريكية أن توقف الاستيطان والاملاءات وكل ما تقوم به اسرائيل من ممارسات تدمر عملية السلام’.

وتابع ‘الموقف الامريكي لم يطرح بعد’ بشأن كل قضايا الوضع النهائي ، موضحا أن هناك جدية امريكية واضحة في الوصول لاتفاق سلام بالمنطقة، مضيفا ‘في كل الجولات التي قام بها كيري كانت الجدية الأمريكية موجودة’.

وحول ما اذا كانت الادارة الامريكية تستغل الاوضاع الداخلية الحالية للدول العربية الرئيسة مثل مصر وسوريا لفرض اتفاق سلام على الفلسطينيين مع اسرائيل قال عريقات ‘لا أعتقد بأن هناك أي طرف يستطيع فرض اتفاق على أحد.

اتفاق السلام يحتاج الى قانون دولي ولشرعية دولية والى تنفيذ قرارات الشرعية الدولية للوصول لحل شامل لكل قضايا الوضع النهائي وعلى رأسها القدس والحدود والمستوطنات واللاجئين والامن والمياه والافراج عن الاسرى لأن السلام يتطلب حلولا ترضى بها الشعوب حتى تستطيع الصمود أمام التحديات، وباعتقادي أن الحديث عن فرض حلول هي خارج إطار العمل الفلسطيني’.

وفيما أوضحت مصادر مطلعة لـ’القدس العربي’ أن هناك توجها في داخل القيادة الفلسطينية للقبول بحلول وسط بشأن المقترحات الأمريكية حول قوة عربية دولية اسرائيلية ترابط على الحدود الشرقية لدولة فلسطين أكد ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن المناقشات التي أجراها كيري مع القيادة الفلسطينية في جولته العاشرة التي اختتمها أمس الأحد بالمغادرة للأردن كانت مناقشات جدية، رغم أن هناك اصرارا اسرائيليا على عدم التوصل لحل او اتفاق سلام مع الفلسطينيين على حد قوله.

وألمحت المصادر بأن الجانب الفلسطيني يدرس الموافقة على مرابطة قوات أردنية وامريكية واسرائيلية على الحدود الشرقية لدولة فلسطين مع وجود تمثيل فلسطيني بصفة مراقب على تلك الحدود وذلك للخروج من أزمة اصرار اسرائيل على السيطرة على منطقة الأغوار الفلسطينية بحجة الحفاظ على أمنها.

وقدرت المصادر بأن يشهد شهر شباط /فبرايرالقادم إعلان سياسي من قبل وزير الخارجية الأمريكية بشأن إحداث اختراق وتحقيق تقدم في مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية التي جرى استئنافها في تموز/يوليو الماضي برعاية امريكية، منوهة الى أن تيارا داخل القيادة الفلسطينية يطالب باستثمار التحرك الأمريكي لتحقيق اتفاق سلام خلال العام الجاري كون ما هو معروض حاليا ربما يتناقص إذا ما نفضت واشنطن يدها من ملف العملية السلمية بالمنطقة على حد قولهم.

وحسب المصادر فإن ما يقترحه كيري بشأن القدس والحدود والأمن يضمن إخلاء الكثير من المستوطنات المنتشرة بالضفة الغربية، في حين يضمن تبادل الأراضي على أساس حدود عام 1967 مع بقاء 3 تجمعات استيطانية ضمن تلك الحدود لتدخل في إطار تبادل الأراضي على طرفي الحدود.

وقدرت المصادر بأن اتفاقا للسلام يلوح في الافق وبموافقة عربية رغم التصريحات المتشائمة لبعض المسؤولين الفلسطينيين، مشددة على أن ذلك الاتفاق سيلبي اكثر من 70 بالمئة من المطالب الفلسطينية القائمة على اساس اقامة دولة فلسطين على حدود عام 1967 بما فيها القدس الشرقية .

ومن جهته توقع عبد ربه أمس الأحد أن يتم عقد اجتماع للجنة المتابعة العربية خلال الفترة القادمة للإطلاع على سير المفاوضات وما طرحه كيري من أفكار بشأن قضايا الوضع النهائي، وذلك رغم أنه قال ‘اسرائيل لا تريد حلا أبدا معنا وتريد اختلاق الذرائع′، مستبعدا أن تقدم واشنطن خطة سلام مكتوبة خلال الفترة القادمة.

هذا وأعلن كيري امس الأحد بعد المحادثات التي اجراها خلال الأيام الماضية مع القادة الإسرائيليين والفلسطينيين، أن خطة السلام ستكون ‘عادلة ومتوازنة’ للجانبين، مضيفا ‘أستطيع أن أضمن لكل الأطراف، أن الرئيس باراك أوباما وأنا شخصياً ملتزمان تقديم أفكار عادلة ومتوازنة إلى الجميع′.

وأكدت المصادر الفلسطينية لـ’القدس العربي’ أن أي اتفاق سلام منتظر مع اسرائيل لن يكون إلا بموافقة عربية ومصادقة من جامعة الدول العربية، مشيرة الى أن الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي أجرى اتصالا هاتفيا السبت مع عباس للإطلاع على ما طرحه كيري في جولته العاشرة للمنطقة والتي زار فيها امس الأحد كل من الأردن والسعودية في إطار تحركه لتحقيق اختراق في محادثات السلام.